Wednesday 24th september,2003 11318العدد الاربعاء 27 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرؤية المستقبلية لمدينة الرياض (3 / 4 ) الرؤية المستقبلية لمدينة الرياض (3 / 4 )
تصورنا لمستقبل الرياض

  متابعة: تركي إبراهيم الماضي - عبد الله هزاع العتيبي
شكل مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة العليا لمدينة الرياض فريق عمل للرؤية المستقبلية لمدينة الرياض، والذي تكون من مهنيين من ذوي التخصصات المختلفة، وعهد إليه بالمسؤولية عن جميع نتائج الحلقة الدراسية حول الرؤية المستقبلية والنتائج التي توصل إليها فريق العمل الرئيسي..، وقد اتفق الفريق على ضرورة دراسة كل رؤية مستقبلية بالتفصيل والعمل على صياغتها على هيئة مجموعة من الأهداف.
اتساع نطاق الرؤية
إن تحقيق رؤية مستقبلية فعّالة سينطوي على بيانات معيارية غالباً ما تستلزم اجراء بعض التغيير عن الأسلوب أو الطريقة التي تتم بها الأشياء في الوقت الحاضر، وذلك من أجل تحقيق بعض النتائج الأفضل كماً ونوعاً بالنسبة للمستقبل. لذا سيكون من المحتم أن تؤثر أية خطة إستراتيجية جيدة ذات رؤية مستقبلية جيدة وأهداف سليمة على عملية التنفيذ، وسنشجع القائمين الأساسيين بعملية التطوير الحضري على المشاركة. وتعتبر الحلقات الدراسية من أهم الطرق التي تساعد على تحقيق ذلك، حيث إنها وسيلة فعّالة للحصول على كم وافر من المعلومات اللازمة للرؤية المستقبلية ولن يكون تأثير الرؤية المستقبلية خاصاً فقط بالجهات المشاركة في التخطيط العمراني، وإنما ستتأثر كذلك بوجهات نظر جهات أخرى كالجهات المسؤولة عن المرافق العامة والخدمات، والجهات الحكومية المسؤولة عن الموارد المالية،.. وغيرها من الجهات التي لابد وأن تتأثر جميعها بالرؤية المستقبلية وتؤثر عليها. إن ادارة تلك الجهات المسؤولة لمعلوماتها وقبولها للخطة، بما في ذلك الرؤية المستقبلية والأهداف أمر أساسي، كما أن تنفيذ اسهاماتها في تحقيق الرؤية وتنفيذ الخطة هو الأمر الأهم خاصة عندما يلزم الموضوع اجراء تغييرات في الطريقة التي تتولى بها تلك الجهات ادارة انشطتها الخاصة.
فهل تستطيع أن تتوقع استدامة مدينة الرياض في المستقبل بدون احداث تغييرات في الطريقة التي يتم بها تزويد المدينة بالمياه واستخدامها؟
وهل سيكون بالإمكان تحقيق بيئات متنوعة متجاوبة ثقافياً داخل المدينة بدون تغيير الطريقة التي يتم بموجبها تخطيط الأراضي؟
كل ذلك يستلزم أن تكون الجهات ذات العلاقة أو المشاركون الآخرون قادرين على تعديل ممارساتهم بطرق تساعد على تحقيق الرؤية المستقبلية وأهدافها.
كل ذلك لسبب واضح وهو أن الرؤية المستقبلية سوف تحقق التطلعات المستقبلية للسكان، مما يوجب على المساهمين في تطوير المدينة أن يغيروا الطريقة التي ينفذون بها مهامهم.
لقد أثرنا هذه القضايا في هذا التقرير للأسباب الكامنة وراء اتساع نطاق الرؤية المستقبلية وأهدافها فهي تعمل كاطار لعملية التطوير الحضري وليست «كمشروع لتخطيط المدن» أو مجموعة من «أنظمة استخدامات الأراضي المستقبلية».
