* الرياض محمدالعيدروس:
رفض اثنان من موظفي الشؤون الصحية بالحرس الوطني (رشوة) تصل إلى مبلغ 300 ألف، مقابل تقديم معلومات لإحدى مؤسسات المقاولات حول عقود.
ووجه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بمكافأة الموظفين ونشر تفاصيل ما حدث في الصحف المحلية ليكون كل موظف مخلصاً قدوة لغيره من أبناء الوطن ويكون محاولو الرشوة عبرة لكل من تسول له نفسه سلوك مسلكه.
وفي التفاصيل أن أحد الوافدين من ممثلي إحدى مؤسسات المقاولات قد حاول إغراء الموظف بالشئون الصحية بالحرس الوطني ماجد بن حمد السعيد بدفع مبلغ كبير من المال مقابل كشفه معلومات عن أحد العقود لتسهل على مؤسسة المقاولات التقدم للمشروع إضافة إلى منحه نسبة «10%» من قيمة العطاء والذي بلغ أكثر من ثلاثة ملايين ريال «أي ثلاثمائة ألف ريال» بمجرد توقيع العقد مع المؤسسة. وقد قام الموظف النزيه بإبلاغ رئيسه المباشر الصيدلي محمد بن سليمان الأحيدب منذ البداية بما لاحظه من تلميحات مندوب الشركة فطلب منه محمد الأحيدب مسايرة المندوب حتى التأكد تماماً من نواياه وبالفعل اتضح جدية الراشي الذي حضر مع مندوب آخر من نفس المؤسسة وقدما عرضهما على الموظف فما كان من رئيسه محمد الأحيدب على الفور إلا أن أبلغ معالي المدير العام التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني والتنسيق مع المباحث الإدارية وهيئة الرقابة والتحقيق الذين أبدوا تجاوباً سريعاً وجاداً مع البلاغ وشكلوا مع الموظف ماجد السعيد ومحمد الأحيدب فريق عمل للإيقاع بمحاولي الرشوة ومن خلفهم وهم متلبسون بالجرم المشهود وبتوفر الأدلة الكاملة التي تدينهم وقد تطلب ذلك عملاً مضنياً وتفرغاً كاملاً للحيلولة دون حدوث ما ينذر محاولي الرشوة أو من هو خلفهم في المؤسسة المعنية حيث اتضح أن أحد كبار موظفي المؤسسة مطلع على الأمر وأن الرشوة هي ديدنهم وأنهم متمرسون في هذا العمل المشين وشديدو الحذر.
تكتم وتنسيق بين الجهات المعنية
وقد أسفرت الجهود الجبارة والفطنة والتعاون المخلص بين جميع الأطراف، موظفو الشئون الصحية والمباحث الإدارية وهيئة الرقابة والتحقيق عن القبض على مقدمي الرشوة وهما مندوب المؤسسة ومحاسبها بالجرم المشهود.وتم التريث عن نشر خبر هذا الإنجاز والتكتم على الموضوع إلى أن تم القبض على الموظف الكبير المدان في عملية الرشوة بالأدلة القاطعة حيث غادر لقضاء إجازته السنوية قبل القبض على الجناة بأيام وعاد ليجد الإدانة في انتظاره.
الموظف: الرشوة إهانة لي
يقول ماجد حمد السعيد لقد كان انتظار إتمام هذه المهمة الوطنية النبيلة طويلاً وصعباً فقد كنت أشعر بأن مجرد عرض الرشوة عليَّ إهانة من ذلك المندوب وتمنيت سرعة القبض عليه واضطررت لإلغاء إجازتي عدة مرات ولكنني وبمجرد إتمام المهمة المشرفة بنجاح توجهت إلى البيت العتيق وأديت العمرة أنا وعائلتي أما محمد الأحيدب فيقول: لقد اضطررنا وخلال أكثر من شهر أن نعمل بمعزل عن بقية الموظفين ونعقد اجتماعات سرية وهو ما لم يتعوده منا موظفو القسم وكان صعباً للغاية بالنسبة لي فقد كنت عصبياً وغامضاً وهو مالم أتعود عليه مع زملائي الموظفين وفي لحظة القبض على مقدمي الرشوة كنت أرقب الأمر من سيارتي وعندما رأيتهم وقد قبض عليهم نزلت من السيارة والمحرك يعمل وناقل السرعة في وضع التشغيل إلا أنني عدت وأوقفت السيارة وعندما ذكرت ذلك لأحد زملائي قال مازحاً «يا حبك للشر» قلت «بل أحب أن أرى الخير ينتصر على الشر».
د. الربيعة: سنكافئ الجميع
من جهة أخرى ذكر معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة المدير العام التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني أن الأمانة والشهامة والإباء والبعد عن الحرام هي الصفة السائدة لأبناء هذا الوطن الكريم وهي أخلاقيات نابعة من تمسكهم بتعاليم الدين الحنيف واتباعهم القدوة الحسنة وما المتابعة الدائمة والحرص الشديد الذي أولاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لهذا الموضوع وتوجيهه حفظه الله على محاربة الفساد وقطع دابره. وأكد معالي الدكتور الربيعة أنه ستتم مكافأة الموظفين وتكريمهم وكنا في انتظار إتمام الجهات المختصة للإجراءات حتى لا نؤثر على خططهم ونجاح مهمتهم وأشاد د. الربيعة بكفاءة وقدرة جهاز المباحث الإدارية وهيئة الرقابة والتحقيق وسرعة تفاعلهم وحرصهم الشديد على توفر كافة مسببات الإدانة بما يحقق العدالة وقال انهم يعملون بكل جد وإخلاص ولا يحتاجون إلا لتعاون المواطن والتبليغ عن نوايا الفساد.
هذه القضية .. هي الثانية
جدير بالذكر أن هذه هي الحالة الثانية في أقل من عام التي يتمكن فيها موظفون في الشئون الصحية بالحرس الوطني من إجهاض محاولة رشوة والتعاون للقبض على الراشي حيث تم ومنذ أقل من سنة مكافأة وتكريم كل من الموظف عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن أبا حسين والموظف سلطان الشلوي لدورهما في رفض الرشوة والتعاون في القبض على مندوب شركة حاول رشوتهما للحصول على أدوية غالية الثمن وبيعها في السوق.
|