سئل أحد القدامى ما هي أثمار بلادكم؟ فقال: التمر وسئل ثم ماذا؟ قال: التمر فلما حار السائل من هذا الجواب قال «أنا أزيل عنك حيرتك!! إننا نستفيد من النخل فوائد عديدة فهو ظل وغذاء وثروة ونماء، إننا نتفيأ بظله من وهج الشمس، ونأكل ثمره، ونتخذ من عصارته عسلاً، ونعلف ماشيتنا بنواته، ونعلن به أفراحنا ونهيئ من جذعه خشباً لسقوفنا، وأعمدة لبيوتنا، ووقوداً لطبخنا».
وليس هناك شجرة نالت حظها من التكريم كما نالته هذه الشجرة المباركة بداية من ذكرها في القرآن الكريم بنحو (عشرين مرة) في (تسع عشرة) سورة ونهاية بتشبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم هذه الشجرة بالمسلم حتى أن القرآن الكريم نص على القيمة الغذائية التي في التمر بتوجيه الله سبحانه لمريم بقوله (وهزي إليك بجذع النخل تساقط عليك رطباً جنياً). كما أن التمر يمثل وجبة كاملة وطاقة غذائية جاهزة فيها جميع أنواع العناصر الغذائية والتي هي في متناول اليد فلا تحتاج إلى تحضير أو إعداد وبإمكان أن يعيش الإنسان فترة طويلة عليه فهو كنز غذائي رفيع القيمة لا يقدر بثمن كما ورد في الأثر (بيت لا تمر فيه جياع أهله).
ولعلها فكرة رائدة جديدة احتضان المملكة مثل هذه المؤتمرات العلمية الدولية في مجال الزراعة عموماً ومجال زراعة النخيل خصوصاً فهو يعكس مستوى الوعي الكامل والمسئولية الملقاة على عاتق المزارعين وأصحاب المشاريع الكبيرة لتوخي الأساليب والطرق العلمية في زراعة وتنمية هذه الشجرة المباركة فمشاركة عدد من الهيئات الدولية والمراكز البحثية المتخصصة في كافة أنحاء العالم ظاهرة إيجابية من خلال عدد من المحاور:
1- معاملات ما قبل وبعد الحصاد.
2- البيئة وآفات النخيل.
3- الطرق الحديثة والتقليدية في إكثار النخيل.
4- تصنيع التمور واستغلال المخلفات الثانوية.
5- ميكنة العمليات الزراعية لنخيل التمر.
6- اقتصاديات التمور.
ولاشك أن معالجة مثل هذه المحاور علمياً من شأنه جمع خبرات المختصين العلمية والعملية من شتى بقاع العالم وطرحها في مكان واحد وبشكل مركز ومعالجة أبرز المشكلات التي تواجه هذه النخلة ووضع الخطط المستقبلية للنهوض بهذا المحصول.
وودت لو أضيف محور سابع لأعمال المؤتمر وهو الطريقة التي يمكننا من خلالها استغلال جزء كبير من التمر كأعلاف يستفاد منها فهذا المحور جانب مهم وحيوي من طريقة استغلال التمور آمل أن لا يغيب هذا المحور مستقبلاً عن اهتمام المنظمين.
ولقد حرصت حكومتنا الرشيدة على قضية الأمن الغذائي من هذه الشجرة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والنائب الثاني على احتضان أمثال هذه الملتقيات العلمية المفيدة وتسهيل كل أنواع الرعاية والمتابعة للمشاريع الرائدة. كما لا يفوتني شكر وتقدير أمير منطقة القصيم وسمو نائبه على متابعة أعمال هذا المؤتمر منذ أن كان فكرة وهذا ليس بمستغرب فهذه المنطقة تضم أكبر سوق في العالم من حيث حجم المبيعات وشكري موصول لمنسوبي جامعة الملك سعود.
وكلنا أمل أن يتكرر هذا اللقاء بشكل دوري لتبادل وتنمية البلد. وأن تستمر خطوات المتابعة والتطوير والإبداع والعطاء السعودي الذي يقف شامخاً كالنخلة المتعالية عن كل شائبة أخلاقية كما قال الأول:
كن كالنخل عن الأحقاد مرتفعاً
بالطوب يرمى فيلقى أطيب الثمر
(مجموعة مشاريع الوطنية)
| 