مفهوم الرؤية المستقبلية
تحقيق مبدأ الاستدامة في تخطيط وبناء مدينة المستقبل لتكون واحة وسط الصحراء توفر لأجيالنا الحالية والقادمة الرفاهية ورغد العيش في ظل مبادئ الدين الإسلامي، وتنمية تجسد مفهوم علاقة الإنسان بخالقه «الخلافة في الأرض» وعلاقة الإنسان بالإنسان وعلاقته بالطبيعة.
إن مفهوم الرؤية المستقبلية للرياض يتضمن مدينة تعكس الدور الفعلي لعاصمة المملكة العربية السعودية، أرض الرسالة المحمدية والحرمين الشريفين، ومركزاً دولياً ووطنياً للوظائف السياسية والثقافية والتاريخية: مدينة تحقق الرغبات الإنسانية الحميدة والعيش الرغيد، والذي ينعكس في بيئة تعطي الأولوية للإنسان وتحقق للساكن السلامة والأمن وتشجع العلاقات الاجتماعية المحبذة. مدينة رائدة في التكيف مع البيئة الصحراوية، من خلال تطوير التقنية المؤسساتية وتطبيقها لعمل نموذج بيئي وقاعدة لتصدير هذه التقنية إلى مختلف أنحاء العالم. مركز مالي وتجاري نشط منافس دولياً، ومتكامل مع الدور الوظيفي والسياسي على المستوى الوطني والاقليمي.
مدينة جميلة ذات شكل عمراني، متوافق مع الحياة الاجتماعية والثقافية ومركز للثقافة والفنون الإسلامية. مدينة رائدة في الخدمات التعليمية والصحية تمثل مركزاً للمعرفة ذا دور قيادي في الأبحاث العلمية والتقنية وبتركيز في مجالات الطاقة والدراسات الصحراوية.
الحالة المرغوبة!!
يقصد بالأهداف عادة توضيح الحالة المرغوبة للمدينة في المستقبل، وبطريقة تسمح بتحقيق الهدف الذي يراد قياسه وتقييمه من حين لآخر، وبينما يتم تعريف الأهداف بأنها «الحالة النهائية» أي النتيجة الحاسمة التي يلزم تحقيقها في نهاية العملية التخطيطية، إلا أن الأهداف تحتاج في كثير من الظروف إلى اعتبارها خطوات تطويرية وليست الحالة النهائية، ويعود هذا إلى أن التعريف الدقيق جداً ل«الحالة النهائية» ربما يجعل تحقيق الهدف مستحيلاً..، بينما قد يكون استخدام اتجاهات وخطوات تطويرية أكثر قبولاً في العملية التخطيطية على المدى القصير، خاصة إذا كان تحقيق الأهداف الموضوعة يعني اجراء تعديل مهم على السياسات والممارسات الحالية.
وحيث إن التخطيط لمستقبل الرياض يحتم التأثير على النوعية المستقبلية لحياة سكانها وغيرهم، والتعامل مع العديد من النواحي البيئية التي يعيشون ويعملون ويمضون أوقات فراغهم فيها. علماً بأن جهات التخطيط العمراني لا تستطيع بمفردها تنفيذ هذه التصورات المستقبلية العريضة، وإنما يجب على غيرها من الجهات المختلفة القيام بدورها في هذا المجال. ان الأهداف المحددة لكل عنصر من عناصر الرؤية المستقبلية ما هي إلا أهداف ارشادية فقط لهذه المرحلة.. وسيتم تطوير أهداف شاملة كجزء من المرحلة الثانية من مشروع الاستراتيجية، بمزاياها الخاصة. إن الأهداف لها خصائص معينة وكتبت بطريقة وصفية لمدينة الرياض في المستقبل، على سبيل المثال لمدة 25 أو 30 سنة من الآن. وتستخدم هذه الطريقة لاعطاء شكل ايجابي للأهداف من أجل تقوية وتوسيع الرؤية المستقبلية. كما تكتب الأهداف بطريقة يمكن معها قياس التقدم نحو تحقيقها.. فهي ليست «حالات نهائية» محددة بالنسبة للجزء الأعظم وإنما هي «قابلة للتعديل» ويمكن تقدير وتقييم التقدم في الاتجاهات المرغوبة وأخيراً ليست هي أهدافاً لجهة أو مؤسسة خاصة، وإنما هي أهداف للمدينة التي تعني وتهم الناس الذين يعيشون فيها ويزورونها.. سيتم عن طريق الخطة الاستراتيجية توسعة الأهداف إلى غايات، كما أن النتائج التي يلزم تحقيقها ستصبح ضمن اطار زمني محدد واجراءات محددة.
