Wednesday 24th september,2003 11318العدد الاربعاء 27 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
وزارة التربية ولغة الضاد
عبدالرحمن صالح العشماوي

يقف المتصفّح للمقرَّرات الدراسية التي خرجت في ثوبها الجديد على جهدٍ مشكور من حيث الطباعة الجيدة، ونوع الورق، والصور وطريقة الكتابة، والألوان، والإفادة من التطوُّر الكبير في مجال الطباعة في هذا العصر، وحينما كنت أتصفَّح بعض كتب المقررات للمرحلة الدراسية لفت نظري الاهتمام بالمحادثة في كتاب «القراءة والكتابة والأناشيد»، وهي خطوة عملية تطبيقية مهمة للتلاميذ في مراحل دراستهم الأولى، لأنها تدرِّب ألسنتهم على النطق بلغتنا العربية الفصحى تدريباً يجعلها سلسة عذبة على ألسنتهم، ويطوِّعها لمفردات الفصحى بعد أن سيطرت عليها مفردات اللهجات العامية، كما لفت نظري مناسبة الموضوعات لمستوى التلاميذ، وأعجبني إضافة «قاموس الصغير» بعد كل موضوع، حيث يبين للطلاب معاني الكلمات التي يستخدمونها في منهجهم.
وبينما كنت أتحدَّث مع أحد الاخوة من مدرسي اللغة العربية الذين عملوا في تدريسها على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، أناقش معه موضوع كتب المقررات الدراسية في طبعاتها الجديدة، خاصة مقررات اللغة العربية.
قال لي: لقد وجدت مشكلة كبيرة في كتاب «القراءة والكتابة والأناشيد» للصف الثاني، تتمثل في وجود أخطاء كثيرة سجَّلتها في ثلاث صفحات، وراجعتُ معه الكتاب فوجدت ما قاله صحيحاً، فهنالك أخطاء كثيرة في طريقة شَكْل الكلمات، وفي الحركات الإعرابية بصورة عكَّرت عليَّ ذلك الإعجاب بالجوانب التي أشرت إليها سابقاً.
ولا شك أنَّ هذه الأَخطاء إنما وقعتْ بسبب عدم العناية بالمراجعة للكتاب قبل طباعته، ووضعه بين أيدي أبنائنا في المدارس، بل ربما كان السبب عدم المراجعة للكتاب أصلاً، اعتماداً على الثقة في مؤلِّفات الكتاب.
وذلك كلُّه يعدُّ مأخذاً على الجهة المعنيَّة بطباعة الكتب الدراسية ومراجعتها، وإنني لآمل من وزارة التربية والتعليم أن تسارع بالتنبيه على هذه الأخطاء قبل أن يتلقَّاها التلاميذ، لأننا نعلم أن من بين المعلمين والمعلمات من لا يستطيعون الوقوف على الأخطاء التي انتشرت بصورة لافتةٍ للنظر في الكتاب المذكور.
ولا بأس بطرح بعض الأمثلة لتلك الأخطاء في كتاب «القراءة والكتابة والأناشيد» للصفِّ الثاني الابتدائي، الفصل الدراسي الأوَّل:
في ص 13 وردت الجملة التالية: «أُحِلُّ التَّدْرِيباتِ المْوجودَةِ» مشكَّلة بالصورة المكتوبة، ويتضح الخطأ في وضع الضَّمة على همزة الفعل» «أُحِلّ» وفي وضع علامة الجر الكسرة تحت التاء المربوطة في كلمة الموجودةِ، والصحيح أنَّ كلمة «الموجودة» صفة للتدريبات منصوبة مثلها فعلامة الإعراب الصحيحة هي «الفتحة» على التاء المربوطة في كلمة «الموجودة»، وإِنما كانت الكسرة علامةً للنصب في كلمة «التدريباتِ» لأن جمع المؤنث السالم وما أٌلحق به يُنْصب بالكسرة بدلاً عن الفتحة.
وفي ص 31، وردت الجملة التالية في الهامش رقم (4) : «يصغي التلميذ والتلميذة جيداً لما يستمعا إليه» والصحيح «يستمعان».
وفي ص 26 ورد السؤال التالي:
أختارُ بوضع علامة (س).. هل وجدتُ التقويمَ.... .. صعبٌ ..... مناسبٌ ..... سهلٌ. والصحيح أن تحرَّك الكلمات بحركة النصب لأنها ستكون في الجملة منصوبة، فالأولى أن تكتب: صعباً، مناسباً، سهلاً.
في ص 108 وردت الجملة التالية:«مَنِ اخترع الحاسوبُ» حيث وضعت الضمة على الباء في كلمة «الحاسوب» والصحيح وضع الفتحة لأنها مفعول به منصوب.
في ص 124 ورد سؤال في الدرس بالصورة التالية: «احكي لنا قصة قرأتَها أو سمعتَها أو شاهدتَها»، والصحيح «احكِ» لأنه أمرٌ موجَّه إلى المذكر؛ بدليل فتح التاء في «قرأْتَها، سمعتَها، شاهدتَها».
في ص 216 ورد السؤال التالي: «ماذا نسمّي مَنْ يَمُتْ في سبيل الله؟» والصحيح «من يموت» لأنها بمعنى «الذي يموت».
في ص 178 ورد السؤال التالي : ما الضَّررُ الذي يُسبِّبه لنا تراكُمَ القِمامَةُ؟
حيث وضعت الفتحة على ميم تراكُمَ والصحيح الرفع بالضمة «تراكُمُ» وشُكِلَتْ قاف «القِمامةُ» بالكسر والصحيح أنها بالضمّ، ووُضعت الضمة على التاء المربوطة في كلمة «القمامةُ» والصحيح أن توضع الكسرة لأنها مضاف إليه.
وفي ص 179 وردت العبارة التالية «برفْقةِ أخيها محمدٌ»، و«الصحيح «محمّدٍ» بكسر الحرف الأخير من «محمدٍ» وهكذا، تنتشر الأخطاء في صفحات الكتاب بصورة تحتاج الى مراجعة سريعة للكتاب نفسه، ولغيره من الكتب التي طبعت هذا العام.
* إنَّ الجهد المبذول في هذا الكتاب أو غيره جهدٌ مشكور، وما التنبيه هنا على هذه الأخطاء إلا للبيان والإيضاح، خاصة وأن الكتب قد وزعت على أبنائنا الطلاب والطالبات في أنحاء المملكة.
إنَّ العناية بلغة الضاد، لغة القرآن الكريم ، واجب شرعي لا يجوز لنا التهاون به، ولا يصح لأحدٍ أن يقلِّل من أهمية هذه العناية، فإنَّ بناء الشخصية فكراً وروحاً مرتبط بالبناء اللغوي السليم.
إشارة:


وما قيمة الروض الجميل إذا جفا
بلابله شدوٌ، وصاح غرابُهُ

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved