Wednesday 24th september,2003 11318العدد الاربعاء 27 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
هل «الدلم» تنكمش؟!.
عبدالرحمن بن سعد السماري

تستحق مدينة الدلم.. أن يقال عنها «المدينة المظلومة» تلك المدينة التاريخية الشهيرة.. والتي لها ماضٍ عريق وسجل تاريخي حافل.. هي اليوم في مؤخرة الركب.. حيث إن كل المدن تقدمت وتطورت أو طُوِّرت.. وبقيت الدلم.. تلك المدينة الكبيرة.. تبحث عن الانكماش.. أو هي تحاربه وهو يحاصرها مع كل اتجاه.
** تخيلوا.. مدينة تقاوم الانكماش.. أو زحف الانكماش.. رغم ذلك العدد المهول من السكان في أحشائها.
** ستون ألف نسمة أو يزيدون.. هم سكان الدلم.. وهي قاعدة الخرج لسنوات.. وقد كنا ندرس في كتب الجغرافيا في الابتدائي.. والمتوسط والثانوي لسنوات.. بل عقود.. - الخرج وقاعدته الدلم.. الوشم وقاعدته شقراء.. المحمل وقاعدته ثادق.. الافلاج وقاعدته ليلى.. سدير وقاعدته المجمعة - وكل واحدة من تلك المدن.. إما منطقة كبرى.. أو على الأقل.. محافظة.. والدلم.. بقيت مركزاً.. واسمه «مركز الدلم».. رغم الستين ألفاً.. ورغم كل شيء..
** هذا شيء لا نحتج عليه.. فالمسؤولون الذين صنفوها هكذا.. لا شك ان لديهم مبررات.. ولديهم شيء يرتكزون عليه.. وليست المسألة.. مسألة اختيار عشوائي أو اجتهادات شخصية.. بل نؤمن أن ذلك جاء وفق دراسات واعتبارات معينة ولكن نقول.. لتتطور الدلم.. ولتكن كما المدن التي في حجمها.. أو حتى دونها.. ولا نقول.. لتكن مثل المدن التي أكبر منها.
** الدلم.. تلك المدينة الكبرى.. رغم الستين ألفاً.. ليس فيها الكثير من الدوائر الحكومية المهمة.. مثل الأحوال المدنية والضمان الاجتماعي ودوائر أخرى.
** هي تحتاج إلى رفع فئة البلدية مثلاً.. وتحتاج إلى التفاتة أخرى.. ربما يكون سبب غيابه.. هو «شحناء» بعض الأهالي.. أو بعض ما يسمى ب«الكبارية» وخلافاتهم ومشاحناتهم و«هوشاتهم» التي لا تنتهي.
** هذا يطلب.. وهذا يعارض.. وهذا يتقدم.. وهذا يشكك فيه.. وهذا يراجع.. وهذا يشتكيه.. وهكذا هي مشاكل الدلم كامنة فيها.. وليس تقصيراً من الجهات المسؤولة التي شملت كل مدن المملكة وقراها بكل ماتحتاجه من دوائر وخدمات حتى الهجر والقرى الصغيرة.. شملها هذا الوجود الجيد.
** نعم.. إن من يشاهد حال الدلم اليوم.. يرثي لها ويشفق عليها.. وهو يشاهد مدينة كبرى.. لها تاريخها.. ولها اسمها.. تهوي وتنكمش هكذا.. وتصارع لإيجاد بلدية تليق بهذه المدينة.
** وفي مدينة الدلم الجامع الشهير.. الذي كان يُدرِّس فيه قبل عقود سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز.. المفتي العام السابق رحمه الله وكان مسجداً مشهوراً امتلأت الكتب والصحف والمجلات باسمه.. لكنه لازال على حاله قبل عقود.. هو يحتاج إلى تجديد وإعادة بناء مثل الجوامع الأخرى..
** هناك غياب آخر.. لمشاريع أخرى.. تبحث عنها الدلم وتحتاجها كثيراً لكن.. أين من يقول.. أعطوا الدلم حقها؟
** مدينة الدلم.. مدينة كبرى.. تستحق الالتفات.. وتستحق الاهتمام.. وتستحق إعادة النظر في وضعها الحالي.
** إن تراجع الدلم أو انكماشها.. أو غياب بعض دوائر الخدمات منها.. هو مشكلة بعض أهلها وحدهم.. الذين لم ينقلوا للمسؤولين احتياجات المدينة.
** نحن نريد الدلم في موقعها اللائق.. فهي تستحق.. وأهلها يستاهلون وقيادتنا لم تقصر في الاستجابة لطلبات مناطق ومحافظات ومدن وقرى المملكة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved