من حق كل مواطن الاحتفاء بقدوم اليوم الوطني الجديد، لأن ما تشهده المملكة العربية السعودية اليوم من إنجاز، حضاري مرتبط بشكل وثيق بتاريخ محدد هو الأول من الميزان عام 1351هـ حينما أعلن الملك عبدالعزيز توحيد المملكة، وقامت أول وحدة حقيقية على هذه البلاد بعد صدر الإسلام.
وهكذا سعدنا وسعد سكان هذه البلاد وتوفر للجميع العدل والأمان واجتماع الكلمة وعاشوا إخوة متحابين متعاونين، بعد طول خوف وفرقة، واليوم يعيش في المملكة الكثير من القبائل، تشكل مجتمعاً صالحاً، متكافئاً في الحقوق والواجبات، متعاوناً في كل ما فيه نفع عام، دون تمييز أو تفريق، مدركاً أن بقاءه متوقف على ضرورة الانقياد والطاعة لزعامة قوية عادلة.
إن ما تنعم به المملكة من أمن وأمان ما هو إلا نتيجة حتمية لما قام به ولاة الأمر الذين تعاقبوا على قيادة هذه البلاد، منذ تأسيس هذه الدولة الميمونة، حيث جعلوا كتاب الله ملاذهم الآمن، والسنة النبوية حصنهم، لذا هنىء الناس بتفيؤ ظلال حكمهم الوارف، ونعموا بما يتمتعون به من عدل، وإصلاح ورعاية تامة في جميع مرافق الحياة أمنية واجتماعية، وصحية، وثقافية.
إن الأمن نعمة من نعم الله على عباده، وأصل من أصول حياة الأفراد والمجتمعات، فإنه إذا تزعزع في بلد ما، حاقت به القلاقل، وماجت به الفتن، وعم الذعر والهلع. لذا عمد شياطين الإنس الذين لم يرق لهم أن تعيش المملكة في استقرار واطمئنان، وأمن وأمان، فنسجوا خيوط الفتن، ودبروا المكائد للنيل من أمن هذه البلاد، باسم الدين، مغررين بأحداث لم تنضج عقولهم للتمييز بين الحق والباطل، وعاثوا في الأرض فساداً، واتضحت ملامح ومظاهر العدوان في كل فعل، وتجاه كل شيء، مع ما ترتب على ذلك من تعصب وتخريب لا شرعية له، سوى البغضاء والكراهية، والضغينة، والعداء والعدوان والمؤامرة والخراب والتدمير، ضد الأفراد والمجتمع، ولكن الله ناصر دينه، ومعلي كلمته، وحافظ لهذه البلاد أمنها، ما دامت تطبق أمر الله وتأخذ بشرعه، وستتمكن بإذن الله من استئصال الفاسدين والمفسدين، وتحمي المجتمع من شرورهم.
وحتى تشرق علينا ذكرى اليوم الوطني كل عام ونحن ننعم بالأمن والأمان، في ظل حكومتنا الرشيدة أدامها الله، فإن ما يحيق بنا من الفتن، يتطلب منا الالتفاف جميعاً حول القيادة، وبذل أسباب الألفة، والتعاضد فيما بيننا، تحقيقاً للأمن الشامل كما ورد في الكتاب والسنَّة. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
* لواء متقاعد
|