طالعتنا عزيزتي الجزيرة عبر عددها «11310» ليوم الثلاثاء 19/7/1424هـ بتعقيب للأخ الكريم عبدالرحمن العثيم على فكرة كان قد طرحها الأخ شاكر السليم في نفس الصفحة بخصوص اقتراحه بإنشاء منتدى للعزيزة عبر الشبكة العنكبوتية.. والحقيقة الفكرة بحد ذاتها جريئة ولا غبار عليها.. وأشكر شاكر على طرحها.. كما أشكر عبدالرحمن على إطلالته علينا عبر أسلوب سلس يجعلنا نتمنى استمرار كتّاب يحملون أسلوباً كهذا يجيدون عرض الفكرة.. كما قلت فكرة شاكر جديرة بالطرح بحد ذاتها ولكن لا أعلم ما أقول.. وأي كلمة اكتب وقلمي جامح يُسرُّ ويبتسم لأي فكرة تطوير للعزيزة طالما طالبت بمثيلاتها.. ولكن بعد طرح هذه الفكرة هل هي إيذان بافتتاح «سوق للكلام» يا ترى في نظرنا هل نقول لقد تكسّرت القيود التي كانت قد كبّلت الجزيرة.. ولتلحق عزيزتنا بالانفتاح.. وديمومة الأخذ والرد!! هل انفك الحصار الذي كان يحيط بعزيزتنا لمجرد ان ألقينا بفكرة هي رائعة بحد ذاتها.. لا أظن ذلك!! إذْ لم نلتفت الى سلبياتها كما جذبتنا ايجابياتها كفكرة طموحة للتطوير والتجديد.. إني في العزيزة لا أرى أمامي غير الأبيض والأسود.. ولكني الحظ صفاء القلوب وصدق طرح كتّابها الطموح!! لصفحتنا الآن ذوق خاص لكلمتها الساحرة قوة المفعول بألباب العقول والتي تعشق سحر الإبداع الاجتماعي والأدبي.. يا ترى!!؟ هل نتخيل أنفسنا عالقين في خيوط الشبكة العنكبوتية وخارج اسوار هذه الصفحة البيضاء.. وان كان لأخينا عبدالرحمن الرد بجرأة الفكرة فلنا رؤية خاصة قد تتجاذبها رؤى وأفكار.. وكل يرى الفكرة بمنظار آخر.. غير ان رؤيتي لها من باب آخر. ومتى ما فتح المسؤولون في الجزيرة هذا الباب.. فهم سيفتحون بذلك «سوقاً للكلام» عُرفت به صفحات الإنترنت، وكلنا يعلم الفارق بين ان تكتب لصحيفة وبين ان تكتب لمنتدى في الإنترنت.. فمن شأن هذه الشبكة العنكبوتية ان تستنزف الأوقات.. وان تخطف الأبصار.. اضف الى ان «منتدى عزيزتي الجزيرة» سيقضي على شعبية صفحتها الجارفة في الجزيرة وبالتالي الحد من انتشارها.. وهذه نقطة ينبغي قبل طرح فكرة ما ان ندرس أبعادها.. ولا يخفى عليكم ما يشوب الشبكة من عك صحفي.. قد يمس هوية كلماتنا وأحرفنا وينال من كبريائها عند ضعاف النفوس!! وكثير جرّب مثل هذه المنتديات، وإن كنت أجزم ان الجزيرة لن تغفل هذه النقطة فيما لو أجازت هذه الفكرة.. إذ ان نجاح هذا «المنتدى» يتطلب متابعة دقيقة وجادة من القائمين عليه وشروطاً صارمة تحفظ للمنتدى تميزه وتوهجه ونجاحه كما هو ملحوظ على صفحات الورق أيضاً تحفظ احترامه وكبرياءه كما هي صفحات العزيزة الآن وهي ترفل بثياب هذا التميز والتوهج!!
لا يخفى عليكم ما تعيشه بعض المنتديات.. فالكلمات تُقذف كالرصاص في محاورة تنمُّ عن اختلاف في وجهات النظر والآراء ويُهمسُ بها في الخلف لتكون طعناً بسهم مسموم.. نعم هذا المنتدى سيفتح الباب على مصراعيه.. «لسوق الكلام» فالمنتدى بطبيعته يخالف صفحات العزيزة التي كل مشاركة ومقال فيها قبل النشر يظل تحت المجهر.. وآليات تنقيح بشرية ومتابعة بينما في المنتدى الكمبيوتري ستجد معارك كلامية.. قد تسف بقدر الكاتب وتحط من شأنه لا سيما انه سيكتب باسمه الصريح كشرط أساسي لهذا المنتدى!وفي «منتدى العزيزة» سنلجُ ملفّ الخصوصيات عبر ملفات الإنترنت نتيجة تراشق كلمات نابية جارحة.. بعد ان كانت سماء العلاقة صافية لا تعكرها السحب السوداء التي حملتها رياح الخلاف.لا أحد على هذه البسيطة لم يختلف مع الغير وهذه طبيعة البشر.. ولكنها عبر صفحات العزيزة محدودة جداً، ان لم نقل بانعدامها!! غير ان مرتعها عبر صفحات الإنترنت أكثر وأوسع.. واسألوا بعد ذلك عن تمخضات هذا المنتدى وتبعاته.. والتي نخشى ان تلقي بآثارها السيئة كقاصمة الظهر على صفحاتنا البيضاء!!
في المنتدى لا تستبعد ان تجد أناساً يدورون حول المشاكل.. ويصنعون من أي خلاف قضية لكي يصرخوا وبصوت عالٍ وليفرضوا أنفسهم كفرسان للعزيزة أمام الآخرين منحتها لهم صفحات الإنترنت في الوقت الذي لم تُجز لهم هذه الصفحات البيضاء في الجزيرة هذه الفرصة.. فهم يحاولون الخروج منتصرين حتى لو لوّنوا علاقاتهم وألفتهم بكلمات محمومة.. فلا عجب ان تجد منهم من يخرج من معمعة الكلام.. والواحد منهم يفرد ريشه كالطاؤوس معتقداً بأنه خرج منتصراً لأنه احرج الطرف الآخر واسكته عن الكلام.. وينسى نفسه انه يكتب لمنتدى يحمل اسم «عزيزتي الجزيرة» لانه اعتاد على ذلك في سائر المنتديات.. وستجد اناساً مشدوهين لما يحصل.. أهذا «منتدى العزيزة» ما زلت أكرر أخشى ان يلقي بظلاله على صفحاتنا الرائعة هذه ويؤثر عليها.. ولا عجب ان تجد من يكتب في هذه المنتديات يعود بعد الخلاف لصديقه.. ولكنها صداقة متصدعة ليست كما كانت بل هي صداقة فاترة!!
وهذه دعوة لمن يعترك مثل هذه المنتديات: لأن نفكر آلاف المرات!! قبل توجيه ايما كلمة جارحة او نابية الى أي انسان لا سيما إذا كان محل تقدير فالإنسان الحكيم هو من ينهي الخلاف بالعقل والتروي والاتزان وألا يكون اسيراً لكلمات من حوله تجرفه يميناً وشمالاً.
وحذار ان يكون الخلاف ملعباً تتقاذف به كرة الخصوصيات والسلبيات.. ووالله اني لأخشى ان يكون «منتدى العزيزة» كذلك.. وختاماً أقدم خالص شكري وتقديري لصاحب الفكرة.. ولمؤيدها ولكن احب ان أسوق لاذهانكم نقطة مهمة في هذا الشأن ألا وهي انه في حال إنشاء واعتماد منتدى ل«الجزيرة» في الإنترنت والذي اسميته «بسوق الكلام» ضعوا نصب أعينكم ان «سوق الكلام» هذا يدخله ملايين البشر بل جميعهم.. فمنهم من يتحدث ومنهم من يصمت.. ولكن من يصمت هو من سيكسب.. يا ترى هل من فائدة من «منتدى العزيزة» اذا كان تواصلاً لما يكتب في صفحات الجزيرة.. من ردود متواصلة ومكررة قد يصل بها الأمر الى باب مسدود والى استهجان الطرح عبر «منتدى العزيزة» ولكن اذا ما أُوجدت حلول وضوابط جادة تجعل المنتدى في مسيرته كهذه الصفحات الرائعة في قربها لكل قارئ وتميزها.. فسأكون.. أول المؤيدين لهذه الفكرة الطموحة.
سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي /معلم بمتوسطة صقلية - المذنب
|