Wednesday 24th september,2003 11318العدد الاربعاء 27 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«أنت» «أنت»
مجالات التغيير: التدريب.. معهد الإدارة نموذجاً
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

الأصل الثابت لأي أمة مواردها البشرية.. وهذه الموارد لا يمكن أن تنقطع لكن يمكن أن تنمو أو تتناقص.. أيضاً يمكن أن تتلف بالجمود أو الانفلات أو الانحلال أو الانغلاق أو التخلف.. وهنا تنحط الأمة.
الموارد البشرية، حتى يكون عطاؤها مستمر التدفق دائم الفائدة.. يجب أن تكون دائماً تحت رعاية برامج الصقل والتهذيب والتنمية.. وذلك لا يكون إلا بالتدريب والتعليم المستمر.
والتدريب في المملكة حاجة ملحة.. بل وشديدة الإلحاح.. إنه أداة التنمية البشرية.. فلا تنمية حقيقية.. ولا سبيل للتغيير والانتقال للأفضل إلا به.
لو نظرنا إلى حال التدريب في المملكة حالياً لوجدنا زخماً كبيراً لكن النتائج هزيلة.
التدريب الأهلي في وضعه الحالي يعاني من ضعف المخرجات وغياب القياس أو المواصفات.. فالطالب يبحث عن شهادة في سعيه للحصول على وظيفة دون التفات للفائدة وتعلم مهارة.. ومركز التدريب يبحث عن دخل دون اهتمام بمخرجاته.. أما التدريب الحكومي فيعاني من ارتفاع التسرب.. وعدم مواءمة مخرجاته لاحتياجات السوق.
ويواجه التدريب الأهلي أيضاً تحديات ومنافسة غير مشروعة.. ومن جهات يستغرب منها ذلك.. فالغرف التجارية مثلاً تقوم بالتدريب وهي بذلك منافسة للقطاع الخاص لا ممثلة وداعمة له.. كذلك المؤسسة العامة للتعليم الفني التي دخلت سوق التدريب الخاص.
أما معهد الإدارة العامة.. ففي مطلع تأسيسه قدم خدمات إدارية وتنظيمية هائلة ومهمة في تكوين البنية الأساسية للإدارة العامة السعودية.. وهو الآن يمثل نفس الدرجة من التأثير والأهمية.. فالمعهد هو الجهة التدريبية الوحيدة ذات التراكم المعرفي التدريبي في المملكة.. والمعهد هو القائد الذي يجب أن يكون في مقدمة الجميع.. كما كان في مقدمتهم في مرحلة تأسيس الإدارة الحديثة في المملكة.. لذا آن الآن موعد التغيير لمواكبة التغيرات التي تعصف بنا.. وحتى أبين لكم لماذا.. دعونا نقرأ في دفتر المعهد قراءة متأنية، وقد أخذته نموذجاً للتغيير في هذه المقالة.
* المعهد كان طوال الثلاثين عاماً الماضية هو المكان الوحيد للتدريب الحكومي.. وله اليد الطولى في تدريب كثير من الوزراء والوكلاء الذين أسهموا في النهضة الحديثة وأشرفوا على خطط التنمية ومنجزاتها.
* كان المعهد خلال الثلاثين عاماً الماضية هو المصدر الوحيد للدولة، لعمل الدراسات والأبحاث الإدارية ورسم وهيكلة كافة القطاعات والإدارات الحكومية الجديدة والقديمة.
* وهو المكان الوحيد حالياً الذي يدرب (14) متدرباً في السنة.
* وهو مثال ورمز الانضباط في الدوام وبشكل لا تبزه فيه أي جهة حكومية أو خاصة.
* المعهد تحول حالياً إلى مدرسة تنفذ البرامج التدريبية بشكل آلي ليس للمدرب (غالباً) فيها رأي.. بل إن الحقائب التدريبية يتم إعدادها وتجهيزها من قبل آخرين وما على المدرب وأستاذ المعهد سوى الأداء والتنفيذ.. تماماً مثل المدرسين في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية.
* لا يوجد توازن في مهام المدرب، بين تطوير البرامج وتنفيذها.. ففي المعهد لا يتاح للمدرب أن يلتقط أنفاسه ويشارك في إعداد الحقائب التدريبية.. فهو ينهي البرنامج الأول ليبدأ البرنامج الثاني.. وهكذا حتى نهاية العام.
* المعهد مطالب أن يتجه إلى الدورات القصيرة وأن يعيد هيكلة نفسه ليكون قادراً على قيادة عملية تطوير الفكر الإداري السعودي.. ويركز على برامج تطوير الذات.. حتى يغطي مشكلة هائلة نواجهها حالياً وهي كل ما يخص سلوكيات وقيم العمل والإنتاج.
الخلاصة.. هي أن المعهد على الرغم من كل الإيجابيات التي انفرد بها.. إلا أن الزمن والتحديات المفروضة تقول إنه يجب أن يتغير.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved