* حوار - أحمد الفهيد:
* تختتم مساء اليوم «الاربعاء» أعمال الملتقى الثاني للهندسة القيمية، والذي تنظمه الهيئة السعودية للمهندسين، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز.
ويأتي موضوع «المسكن الاقتصادي» كموضوع حيوي، ومتواكب مع تفاقم المشكلة العالمية للاسكان، كواحد من اهم المؤتمرات التخصصية الرصينة التي تقيمها الهيئة، والتي يتطلع القطاع الهندسي والمستفيدين الى نتائجها والتوصيات التي تخلص اليها.
ويأتي هذا المؤتمر ضمن سلسلة من الانشطة والفعاليات التي تنظمها الهيئة منذ صدور الموافقة السامية على نظام الهيئة السعودية للمهندسين العام الماضي.
ولالقاء الضوء على هذه الجهود، كان لنا لقاء مع سعادة المهندس صالح العمرو الامين العام للهيئة السعودية للمهندسين، فإلى تفاصيل الحوار:
* هل هناك قاعدة بيانات خاصة بالهيئة تحتوي معلومات تفصيلية عن السوق غير تلك المتوفرة اصلا لدى وزارة التجارة؟
- قطاع الخدمات الاستشارية بالمملكة واسع جدا، وليس هناك حجم محدد لسوق الخدمات الاستشارية ولكن قد يكون في المستقبل تطوير المؤشر السنوي لحجم قطاع الخدمات الاستشارية الهندسية، وكما تعلم ان وزارة المالية وافقت على اعلان عقود التشييد والخدمات الاستشارية التي توقع وذلك في مواقع الوزارة، ومواقع الغرف التجارية اضافة الى موقع الهيئة. الامر الذي يمكن من قياس حجم الخدمات الاستشارية وكذلك يمكن من مراقبة هذا المؤشر الذي يوضح حجم السوق بشكل دوري.
لكن عدد المنازعات والمخالفات يصعب التنبؤ به او تحديد ارقام معينة، لكن الهيئة لديها الارقام التي استطاعت ان تشارك فيها بحكم ان هذه الخلافات ترجع لجهات متعددة فقد تحل بشكل ودي من خلال محام او عن طريق ديوان المظالم او من خلال البلديات.
* هل للهيئة اي دور اشرافي او رقابي او حتى تحكيمي في حالات النزاع او الاخطاء وتحديد نسب المسؤولية؟
- هناك اخطاء مدنية قد تحصل نتيجة مخالفات مهندسين او خلافه وقد تحل من خلال البلديات مثلا، او الجهة صاحبة العقد.
ولكن في حالة المخالفات التي يترتب عليها قضايا جنائية هي التي قد تستلزم الوصول للمحاكم او الجهات القضائية.
وخلال العام الماضي ارتفع عدد القضايا التي ساهمت فيها الهيئة كتقديم خبرات التحكيم، وقد يكون هذا بعد المؤتمر الذي اقامته الهيئة العام الماضي وكان من اثمن المؤتمرات التي نظمتها الهيئة، خاصة انه جمع المهندسين برجال القضاء في مؤتمر واحد واستطعنا في الحقيقة تبادل العديد من المنافع حول القضايا الهندسية وتقرير الخبرة والتحكيم الهندسي.
* بالاشارة الى التنوع في عضوية مجلس ادارة الهيئة، هل يمكن ان تضطلع الهيئة بأدوار اضافية كأدوار رقابية سواء على المشاريع تحت او بعد الانشاء كجهة رسمية رقابية مستقلة؟
- الهيئة تضطلع بتقييم والارتقاء بمستوى الاداء لقطاع الخدمات الاستشارية الهندسية، لكنها تستطيع ان تمارس هذه الادوار من خلال التنسيق مع المكاتب الاستشارية لوضع الاسس والمعايير والاشتراطات، وايضا بالتعاون مع المستفيدين من هذا القطاع، والجهات ذات العلاقة كالبلديات، والغرف التجارية الصناعية.
* تحول اللجنة الهندسية الى هيئة، هل يمكن ان يوحي ذلك بأدوار تنفيذية او مرجعية لكثير من القضايا الهندسية، ام انها ستبقى ضمن نطاقها الاول كلجنة وبنفس الاهداف؟
- الهيئة السعودية للمهندسين هي الهيئة الهندسية الوحيدة بالمملكة، وهي تضطلع كما قلت في اجابتي السابقة، بأساليب ممارسة المهنة وتطبيق الاحكام عليها. وكما تعلم فالتراخيص تصدر من وزارة التجارة وبالتالي جاءت علاقة الهيئة بوزارة التجارة والصناعة، ولكن لا ننسى ان الهندسة هي عصب الصناعة.
وبالتالي تبقى هناك علاقة، للهيئة بوزارة التجارة والصناعة، سواء من ناحية تشريعية او من ناحية خدمية لقطاع الصناعة كأحد القطاعات الهندسية.
