Wednesday 24th september,2003 11318العدد الاربعاء 27 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حول عمل المرأة حول عمل المرأة

طالعتنا الجزيرة في 15/7/1424هـ بقضية طرحتها وكانت تحت عنوان «عمل المرأة بين مطرقة السعودة وسندان نظرة المجتمع» وقد طرحت روضة الجيزاني «معدة أسئلة تلك القضية» عدة أسئلة على مجموعة من الأخوات السعوديات من الخريجات غير العاملات والأستاذات والدكتورات، وهذا يعني أن الفئة المستهدفة فئة المثقفات ليطرحن الحلول التي يرينها لمشكلة عظمت الأخوات من شأنها واتفقن على أنها مشكلة لها أثرها في المجتمع.
ولا شك أن كل فتاة تتعلم تتطلع إلى وظيفة تمارس من خلالها ما تعلمته.. ومن باب إبداء الرأي والمساهمة مع الأخوات وددت التعليق والتعقيب على ما جاء في ذلك الحوار تلك القضية فأقول:
أولاً: أحسنت الأخت الطالبة خلود محيسنة عندما قالت «لا مانع في خدمة مجتمعي في أي قطاع ولكن في هذا الجانب نحتاج إلى فتوى واضحة توضح شرعية هذا العمل المحفوف بالمخاطر والأسفار».
وهذا في الحقيقة ليس رأياً شخصياً للأخت خلود ولكن هذا أصل من أصول ديننا الإسلامي الذي يعني - أي الإسلام - الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة.. ومن خلال إجابات الأخوات ظهر أن القضية المطروحة «تحديداً» العمل كمضيفة جوية!
وقوله تعالى: {(تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) (النساء:13)} وإذا احتج عليهن محتج أو معاند بأن هناك من يميز هذا الأمر أو ذاك «كالضيافة الجوية ونحوها» فإننا نذكرهن بقوله تعالى: { ( تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء:59)
فإن قالوا - أو قلن - لا نريد مناقشة الموضوع والقضية من ناحية شرعية ولا نقبل أن يتكلم فيها العلماء ويحرمون علينا باباً من أبواب الرزق؟! فإننا نقول لهم وأين أنتم من قول ربكم: {(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65) } فإن أصروا فقد أعرضوا عن تحكيم شريعة نبيهم صلى الله عليه وسلم ورفضوا دين ربهم واتبعوا أهواءهم وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم:{(وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) (المائدة:49)
ثانياً: ذكرت إحدى الأخوات أن عدم وجود وظيفة لبعض الخريجات قضية تهدد الوضع الاقتصادي للبلد؟! ولا أدري كيف يكون ذلك؟
وكيف ستساهم مضيفة الطيران في رفع وتنمية الاقتصاد الوطني؟ وهل عجز الرجال عن تنمية الاقتصاد حتى تتدخل النساء لإنقاذه؟!!
ثالثاً: ذكرت إحدى الأخوات أن العمل في الإعلام والضيافة الجوية والمستوصفات الأهلية تقتصر على غير السعوديات. وأنا أقول لكل من تتطلع إلى العمل في تلك الوظائف:
لا يخفى على كل عاقلة فضلاً عن مسلمة ما يكتنف تلك الأعمال من محاذير ومخاطر وابتذال لا يرضاها الله ولا رسوله كالاختلاط المحرم بالرجال والتجمل خلقة ولباساً ونحوهما وخلوة مما يشرف السعودية ألا تكون إحدى ضحايا تلك الأعمال التي انخرطت فيها من لم تقم للدين اعتباراً ولا للشرع وزناً فكيف تتباكى بعض السعوديات على تلك الوظائف.
رابعاً: تكررت عبارات «بث الوعي الاجتماعي، تهيئة المجتمع لتقبل هذه الوظائف، عدم تقبل المجتمع» فأقول لهؤلاء الأخوات المثقفات: إذا كانت الوظيفة مباحة في الدين الذي تدينين به ولا تتعارض مع هدي النبي الذي تؤمنين به - صلى الله عليه وسلم - ولا تغضب الرب الذي خلقك فتوكلي على الله ولا تلتفتي للمجتمع، فنظرة المجتمع لا تحرم حلالاً ولا تحل حراماً.
خامساً: ذكرت إحدى الأخوات أن المجتمع كان لا يتقبل عمل الممرضة السعودية واليوم بدأ يشجع على ذلك.. فأقول: كلنا لدينا نساء «أمهات وأخوات وزوجات وبنات..» ونتمنى أن لا نحتاج في توليد أو تطبيب أو تمريض للرجال، ولكن نتمنى كذلك أن تعمل بناتنا الممرضات في جو نسائي خالٍ من الرجال تماماً، فإن كان كذلك فمرحباً بالطبيبة والممرضة والصيدلانية السعودية وإن لم يكن فبيتها خير لها.
سادساً: ذكرت إحدى الأخوات أنه يجب البعد عن نوع الجنس في شغل الوظيفة؟! وهذا أمر غريب فعندما نحتاج إلى تخصص نساء وولادة مثلاً ألا يجب علينا شرعاً أن نحدد نوع الجنس؟
وعندما نحتاج إلى موظف استقبال في قسم الرجال ألا نحدد نوع الجنس؟ فمجتمعات المسلمين تتميز عن المجتمعات الغربية التي لا ضوابط لديها في هذا
فالخروج من الجنة لآدم وحواء لكن التعب والشقاء في طلب الرزق لآدم فقط!
قال ابن كثير رحمه الله: «أي إياك أن يسعى في إخراجك منها فتتعب في طلب الرزق..».
ختاماً: أسأل المولى الكريم أن يبارك في جهود أهل هذه البلاد حكاماً ومواطنين وأن يرزقهم العيش الرغيد والعمل الصالح السديد ويرزقنا جميعاً الفقه في الدين وتحكيم شرع رب العالمين والسلام عليكم.

عبدالرحمن بن رشيد الوهيبي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved