* واشنطن - نيويورك:
قال البيت الأبيض انه يجب تسليم السلطة للعراقيين «في أقرب وقت ممكن» لكن ليس قبل إجراء انتخابات وخطوات أخرى.
وقالت مستشارة الامن القومي الامريكية كوندوليزا رايس ان اقتراحاً فرنسياً يدعو إلى نقل سيادة رمزية إلى العراقيين وتسليم السلطة الحقيقية في فترة تتراوح بين ستة إلى تسعة اشهر سيكون غير عملي.
وأضافت رايس قائلة للصحفيين انه العراق بلد يحتاج إلى عملية منظمة وصولا إلى وضع الدستور... ثم يعقب ذلك انتخابات ثم نقل السلطة.
ومضت رايس قائلة: من المفيد ان يتم هذا في اقرب وقت ممكن لكن على ان يحدث بطريقة جديرة بالثقة... سنرى الفترة التي يستغرقها ذلك.
والولايات المتحدة التي صاغت مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن القيود العسكرية والمدنية تعارض اي مهلة لانهاء الاحتلال وتقول ان مجلس الحكم العراقي المؤقت المؤلف من 25 عضواً يجب ان يحدد جدولا زمنيا.
وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك انه لا يعتزم استخدام حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار الذي صاغته الولايات المتحدة لكنه قد لا يؤيده في شكله الحالي مشيراً إلى انه سيمتنع عن التصويت.
واقترح شيراك نظاما على غرار النظام المستخدم في أفغانستان حيث تمارس حكومة مؤقتة السلطة كاملة لحين اجراء انتخابات فيما تتمركز قوات من الولايات المتحدة ودول أخرى في محاولة لاحلال السلام.
ورفضت رايس ذلك الاقتراح قائلة «تلك الأفكار لن تنجح. يجب ان يكون لدينا عملية منظمة».
وأضافت قائلة «سيكون هناك قرار يبقي قدرة الائتلاف على القيام بما يجب عمله بالإنابة عن الشعب العراقي وبالانابة عن المنطقة».
من جهة أخرى قال وزير الخارجية الامريكي كولن باول ان الولايات المتحدة على خلاف مع الساسة العراقيين الذين اختارتهم كأعضاء في مجلس الحكم بشأن متى يجب أن تعيد واشنطن السلطة للعراقيين.
وأضاف في مقابلة مع برنامج «تشارلي روز شو» التلفزيوني الذي أذيع الليلة الماضية ان الولايات المتحدة لا تعتقد أن الوضع الحالي يتيح للساسة في مجلس الحكم العراقي تولي زمام السلطة وانها ستجد مشاكل في اقناع الكونجرس باعطاء العراقيين نحو 20 مليار دولار كمعونات لاعادة الإعمار.وأضاف «يريدون التحرك على نحو أسرع... لكن ما من أرصدة لديهم وليس لديهم دخل كاف ولا مؤسسات للحكم... والاعتقاد بأن هذا يمكن فعله في غضون أسابيع أو بضعة أشهر بعيد جداً جداً عن الواقع».
وتابع «وإذا فعلنا هذا بسرعة... فسيكون من الصعب علينا جدا أن نطلب من الكونجرس الامريكي 20 مليار دولار لنقلها إلى سلطة بمثل هذا الوضع».
وكان مسؤولون بوزارة الخارجية الامريكية قد قالوا من قبل ان العراقيين الخمسة والعشرين الذين اختارتهم الولايات المتحدة كأعضاء في مجلس الحكم ليسوا متعجلين للإمساك بزمام السلطة على النقيض مما يقوله الفرنسيون من أن نقل السلطة سريعا أمر ضروري.
وقال باول ان اكمال العملية السياسية على النحو الذي تتصوره الولايات المتحدة من حيث وضع دستور جديد والموافقة عليه من خلال الاستفتاء وإجراء انتخابات وتشكيل حكومة منتخبة سيستغرق عاماً على الأقل.
وقال ان الولايات المتحدة قد تبقى في العراق حتى بعد هذا اذا وافقت الحكومة الجديدة.
وأضاف «قد تكون هناك علاقة في المستقبل بين أعضاء التحالف وتلك الحكومة على غرار العلاقة التي تربطنا مع كوريا الجنوبية والدول الاوروبية حيث نخدم من خلال وجودنا بعض الاغراض النافعة».
وللولايات المتحدة قوات في كوريا الجنوبية وأوروبا منذ عقود بموجب اتفاقات مع حكومات صديقة.
وقال باول «لكن هذا شيء سيتحدد في المستقبل، نحن لا نبقى الا في الأماكن التي توجه لنا دعوة البقاء فيها».
وتسعى الولايات المتحدة لاستصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يعطي تفويضا واضحا لوجود القوات الامريكية وقوات أخرى بالعراق رغبة منها في أن تساهم دول أخرى بمزيد من القوات والأموال لجهود إعادة الإعمار.
|