وفي المستقبل القريب ستتخذ الخطوات التي ستستهل بها عملية التنفيذ كي تحقق الأهداف والغايات، ومن ثم الرؤية المستقبلية.
أما المسؤولية عن تلك الاجراءات فسوف توكل إلى الأطراف ذات العلاقة - الجهات الحكومية وغيرها - التي تسهم مهامها الوظيفية في تحقيق غاية بالذات.
إن الظروف تتغير بمرور الأيام، وبالتالي تعتبر مراقبة التقدم في تنفيذ الأهداف والغايات ومراجعتها جزءاً ضرورياً من تنفيذ خطة جيدة، علماً بأن اتخاذ التدابير لاعادة تقييم الأهداف والغايات والتنفيذ الفعلي للرؤية المستقبلية، يلزم أن يكون جزءاً من تبني خطة استراتيجية مكتملة.
دولية ووطنية
عاصمة المملكة أرض الرسالة المحمدية والحرمين الشريفين مدينة تعكس الدور الفعلي لعاصمة المملكة العربية السعودية، أرض الرسالة المحمدية والحرمين الشريفين، وتعد مركزاً دولياً رائداً ووطنياً للوظائف السياسية والثقافية والتاريخية والأهداف. أن تكون الرياض مركزاً دولياً للمؤسسات الدولية والإسلامية والاقليمية السياسية والاقتصادية، ومركزاً وطنياً قيادياً للمؤسسات والهيئات الوطنية الإدارية والاقتصادية ومركزاً وطنياً للوظائف والمؤسسات الثقافية والتاريخية. ومدينة ذات تنمية حضرية نموذجية يحتذى بها على المستوى الوطني والإقليمي في مجال التخطيط الاستراتيجي والتنمية الشاملة، ونموذجاً عالمياً للتنمية الحضرية المعاصرة لعاصمة وطنية في قلب الصحراء.
مدينة إنسانية
مدينة تحقق الرغبات الإنسانية الحميدة والعيش الرغيد الذي ينعكس في بيئة تعطي الأولوية للإنسان وتحقق للساكن السلامة والأمن وتشجع العلاقات الاجتماعية المحبذة.
والأهداف أن تكون الرياض مدينة توفر الفرص الوظيفية لجميع فئات المجتمع، بحيث تشمل جميع المستويات الاجتماعية وبمختلف أجناسهم. وتوفر مستويات حياة مرتفعة لرفاهية جميع المواطنين، وتوفر فرصاً متساوية في الحصول على متطلبات العيش الرغيد، المسكن المناسب والمرافق والخدمات العامة والمنافع البيئية.
مدينة تتيح فرص الاتصال والانتقال الآمن على جميع المستويات العمرانية لمختلف فئات المجتمع. وتحقق لسكانها السلامة والأمن والتميز في ذلك عالمياً، وتحقق لهم حرية الاختيار للأنماط المعيشية المناسبة «الموقع، نظام البناء، البيئة العمرانية المناسبة، ...» ضمن القيم والآداب الإسلامية.
