كثيراً ما يسبب اكتشاف بقعة بيضاء على الجلد الرعب والخوف، سواء تم اكتشاف هذه البقعة من قبل الشخص نفسه أو من قبل شخص آخر، ولكن لماذا كل هذا الخوف؟.
فبمجرد رؤية هذه البقعة البيضاء يقع الإنسان في معركة تدور رحاها على جبهتين، تكون الأولى بين المصاب والخوف الذي يعتريه من ان تكون البقعة بهاقاً، وبينه وبين الناس «المجتمع» من جهة أخرى. فهل البهاق Vitiligo يحمل كل هذا القدر من الرهبة والأهمية؟.
نعم وذلك نظراً للمفهوم الخاطئ الذي يعتري الناس عن هذا المرض الجلدي السليم ونتيجة للخلط بينه وبين بعض الأعراض الجلدية الأخرى وخاصة المعدية منها «الجذام». فمن وجهة النظر الطبية العلمية يعتبر البهاق من الأمراض الجمالية أو بالأصح لا يمكن اعتباره مرضاً حقيقياً لانه في حقيقة أمره إنما هو تغير في لون الجلد فحسب ولا يمكننا تشبيهه بالحالات الأخرى والتي يمكن إطلاق صفة المرض عليها بكل معنى الكلمة نظراً للتأثير الكبير الذي تحدثه على الصحة العامة مثل أمراض القلب والكبد والكلى والداء السكري والأمراض السرطانية.
فالبهاق بعيد كل البعد عما تقدم، فهو من الإصابات التي تحمل الطابع الجمالي فقط وليس لها انعكاس على الصحة أو الجسم بشكل عام ما عدا الانعكاس النفسي والاجتماعي الذي يلقي بكاهله على المصاب مسبباً له الإحباط والخوف من مواجهة الناس وكل هذا بسبب المفهوم الخاطئ وعدم إدراك حقيقة هذا المرض لدى الغالبية العظمى من الناس.
ومن هنا كان لا بد لنا من الإجابة عن السؤال وهو ان ليس كل ما يظهر على الجلد وبلون أبيض «بقعاً بيضاء» هو بهاق وحتى لو كان بهاقاً فما الحرج وما المشكلة بل قد يكون البهاق أرحم من أراض عديدة قد تكون أسوأ من الناحية الصحية.
والخطوة الأولى عند اكتشاف أية بقعة بيضاء في الجلد تكمن في مراجعة الطبيب الأخصائي وعدم الاستماع إلى آراء الناس وفتواهم حول ذلك، لأن الأمراض الجلدية أو بالأحرى اختصاصي الجلدية غالبا ما يتعرض لتداخلات الآخرين ممن ليس لهم صلة بالطب أصلا وهنا تكمن المشكلة والخطر مما يؤدي إلى حدوث أخطاء في التشخيص واللجوء لأساليب علاجية قد تضر بالجسم.
فالطبيب الأخصائي وحده القادر على تشخيص الحالة بشكل صحيح من خلال خبرته السريرية وأحياناً باللجوء للفحوصات المخبرية أو الوسائل التشخيصية الأخرى للتأكيد التشخيصي.
د. محمد غياث التركماني - عيادات ديرما
|