ليست تلك هي المرة الأولى التي تظهر فيها الأسرة الدولية رفضها للهيمنة المتفردة للقطب الأوحد وتجمع كلمتها لدعم الحق الفلسطيني في مواجهة الباطل الإسرائيلي المدعوم بلا تحفظ من قِبل الإدارة الأمريكية التي فضلت التخندق في معسكر المعزولين هي واسرائيل ودولتان غير معروفتين على الساحة الدولية هما جزر المارشال وميكرونيزيا، في حين دعمت الحق الفلسطيني مئة وثلاث وثلاثون دولة في رسالة واضحة لدعم الرمز الفلسطيني ياسر عرفات والشعب الفلسطيني.
لقد أحسنت الدول العربية بعرض قضية إبعاد الرئيس الفلسطيني مجدداً على الجمعية العامة للأمم المتحدة ودعمها من قبل 133 دولة، بعد أن أفشلت الولايات المتحدة الوصول إلى قرار متوازن في شأن منع اسرائيل من العدوان عليه، وهو ما تخطط له القيادة الإسرائيلية، بالرغم من أن الإدارة الأمريكية والأوروبيين يدركون أن الرئيس الفلسطيني هو القائد الرمز وهو الزعيم لهذا الشعب قرابة أربعين عاماً.. لأنه يسعى إلى تحقيق الثوابت الفلسطينية وتعزيز وحدة الصف ولُحمته وبلورة خطة وطنية مشتركة تعبأ لها كل الطاقات لمواجهة أي عدوان اسرائيلي وصد الضغوط الجانبية وإفشال اهدافها ومراميها وكذلك اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين ووقف الاستيطان.
والموقف العربي / الأوروبي الداعم للرئيس الفلسطيني من شأنه ان يزيد من قدرة الرئيس المنتخب على مواجهة التحديات، ويحول دون تحقيق أهداف شارون وموفاز في إبعاده باعتباره رمزاً للحركة الوطنية خاصة وان وجوده على أرض وطنه يعتبر مطلباً شعبياً وطنياً وعربياً ودولياً سواء وافقت الولايات المتحدة أو اسرائيل عبر تهديداتها المتكررة ضد قادة الشعب الفلسطيني أو لم توافقا وهذا ما اظهره الموقف الدولي في مناقشات وتصويت الأعضاء في الجمعية العامة بعد أن هيمنت الولايات المتحدة على مجلس الأمن، واعتبر استخدام الفيتو بمثابة كراهية جديدة للعالم العربي ضد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخرقاء بالوطن العربي وكيلها القضايا المركزية بمكيالين بالوقوف إلى جانب الجلاد ضد الضحية بغية الخلاص منه.
|