من يتحمل وزر ما لحق بالغلابى من المساهمين الصغار في سوق الأسهم السعودية؟!
سؤال يتبادر إلى الذهن عند كل هزة تلحق بمئات الآلاف من المساهمين خسائر أفضت إلى إفلاس البعض.. وخراب بيوتهم؟!
المضاربون الكبار الذين يتحركون بمئات الملايين.. إن لم أقل بالبلايين؟!
أم أنهم الذين يصنعون بكتاباتهم عبر الصحف شحنة من التخويف لحاجة في أنفسهم..
من الصعب.. بل من الكارثة أن يكون مصير نسبة كبيرة من الشعب تحت رحمة هؤلاء.. أو أولئك دون تدخل من مؤسسة النقد.. أو وزارة الاقتصاد أو وزارة التجارة، أو حتى وزارة الإعلام التي يجب عليها إيقاف كلمات الإثارة دون وضع ضوابط لها تسمح بنشرها أو لا تسمح وفق مقتضيات المصلحة العامة مراعاة لحقوق المساهمين الصغار الذين تحولوا إلى ضحايا إشاعات غير مدروسة وغير مفهومة وغير معقولة.. وإلى جشع مساهمين كبار يتلاعبون بأسواق الأسهم انخفاضاً وارتفاعاً حسب ما يحلو له جشعهم دون مراعاة لشريحة من الشعب أمنت على مواردها المحدودة.. وإذا بها تتحطم على صخرة المتلاعبين وقد طالها الإفلاس أو أوشك..
من حق هؤلاء الغلابى على الجهات المسؤولة أن تحميهم فالاقتصاد الحر لا يعني الانتهازية ولا التلاعب بمقدرات الآخرين.. دائماً هو عمل يحكمه التنظيم.. والرقابة الصارمة التي تضع حداً للتجاوزات، والإشاعات، ولأصحاب الأفلام التي تثير بين يوم وأآخر شحنة من الفوضى والاضطراب، دون إدراك بمخاطر ما تنشره من كلمات أقل ما يقال عنها انها تثير الفزع.. وتفضي إلى خسائر بمئات البلايين بين عشية وضحاها.
باسم هؤلاء أناشد الجهات المسؤولة في حكومتنا الرشيدة وضع حد لهذا رحمة بشريحة كبيرة من هذا الشعب الذي وقع ضحية بين المطرقة والسندان.. بين احتيال أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة الذين تهمهم مصالحهم دون مراعاة لما يلحق غيرهم من أضرار.. وبين من نصبوا من أنفسهم منظّرين اقتصاديين يطلقون صيحات التخويف لحاجات في نفس يعقوب عبر مقالاتهم.. الوضع المأساوي للصغار على أيدي الكبار لا يحتمل.. لابد من التدخل العاجل لإعادة الأمور إلى نصابها..
|