* هل هناك تصنيفات مهنية للمهندسين؟
- الهيئة السعودية للمهندسين تسعى الى ان توفر خدمات عضوية جذابة للمهندس، فالمهندس يبحث الآن عن خدمات الهيئة، والهيئة تعمل الآن على تطوير هذه الخدمات من خلال موقع الهيئة على الانترنت او التثقيف والتوعية واللقاءات فنحن على تواصل مستمر مع الاعضاء.
من جانب آخر، فالمهندس يحتاج الى حماية، وهذه الحماية لا تأتي الا من خلال اسس ومعايير.
وقد يعتقد بعض المهندسين ان هذه الشروط تعيقه لكنها في الواقع تحميه! وتحمي المهنة من المتطفلين على المهنة. وعندما نعمل على تأهيل المهندسين ووضع بعض الضوابط قد يفهم انها عوائق لكنها في الواقع تضيف الى سوق المملكة وترتقي بقطاع الخدمات الاستشارية في المملكة.
وقد بدأنا بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مشروع تأهيل المهندسين وهو مشروع مدعوم من المدينة كما تشارك فيه ارامكو وبعض القطاعات الأخرى.
* هل هناك اي ميزة نوعية للمكتب الاستشاري الذي يتمتع بعضوية الهيئة عن غيره من المكاتب الاستشارية على الأقل كتصنيف او علامة ضمان امام العملاء والمستفيدين من هذه المكاتب الاستشارية؟
- الحقيقة يؤسفني ان هذا غير متحقق حاليا، ولحد الآن ليس هناك التواصل الذي نطمح له من المكاتب الاستشارية.
لكننا الآن في خطى نطمح من خلالها الى ايجاد آلية لمتابعة المكاتب الاستشارية سواء من خلال التأهيل من خلال نموذج موحد للتأهيل المهني للمكاتب ومعرفة القوى العاملة للمكاتب وما يستجد عليها سواء بالزيادة او النقص، والخبرات الموجودة لديها إضافة الى ايجاد تعاونات بين الكيانات الاستشارية، وكذلك تمييز المكاتب المتميزة عن غيرها بايجاد نوع من التمييز للمكاتب عن غيرها، وايجاد نوع من التقييم السنوي للمكاتب، زيارة المكاتب، تقييم ادائها، ولعل هذه تعود بالنفع على المكاتب الهندسية التي تسعى لتطوير ادائها، وقد تتضرر منها المكاتب التي تعيش في الظل ولا تسعى لتطوير نفسها.
* بالعودة الى موضوع الملتقى الهندسي والذي يعقد هذه الأثناء، ماذا نعني عندما نقول «المنزل اقتصادي»؟
- كما تعلم فمشكلة الاسكان اصبحت مشكلة عالمية، ونتوقع ان تستفحل في السنوات القادمة.
وقد بدأت المملكة في مشاريع الاسكان منذ وقت مبكر، وذلك من خلال مشروع الملك عبد العزيز لتوطين البادية، وكذلك بتأسيس البلديات كأول اجهزة الدولة تأسيسا. ويمكن كذلك ان هناك كثيراً من العلاقات ليست لها علاقة مباشرة بالاسكان، مثل نمو المدن والتخطيط لها وبناء المرافق.
وبالتالي هذه هي البنية الاساسية للاسكان بعد ذلك نأتي للوحدات السكنية، كيف ينفذ المسكن؟ كيف نعيش فيه؟ ماهي متطلباتنا.
وهذا هو المحور الاساسي للملتقي، حيث سيبحث ما يتعلق بالاساليب الانشائية، التكلفة، مصادر التمويل، الدخل، حجم الطلب على السكن، اساليب تلبيته، مستقبل الاسكان في المملكة، دور الجهات ذات العلاقة من حيث المواصفات، والتنفيذ والتمويل.
والهيئة استشعرت جانب الاسكان كقضية، تحتاج الى نوع من التركيز سواء من خلال هذا المؤتمر او مؤتمرات قادمة.
ومن هذا المنطلق تأتي اقامة ملتقى المسكن الاقتصادي الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران.
* هل تعتقدون ان ارتفاع تكاليف المسكن تعود لاسباب انشائية بالدرجة الاولى؟ ام الى اسباب اجتماعية وثقافية؟
- والله اعتقد ان هناك جوانب عديدة، ولعلنا لا نستعجل الوصول لاسباب، لكن ما سنقوم به الآن هو تحليل الاسباب من خلال هذا الملتقى فلعلنا ننتظر معكم نهاية فعاليات المؤتمر.
* ماهي التوصيات التي يسعى المؤتمر الى الخلوص اليها؟
- لا اعرف ! لكن دعنا ننتظر نهاية المؤتمر.
* انتم تنظمون هذا المؤتمر على امل الوصول الى ماذا؟
- بالضبط، نحن نظمنا هذا المؤتمر على امل معالجة المشكلة، ومعرفة حجم المشكلة، اساليب التمويل، وسلوكنا في التنفيذ والتصميم والمعيشة ونتوقع الوصول الى نتائج جيدة.
| 
