* الرياض - فارس القحطاني - ياسر الكنعان:
وصلت مساء أمس إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض الطفلتان السياميتان المصريتان وقد كان في استقبالهما السفير المصري محمد رفيق خليل ومدير العلاقات العامة بمستشفى الحرس الوطني سامي الشعلان.
وقد ثمن محمد رفيق خليل سفير جمهورية مصر العربية في الرياض مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بإجراء عملية فصل للتوأمتين المصريتين الملتصقتين في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية وذلك في تصريح بعد وصول التوأمتين إلى الرياض قال فيه: جاءت مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بإجراء عملية فصل التوأمتين المصريتين تعبيراً صادقاً وعملياً عن عمق العلاقات والروابط الإنسانية النبيلة بين المملكة العربية السعودية الشقيقة وجمهورية مصر العربية.. تلك الروابط والعلاقات التي ازدادت يوماً بعد يوم عبر مراحل تاريخية طويلة حتى صارت الآمال واحدة والآلام ايضاً واحدة.
ورغم تقديري الكبير لمدى حجم المسؤولية الملقاة على عاتق سمو الأمير.. وانشغاله الدائم بقضايا كبرى.. تتعلق بمصير وطنه وأمته.. إلا ان ذلك لم يشغله عن قراءة خطاب والد الطفلتين.. وسرعة الاستجابة بتحمله جميع تكاليف تلك العملية الجراحية الكبيرة ومتابعة سفرهما مع والديهما من القاهرة إلى الرياض ووضعهما تحت اشراف طبي كامل.. ورعاية متكاملة وهذا ليس بغريب مطلقاً على قادة تلك البلاد الذين يحكمون بحكم الله وشرعه الحنيف.. لذا فسلوك هذا القائد مستمد من دين الله القائم على أسس المودة والرحمة والتعاطف مع اصحاب الحاجات والمرضى.. بغض النظر عن جنسياتهم أو اوطانهم ويبذلون كل ما يستطيعون من جهد ومال في سبيل نجدة المحتاج وعلاج المريض وفك ضائقة المعسرين.
ومن حسن الطالع ان يتصادف وصول الطفلتين المصريتين إلى الرياض مع حلول الذكرى الثالثة والسبعين لتوحيد المملكة العربية السعودية.. وظهور هذا الاسم الغالي على قلوبنا جميعاً إلى الوجود.. وهذا دليل على ان توحيد المملكة وقيام هذا الكيان الكبير وتقدمه على جميع الأصعدة هو خير عون ودعم لجميع الشعوب العربية والإسلامية.
وفي هذا الاطار ايضا أود ان أشيد هنا وبكل افتخار واعتزاز بالتقدم الطبي الكبير الذي حققته المملكة العربية السعودية.. خاصة في مجال اجراء عمليات فصل التوأم.. وهو التقدم الذي جعل اسم المملكة من اوائل الدول على مستوى العالم شهرة في هذا المجال.. وان هذا التقدم لم يحدث من فراغ بل جاء بعد رحلة طويلة من التخطيط والدراسة وبذل الجهد والمال وتدريب القوى البشرية الماهرة وتجهيزها بأحدث التجهيزات اللازمة لاجراء هذه العمليات الدقيقة والطويلة التي تحتاج إلى قدرات عقلية ومهارات طبية نادرة، وهذا التقدم الطبي كما قلت هو مثار فخر لنا جميعا أبناء الأمة العربية بل وابناء الامة الإسلامية.. لان خير المملكة هو خير للجميع دون استثناء.. وانه من دواعي فخرنا ايضاً ان يكون على رأس هذا الفريق الطبي السعودي الكبير العالم والجراح العظيم سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله الربيعة المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني الذي استطاع بعلمه ان يضع اسم السعودية والعرب على رأس قائمة أمهر الجراحين الذين يجرون هذه العمليات الدقيقة على مستوى العالم.
وبهذه المناسبة اعبر عن خالص شكر وتقدير الحكومة المصرية والشعب المصري وايضاً بشكر ابناء الجالية المصرية العاملة بالمملكة العربية السعودية إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على هذه اللفتة الإنسانية الرحيمة والنبيلة تجاه هاتين الطفلتين المصريتين داعياً الله عز وجل ان يجعل كل ذلك في ميزان حسناته وان يديم على المملكة العربية السعودية الشقيقة دائماً نعمة الامن والرخاء والتقدم.
ومن جانبه قال والد الطفلتين أحمد سمير ل«الجزيرة» توارد إلينا خبر الدكتور عبدالله الربيعة عقب اجرائه عددا من عمليات فصل التوائم وقد تم الالتقاء به ولم يكن لديه أي مانع في إجراء العملية وعن دور السفير المصري لدى المملكة في استقطاب الطفلتين أوضح بأن سعادة السفير قام بالتنسيق مع مستشفى الحرس الوطني وفي المقابل تحدث مدير العلاقات العامة بمستشفى الحرس الوطني قائلاً: ونحن في هذه اللحظة نعيش سمة من سمات هذا الوطن الأصيلة يترجمها بفعل مشاهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظه الله بتلمسه معاناة تلك الأسرة العربية المصرية وتوجيه أمره الكريم باجراء عملية الفصل بين تاليا وأختها تالين أحمد على حساب سموه الخاص بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني.
ولعل هذه المناسبة بدورها الانساني وبصفاء مقصدها وغايتها تعبر خير تعبير عن الروابط الوثيقة التي تربط المملكة العربية السعودية بشقيقتها الكبرى جمهورية مصر العربية على الصعيدين الرسمي والشعبي.
|