سيظل الأول من الميزان على مدى الأزمان مسجلاً في صفحات ناصعة من التاريخ فقد كان يوماً فاصلاً في حياة أمتنا ووطننا من يوم أن استراح القائد المؤسس من عناء مسيرة التوحيد لتبدأ على الاثر مواكب البناء ومسيرة العطاء والنماء.
سيظل الأول من الميزان شاهداً على عبقرية القائد وعلى اخلاص الابناء، وعلى متانة البناء، فقد أقيم البناء قوياً على أساس التوحيد بما تحمله هذه الكلمة من معاني العمل المتواصل والتلاحم الوطني والصدق في التوجه، والاخلاص في العمل، وبذل الغالي والنفيس في سبيل العقيدة الخالصة الصادقة.
فقد ارتفع البناء، وكتب التاريخ في مثل هذا اليوم اسم المملكة العربية السعودية، كتبه في سجل النماء، وخطّه في صفحات العزة والكرامة.. وبدأت صروح البناء تعلو، ومواكب الخير تنطلق، واشتد البناء وارتفع، ووصل صوت المملكة الفتية الى المحافل الدولية، وأصبح اسم المملكة مرتبطا بالكرم والسخاء والصدق والتعاون، والوضوح والحكمة، والعقل والشفافية، والنجدة والاغاثة والسلم والرخاء، فلم يجد العالم ميدانا للتعاون إلا ووجد المملكة سباقة إليه، ولم يعرف ميدانا للحق والصدق إلا ووجد بصمات المملكة فيه، ولم يجد حفلا للمؤازرة والاغاثة والانسانية إلا وشاهد المملكة في قمة السباقين إليه.
لقد أصبح للمملكة اسمها وصار لها مكانتها في عالم اليوم في جميع الميادين المتسمة بالخير والعطاء، وتم ذلك بجهود قادتها واخلاصهم، وبجهود أبنائها الحريصين على حاضر وطنهم ومستقبله ومكانته، وتبوأ أبناء المملكة مكانة بارزة في حقول المعرفة وميادين العمل والبناء، وصار لهم دورهم المتميز في تنمية وطنهم، ورفع رايته الخفاقة في الداخل والخارج، واشتدت عزائمهم وخلصت نواياهم، وأينعت ثمارهم رفعة للوطن وتثبيتاً لدعائم بنيانه، وأحاط قادة الوطن وأبناؤه مسيرته بالاخلاق الفاضلة والصفات الحسنة المستمدة من تعاليم الدين الحنيف، وصارت المملكة مضرب المثل في هذا الميدان النبيل.
ويجيء اليوم الوطني وتطالعنا اشراقته ونحن نشهد من حولنا التحديات الجسيمة التي أرادها لنا غيرنا، تحديات تتكالب على الوطن من كل جانب بفعل المستجدات أحيانا وبفعل ما يحيكه أعداء النجاح وحساد التقدم والاستقرار والازدهار في احيان كثيرة، وأصبحت المملكة العربية السعودية أكثر استهدافاً في وسائل الاعلام المعادية، لتشويه الحقائق ومحاولة النيل من أمن الوطن ونمائه وازدهاره، وأصبحت الحملات المسعورة والمحاولات الجائرة تشهد كل يوم الواناً مختلفة وأشكالاً متباينة، ولكن هدفها واحد ومسعاها السيئ مشترك.
غير ان المسيرة المظفرة لن ينطفىء نورها بعون الله ما دامت تلك القلوب المخلصة ترعاها بعد رعاية الله، وتلك العقول النيرة تساندها بعد تدبير الله، وتلك العيون الساهرة حريصة عليها بعد حفظ الله.
وسيظل هذا الوطن رمزاً للخير وسيبقى أبناؤه نهراً متدفقاً في ميادين العمل والبناء والتنمية والعطاء، لأنهم يرسمون صورة للتلاحم والتماسك مع قيادتهم قل ان نجد لها نظيراً في عالمنا المعاصر، ولأنهم يدركون ان الوطن في حاجة إليهم كما هم في حاجة اليه، وقبل ذلك وبعده لانهم تربوا على نهج إسلامي قويم غرس فيهم منذ الصغر الكرامة والشرف والصدق والوفاء وكافة الخلق الرفيع، وحتى يستمر ركب المسيرة موفقاً فإن وطننا اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى تلاحم أبنائه، وإلى خالص فكرهم وصادق جهودهم، وإلى ثمار عملهم ليكونوا سداً منيعاً وحصناً حصيناً يسد أية ثغرة يحاول ان ينفذ منها أعداء الوطن.
وهذا هو صميم ما يوجّه به ولاة أمرنا - حفظهم الله - لتحقيق المزيد من التلاحم حتى يظل صرح هذا الوطن جبلاً لا يهتز ولا تؤثر فيه رياح عابرة مهما بدا فيها من سموم ومهما اختلط فيها من أتربة ورمال.
وسيظل لهذا الوطن - بعون الله - اشراقته، وستظل له مكانته، وستستمر المسيرة منطلقة ترعاها قيادتنا ويزكيها تلاحمنا وتماسكنا وحبنا لوطننا وقبل ذلك كله تمسكنا بعقيدتنا.
|