مدينة تعكس المشاركة الفعّالة للسكان وتحفظ مسؤولياتهم تجاه مواضيع التنمية في الأحياء والمناطق العمرانية وتسمح للسكان بالتحكم بشؤون مجتمعهم بصورة أكبر. وتمكن فئات المجتمع من التحقيق الذاتي الدائم بالنسبة للعمل والسلامة والأمن والخدمات والمرافق العامة والتطور الثقافي والترفيه.
مدينة تشجع على اقامة علاقة أفضل قوة بين سكانها وبيئتهم عن طريق توجيه التخطيط العمراني لتسهيل حصول المواطنين على احتياجاتهم الأساسية من الأمن والسلامة والخصوصية والمرونة الاجتماعية والترفيه وكذلك النواحي الجمالية.مدينة يتم تنظيم شكلها العمراني بما يتماشى مع المبادئ الإسلامية التي تقضي بتوحيد فئات المجتمع في مجتمعات متماسكة حتى ولو كانت متنوعة.
واحة معاصرة
واحة معاصرة ذات تنمية منسجمة مع البيئة الصحراوية، من خلال الاستخدام الحكيم والأمثل للتقنية والتخطيط العمراني كنموذج بيئي.
والأهداف ان تكون الرياض مدينة تسخر الفرص المتاحة لتنمية عمرانية في قلب الصحراء آخذة في الاعتبار جميع المعوقات التي قد تعترض ذلك، وتفعيل أحدث الأنظمة والاشتراطات البيئية لتحقيق نمو فعّال ومؤثر قادر على الحد من التأثيرات السلبية للتنمية على المستوى الاقليمي والوطني، وتشجع الاستثمار والابتكار في مجالات تقنيات الطاقة المستديمة واستخدامها في تنمية العاصمة. وتحقيق أعلى المستويات في الترشيد والاقتصاد في استهلاك المياه واعادة استعمالها من خلال تطبيق انظمة متطورة في مجالات نقل المياه، واستخدامها وتصريفها ومعالجتها في المدينة، وتحقيق مستويات مرتفعة في تطوير الأنظمة والتقنية البيئية وتصديرها مما يحقق مصدراً نامياً للدخل وفرصاً وظيفية.
مدينة خالية من التلوث وسلبيات التطوير البيئي الحضري ويتم فيها تفعيل العلاقة بين السكان وبيئتهم وتوفر التوافق بين حياة السكان وأنشطتهم والمكان الذي يعيشون فيه، بطريقة تحمي وتصون المقومات الصحراوية الطبيعية وتحافظ على جمالها، مدينة تحدد تماماً الوظائف والأدوار والأولويات والروابط بين المساكن والحي والمدينة في بيئة عمرانية تلبي الغرض المنشود.
مركز مالي وتجاري مزدهر
مركز مالي وتجاري نشط منافس دولياً، ومتكامل مع الدور السياسي والاقتصادي على المستوى الوطني والاقليمي والأهداف من ذلك تنمية تتوافق وتتكامل مع السياسات والاستراتيجيات الاقتصادية والعمرانية على المستوى الوطني الاقليمي. واجتذاب المزيد من الاستثمارات الخاصة ومصادر التوظيف من خلال توفير شبكة متكاملة ومحدثة من الخدمات والمرافق المساندة لمركز مالي وتجاري دولي. وتوفير بيئة مشجعة من الأنظمة والتشريعات المرنة لدعم استثمارات القطاع الخاص والتوظيف، زيادة مستمرة وثابتة في معدلات الاستثمار والتوظيف في مجالات الخدمات المالية والتجارية. وحفز فرص الاختبار والمنافسة للقطاع الخاص في تحديد طبيعة ومواقع الاستثمار في التنمية والتوظيف في مختلف مناطق المدينة وتوظيف ورفع مستوى الامكانات المتاحة من الموارد البشرية، وبخاصة القوى العاملة السعودية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved