Tuesday 23rd september,2003 11317العدد الثلاثاء 26 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله لـ «الملحق» : الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله لـ «الملحق» :
شركة السلام للطائرات أسهمت في الحد من انتقال الأموال إلى الخارج وصرفها في الداخل وبتكاليف أقل

تعتبر شركة السلام للطائرات المحدودة هي من أولى شركات برنامج التوازن الاقتصادي حيث تم إنشاء الشركة في أوائل عام 1409هـ لتضطلع بنقل التقنية المتقدمة وتوطينها في مجال صناعة الطيران وتلبية أكبر قدر ممكن من احتياجات المملكة في هذا المجال.
وقد ساهم في تأسيس الشركة كل من مجموعة بوينج للتقنية الصناعية بحصة قدرها (50%) - الخطوط السعودية (25%) - مؤسسة الخليج للاستثمار (10%) - الشركة السعودية للصناعات المتطورة (10%) وشركة التصنيع الوطنية (5%).
وما حققته الشركة من إنجازات اليوم نحو الأهداف التي أنشئت من أجلها يعطي صورة واضحة عن نجاح خطط القيادة الحكيمة ونظرتها الثاقبة في إيجاد مثل هذه المشاريع المتطورة من خلال تبنيها استراتيجية التوازن الاقتصادي. يعلق على ذلك سمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله الفيصل رئيس مجلس إدارة الشركة بالإنابة موضحاً بأن استحداث برنامج التوازن الاقتصادي بغرض الاستفادة من العقود الضخمة التي تبرمها الدولة مع الشركات العالمية من خلال إلزام تلك الشركات باستثمار جزء من قيمة تلك العقود داخل المملكة في مشاريع ذات تقنية عالية حقق العديد من المكاسب التي تصب في مجملها لدعم تنمية الاقتصاد الوطني. ومن تلك المكاسب توسيع القاعدة الصناعية بالمملكة في مجالات مهمةوجديدة كالمجال الذي تعمل به شركة السلام مما أسهم في الحد من انتقال الأموال التي كان يتم صرفها بالخارج للحصول على الخدمات التي يتم تقديمها اليوم بالداخل وبتكاليف تقل كثيراً عما كان يتم دفعه للحصول على تلك الخدمات من خارج المملكة، هذا بجانب الإسهام في تنويع مصادر الإيرادات من خلال جذب أعمال من خارج المملكة. أضف إلى ذلك أن استراتيجية برنامج التوازن الاقتصادي قد فتحت آفاقاً جديدة للاستثمار أمام القطاع الخاص بمشاركة شركات عالمية، كما فتحت مزيداً من الفرص الوظيفية أمام الكوادر الوطنية.
وعن دور الدولة في إنجاح المشروع، وما تحقق من إنجازات، أشار سمو الأمير فيصل بأنه انطلاقاً من الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع، فقد حرصت القيادة الرشيدة، أيدها الله، على توفير كل السبل التي تدعم أهداف هذا المشروع وتضمن نجاحه، ومن ضمن ذلك: إلزام الدولة للشريك الأجنبي بنقل التقنية المتطورة للمشروع ومده بالخبرات الفنية اللازمة عند تأسيس المشروع، تخصيص موقع للمشروع بإيجار رمزي، تهيئة البنية التحتية لموقع المشروع من ماء وكهرباء واتصالات، تقديم القروض الميسرة التي أسهمت في بناء المشروع وتجاوز الصعوبات المالية، إعفاء معدات وأجهزة وقطع غيار الطائرات من الرسوم الجمركية، وإصدار الأوامر السامية والتوجيهات الكريمة إلى الجهات الدفاعية والأمنية والخطوط السعودية بالتعاقد مع الشركة.
وعن رؤيته المستقبلية للشركة وما تضطلع به من مهام، أشار سمو الأمير فيصل بأن الشركة قد حققت الكثير من الإنجازات، وأصبحت قادرة على تلبية معظم احتياجات المملكة في مجال صيانة وعمرة وتحديث الطائرات بشقيها المدني والعسكري وتقديم خدمات الدعم الفني الميداني للطائرات العسكرية، إلا أنه شدد على أن مجال صناعة الطيران هو مجال واسع ومتطور على نحو سريع وبالتالي فإن تعزيز قدرات الشركة الفنية ينقل المزيد من التقنية المتقدمة في هذا المجال والتوسع فيه يحتاج إلى ضخ المزيد من الاستثمارات وإلى جهود مشتركة بين الشركة والجهات المتعاملة معها لتكوين رؤية واضحة حول المتطلبات المستقبلية لتلك الجهات الدور المرجو من الشركة القيام به، بل ومن شركات التوازن بوجه عام، ومن ثم توضع بناءً على ذلك خطط طويلة المدى لمقابلة تلك المتطلبات والاحتياجات. واختتم سمو الأمير فيصل حديثه مشيراً إلى أن عزم الدولة على تحقيق كافة الأهداف التي قامت من أجلها شركات التوازن وحرص صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام على دعم ذلك التوجه ومتابعة سمو نائبه لشؤون الطيران المدني، الأمير فهد بن عبدالله يجعلنا متفائلين بمستقبل زاهر لشركة السلام للطائرات وبقية شركات التوازن الاقتصادي. وعن نشاط الشركة وما تقوم به من أعمال، تحدث ل (الملحق) الرئيس التنفيذي المكلف للشركة ، المهندس/ محمد نور طاهر فلاته، مشيراً إلى أنه يمكن تقسيم ما تزاوله الشركة من أعمال إلى ثلاث وحدات رئيسية هي:
- المساندة الفنية الميدانية: وتمارس الشركة هذه الأعمال منذ عام 1989م حيث تقوم بتوفير الكفاءات الإدارية والفنية اللازمة لتشغيل وصيانة الطائرات العسكرية بمختلف القواعد الجوية، وتضطلع الشركة اليوم بتلك المهام كمقاول رئيسي من خلال تنفيذها لأكبر مشاريع القوات الجوية السعودية في هذا الجانب وهو مشروع المساندة الفنية لمنظومة طائرات (ف - 15) ، بالإضافة إلى المساندة الفنية للطائرات السعودية العمودية للقوات الجوية والبرية.
- صيانة وعمرة وتحديث للطائرات المدنية: وتزاول الشركة أعمال الصيانة على الطائرات منذ عام 1993م ، حيث تقوم بتنفيذ أعمال الصيانة الثقيلة والتعديلات على الطائرات التجارية والطائرات الخاصة بما في ذلك طائرات البوينج 707، 727، 737، 767، 747 وطائرات الترايستار والإيرباص والطائرات العمودية. وتتوفر لدى الشركة لتنفيذ تلك الأعمال كفاءات فنية مؤهلة وورش مساندة لأعمال الصيانة تضم ورش للخراطة وأعمال الصفائح المعدنية والأنابيب والمعالجة الحرارية والفحوصات الغير هدامة، بجانب الورش الخاصة بإصلاح وإعادة تصنيع مكونات الطائرة المصنوعة من الألياف الزجاجية وتجديد وإعادة تصميم محتويات الطائرة الداخلية. ويتم تنفيذ الأعمال بأعلى المعايير مما أهل الشركة أن تكون منافساً قوياً للشركات العالمية المماثلة ليس على النطاق المحلي، بل على النطاق الخارجي حيث تمكنت الشركة من الفوز بعدة أعمال من خارج المملكة تم تنفيذها بمرافق الشركة بالرياض، وقد بلغ مجموع الطائرات المدنية التي تم تنفيذ أعمال صيانة عليها بمرافق الشركة حتى الآن (175) طائرة، من داخل المملكة وخارجها.
- صيانة وعمرة وتحديث الطائرات العسكرية: وبدأت الشركة مزاولة أعمال العمرة على الطائرات العسكرية منذ عام 1998م وذلك بتنفيذ تلك الأعمال على طائرات التورنيدو. وبالإضافة إلى ذلك تقوم الشركة في الوقت الحالي بتنفيذ أعمال العمرة على طائرات الإنذار المبكر (الإيواكس) والتزود بالوقود، وطائرات (ف - 15) والتي تم تأهيل الشركة للقيام بتنفيذ أعمال العمرة عليها بعد مراجعات دقيقة لقدرات وإمكانات الشركة من جانب القوات الجوية السعودية والقوات الجوية الأمريكية.
وعن جهود الشركة في مجال السعودة والتدريب ، قال المهندس محمد فلاته، بأن ذلك يمثل أحد الأولويات المهمة التي نعطيها كل اهتمامنا، ذلك لإيماننا بأن إعداد الكوادر الوطنية القادرة على تنفيذ الأعمال التي تزاولها الشركة يمثل الركيزة الأساسية في عملية توطين التقنية، من هنا تقوم الشركة برصد مبالغ مقدرة سنوياً لعملية التدريب والتأهيل. ولمتابعة جهود الشركة في هذا الجانب تم إنشاء إدارة خاصة بالتدريب، تعمل على التنسيق مع كليات الهندسة وكليات التقنية ومعاهد التعليم الفني والتدريب المهني لاستقطاب خريجي تلك الجهات. وتتبنى الشركة في الوقت الراهن ثلاث مجالات تدريب رئيسية هي:
التدريب الإداري: وتركز فيه الشركة على موظفي الإدارات الإدارية والمساندة، حيث يتم إرسالهم إلى المعاهد والمؤسسات المتخصصة داخل وخارج المملكة وذلك لتنمية مهاراتهم المهنية ورفع كفاءة الأداء الإداري بالشركة.
التدريب الفني: حيث تتبنى الشركة دورات تدريبية لكوادرها الوطنية العاملة في مجال صيانة الطائرات والمعدات المساندة لها من مهندسين وفنيين وذلك للرفع من كفاءاتهم المهنية في مجال تخصصهم وكذلك للمحافظة على صلاحية التراخيص التي يزاولون العمل بموجبها.
تدريب حديثي التخرج: وتستقطب الشركة في هذا الجانب عدداً من خريجي الكليات التقنية والمعاهد العلمية وإلحاقهم ببرامج دراسية وتطبيقية مكثفة لتأهيلهم لمزاولة الأعمال في مجال صيانة الطائرات والورش المساندة لها.
وأوضح المهندس/ فلاته بأن تلك الجهود أسهمت في رفع كفاءة الكوادر الوطنية بالشركة من جانب ودعم استراتيجية الشركة في عملية السعودة من جانب آخر، والتي تتزايد بشكل مطرد، حيث بلغت نسبة السعودة الإجمالية بالشركة حتى منتصف العام الهجري الحالي 1424هـ 64% من مجموع القوى العاملة بالشركة والبالغة 2114 موظف.
وعن خطط الشركة المستقبلية، أشار المهندس / محمد فلاته إلى أن الشركة حريصة على تعزيز إمكاناتها بتوفير القدرات اللازمة لصيانة وعمرة المزيد من الأنواع الأخرى من الطائرات، عسكرية كانت ومدنية، وتعزيز قدراتها في مجال تصنيع بعض القطع الخاصة بالطائرات، والدخول تدريجياً في مراحل التجميع لبعض الطائرات كالطائرات العمودية، وجذب مزيد من الأعمال من خارج المملكة، ومضاعفة الجهود لاستقطاب الكفاءات الوطنية وتأهيلها لمزاولة الأعمال التي تقوم بها الشركة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved