* نيويورك - الوكالات:
انتقد الأمين العام للامم المتحدة أمس الثلاثاء مفهوم الحرب الوقائية الذي تذرعت به الولايات المتحدة لشن الحرب على العراق.
وقال انان في الكلمة التي افتتح بها الجمعية العامة السنوية للامم المتحدة.. ان هذا المنطق الذي تتذرع به بعض الدول معتبرة ان من حقها ومن واجبها استخدام القوة بشكل وقائي يمثل استخفافا جوهريا بالمبادئ التي قام عليها ولو بشكل غير متكامل السلام والاستقرار العالميان خلال السنوات الـ58 الماضية.
وتابع انان لكن التنديد بالنزعة الاحادية لا يكفي ان لم نعالج بوضوح المخاوف التي تجعل بعض الدول تشعر بأنها معرضة للخطر ما يحملها على القيام بتحركات من جانب واحد.
واشار الأمين العام في خطابه الذي قوبل بتصفيق حار الى ان الامم المتحدة ضرورية لاضفاء الشرعية على استخدام القوة باستثناء حالات الدفاع المشروع عن النفس.
وشدد انان على اهمية قيام دولة مستقرة وديموقراطية في العراق.
واستهل انان خطابه بالفرنسية معلنا ان الاشهر الـ12 الماضية كانت أليمة لكل الذين يؤمنون من بيننا بوجوب التصدي بصورة جماعية للمشكلات والتحديات المشتركة.
وقال من المهم بالنسبة لنا جميعا ان تؤدي العملية الى قيام عراق مستقر وديموقراطي يعيش بسلام مع نفسه وجيرانه ويساهم في الاستقرار في المنطقة.
واضاف انان لقد وصلنا ربما الى لحظة حاسمة لا تقل اهمية عن العام 1945 حين انشئت الامم المتحدة.
وأعلن الأمين العام عن تشكيل لجنة تضم شخصيات بارزة تكلف النظر في مختلف التحديات في وجه السلام والامن وفي طرق مواجهتها من خلال تحرك جماعي.
وستقوم هذه اللجنة ايضا بالتدقيق في عمل الهيئات الرئيسية في الامم المتحدة وتقديم توصيات حول سبل تعزيز فاعليتها.
وطالب الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الثلاثاء متوجها الى الجمعية العامة للامم المتحدة بمساعدة دولية اكبر في العراق في حين ندد عدد من القادة المجتمعين بقراره شن حرب وقائية على هذا البلد بدون ضوء اخضر من المنظمة الدولية.
وبرر الرئيس الامريكي جورج بوش قراره شن الحرب على العراق في اذار - مارس الماضي بدون توكيل من الامم المتحدة. في حين انتقدها كل من الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان والرئيسان البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا والفرنسي جاك شيراك.
وقال جورج بوش العراق حر لان تحالفا من الدول تحرك للدفاع عن السلام وعن مصداقية الامم المتحدة ودعا اعضاء الامم المتحدة الى التغلب على خلافاتهم الماضية مؤكدا ان سقوط صدام حسين ساهم في تعزيز الامن في العالم.
وفي وقت يناقش مجلس الامن الدولي مشروع قرار امريكيا ينص على دور اكبر للامم المتحدة في العراق دعا بوش الاسرة الدولية الى زيادة التزامها في هذا البلد حيث تواجه واشنطن صعوبات متفاقمة ونفقات متزايدة.
وقال بوش ثمة عمل علينا ان ننجزه معا دعونا نمضي قدما واضاف الآن الدولة العراقية بحاجة الى مساعدتنا وهي تستحقها وعلى جميع الدول الحريصة على نشر الخير ان تتطوع لتقديم هذا الدعم.
ودعا بوش الامم المتحدة الى اصدار قرار جديد لمكافحة اسلحة الدمار الشامل ينص على تجريم نشر مثل هذه الاسلحة كما دعا إسرائيل الى احلال الظروف الملائمة لاقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام.
وقد ندد الرئيس الفرنسي جاك شيراك في كلمته أمس الثلاثاء امام الجمعية العامة للامم المتحدة بالحرب الاحادية التي شنتها الولايات المتحدة على العراق .. مؤكدا انه لا يمكن لاي كان التحرك وحيدا باسم الجميع.
وجدد شيراك اقتراحه القاضي بانتقال السيادة والمسؤوليات الى العراقيين وفق جدول زمني واقعي وبرعاية الامم المتحدة.
وقال انه في ظل عالم منفتح لا يمكن لاي كان ان يعزل نفسه لا يمكن لاي كان التحرك وحيدا باسم الجميع ولا يمكن لاي كان ان يقبل بالفوضى في مجتمع لا يسوده نظام لا بديل عن الامم المتحدة.
واكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس الثلاثاء امام الصحافيين بانه لا يزال هناك خلافات في وجهات النظر بينه وبين الرئيس الامريكي جورج بوش بشأن مرحلة ما بعد الحرب في العراق.
والتقى شيراك وبوش لمدة 45 دقيقة تقريبا أمس الثلاثاء في مقر البعثة الامريكية المواجه لمبنى الامم المتحدة في نيويورك.
واكد خلال مؤتمر صحافي في الامم المتحدة ان فرنسا تشارك الولايات المتحدة سعيها الى ارساء السلام واعادة الاعمار في العراق مضيفا لدينا ايضا خلافات في وجهات النظر.
ودعا شيراك الى التحرك المتعدد الاطراف الذي سددت اليه الحرب على العراق ضربة قاسية والى اصلاح عميق للامم المتحدة حتى تكون اكثر فاعلية وشرعية.
واكد شيراك امام عشرات رؤساء الدول والحكومات ان انتقال السيادة الى العراقيين الذين يجب ان يكونوا وحدهم مسؤولين عن مصيرهم ضروري للاستقرار واعادة الاعمار.
وتابع يعود للامم المتحدة ان تضفي الشرعية الى هذه العملية كما يعود لها ان ترافق الانتقال التدريجي للمسؤوليات الادارية والاقتصادية الى المؤسسات العراقية الحالية بحسب جدول زمني واقعي.
وقال يعود للامم المتحدة ان توكل قوة متعددة الجنسيات يقودها بالطبع المساهم الرئيسي في عديدها.
واشار شيراك الى ان الحرب التي شنت بدون اذن من مجلس الامن هزت النظام المتعدد الاطراف في اشارة الى الحرب الدبلوماسية حول العراق التي تسببت بمحنة كبيرة في المنظمة الدولية في مطلع العام.
ورأى ان التحرك المتعدد الاطراف يضمن الشرعية والديموقراطية وعلى الاخص حين يتعلق الامر باتخاذ قرار باللجوء الى القوة وحذر من انه لا يمكن لاي كان ان يمنح نفسه الحق في استخدام القوة من طرف واحد وبصورة وقائية.
من جهته اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الاثنين عشية افتتاح الجمعية العامة للامم المتحدة ان الوضع الحالي في العراق يثبت ان روسيا كانت على حق في معارضة الاجتياح الامريكي لهذا البلد.
وقال بوتين امام صحافيين امريكيين في موسكو قبل مغادرته الى نيويورك ان الوضع الذي نشأ في العراق يشكل افضل تأكيد بأن موقف روسيا كان الموقف الصحيح.
واضاف ان روسيا مستعدة لدعم مشروع قرار للامم المتحدة حول العراق اذا كان يعطي المنظمة الدولية دورا فعليا بدلا من ان تكون مجرد واجهة وان كان يتضمن جدولا زمنيا لتشكيل حكومة عراقية جديدة.
وخلافا لفرنسا فان موسكو تتجنب المواجهة مع الولايات المتحدة وتبدو حريصة على تفادي اي خلاف جديد مع واشنطن وكانت صحيفة نيويورك تايمز اوردت الاسبوع الماضي نقلا عن دبلوماسي امريكي لم تذكر اسمه تلخيصه سياسة ادارة جورج بوش كالتالي «تحاوروا مع الالمان واشتروا الروس واعزلوا الفرنسيين».
وقال يفغيني فولك مدير معهد الابحاث السياسية هيريتج فاوندايشون في موسكو ان روسيا اكثر برغماتية لانها مهتمة بتجارة النفط في العراق ان موسكو تريد ان تستمر الشركات الروسية في العمل هناك مقابل دعم ترغب به واشنطن بشدة حاليا.
|