Wednesday 24th september,2003 11318العدد الاربعاء 27 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مملكتنا هذا العام مملكتنا هذا العام
د. بندر بن فهد السويلم*

كثيرة هي التحولات العالمية والمتغيرات الدولية التي اكتنفتها حوادث مؤلمة وحروب طاحنة، قتلت فيها نفوس بريئة، وهدمت مكتسبات محترمة، وروع فيها آمنون لا ناقة لهم ولا جمل، وكان لبلادنا ولله الحمد ممثلة في قيادتها السياسية الحكيمة وعلمائها الاجلاء السبق في إدانة اي عمل ارهابي ورفضه على الاطلاق، واستنكار الاعمال الظالمة على اي مستوى وفي اي مكان وايا كان مصدرها. لكن بلادنا لم تكن بمنأى عن هذه الاحداث، بل إنها إحدى ضحاياها، حيث اكتوت بلهيب الارهاب الذي اتخذها واحدا من ميادينه.
فحوادث التفجير التي وقعت في مدينة الرياض كانت ضمن سلسلة طويلة من برنامج العنف والارهاب الذي خطط له المفسدون في الارض، الذين استهدفوا الاخضر واليابس والنفس المعصومة والامن الوارف دون حرمة لدين او عصم دم او قدسية مكان او وفاء لعهد.
وما احبطه رجال الامن من محاولات التفجير والتدمير وإطلاق النار وما كشفوه عن اسلحة ومتفجرات مخبأة فانه كان منبئاً بوضوح عن كثير من النوايا المبيتة لايذاء الناس بالقتل والترويع والتفجير واثارة القلاقل وزعزعة الامن.
وتزامن ذلك مع ما تواجهه بلادنا - حفظها الله - من تهم باطلة ودعاوى مضللة دبرها المغرضون لها، للنيل من عقيدتها واهلها وقيمها وفضائلها، فاستغل المتربصون بها من الخارج جنوح شباب من الداخل، وسعوا الى كيل التهم جزافاً دون اي دليل، بل دون اي سبب يمكن ان يقال عنه ضعيف.
ومع هذا وذاك هبت الامة تستنكر ما يقال وما يحدث، ووقفت صفاً واحداً متماسكة مع قيادتها وقويت بذلك لحمتها وتجدد نشاطها ووفاؤها لدينها ولقيادتها الحكيمة ولبلادها الغالية، كيف لا وهي البلاد التي خصها الله سبحانه وتعالى بالحرمين الشريفين وعلى ارضها هبط الوحي وتنزل القرآن الكريم، ومنها شع نور الإسلام وانطلقت اللغة العربية، واغناها الله عز وجل بالدين الصحيح والعلماء الراسخين في العلم والرجال الاوفياء والابناء المخلصين، وعكست هذه الحوادث - ولله الحمد والمنة - مالا يقصد اليه الاعداء، من زيادة في تماسك لوحدة هذه البلاد وقوة للتلاحم بين اهلها وقيادتها، واصبح المشهد المميز لهذه البلاد في خضم الحوادث هو الوقفة الواحدة واللحمة القوية التي كدرت على الاعداء وانشرحت بها صدور المواطنين والمسؤولين والمحبين.
اننا لا نعتقد من اي عدو خارجي اقل من عدائه لنا، ولكننا نتساءل بألم شديد كيف يكون من شبابنا من يضع يده في مجموعة معاول الهدم ويصبح آلة تخريب وانتهاك للحرمات، ويجعل خدمة اصحاب الاهداف المشبوهة مقدمة على خدمة دينه ووطنه وولاة امره، او يرضى بالمقارنة بينهما.
نعم انها تحديات مقلقة للغاية، وموجبة للمراجعة المتعمقة دون ابطاء، وليس للتغاضي عنها محل او مكان، ولا يمكن التعامل معها بالتجاهل والاعراض، وهي تريد ان تفتك في جسم هذا الوطن الذي يعتز بالاسلام وينتهجه في الحياة بعد ان اعاده جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الى وضعه الطبيعي المتوحد فأرسى كيانه والتأم شمله وتماسكت اجزاؤه واظله الامن الوارف، وتعاهدته الايدي الامينة من ابنائه البررة الى عهد خادم الحرمين الشريفن - حفظه الله -.
لقد أوضح خطاب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - هذه الجدية الواجبة، وان الواجب يفرض عدم المساومة على دين هذا الوطن وعدم التساهل مع العابثين بأمنه، والساعين في تخريب مكتسباته ومقدراته او الداعين لمثل هذه الممارسات المشينة والمحرضين عليها، لان الحق في صف واحد امام الباطل ودعاته.
واذا استلهمنا الصواب والرشاد فلا خيار لنا من قول الحق والامر بالمعروف وانكار المنكر وتجريم المجرمين والاخذ على ايديهم وفق شريعة الله عز وجل. عبر المجالات كلها، فهل نعي دور الاسرة في تربية ابنائها ودور المجتمع في اليقظة والاهتمام بالنشء والشباب، ومسؤولية المدرسة والجامعة والمسجد والإعلام وحملة القلم واهل الفكر والرأي في التوجيه والارشاد، وهل نكون اكثر جرأة في التعرف على هذه المشكلة ومواجهة الذات للاعتراف بأخطائها كي تسهل علينا معالجة الجنوح والانحراف، وليصبح العام القادم مليئاً بالخير والنصر كما نتطلع أن يكون.حفظ الله بلادنا من كل مكروه وسوء، ورد كيد الكائدين اليهم، وادام لهذه البلاد دينها وامنها ورخاءها واستقرارها في ظل قيادتها الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله وايدهم بنصرة وتوفيقه

*وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved