Tuesday 23rd september,2003 11317العدد الثلاثاء 26 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

البوق في ديوانه الجديد «منكسر باعتداد» البوق في ديوانه الجديد «منكسر باعتداد»
يبحر بالمفردات إلى قاع القصيدة ليستخرج «الياقوت» «العقيق» و«الفيروز»

منكسر باعتداد «ديوان شعر»
أحمد إبراهيم البوق
دار شرقيات الطبعة الثالثة 2003م
يقع الديوان في نحو «118 صفحة»
* الثقافية على سعد القحطاني
ترتعش أنامل الشاعر أحمد البوق حينما يترنم بقوافيه في ديوانه الجديد «منكسر باعتداد» حينما يترنم بقوافيه في ديوانه الجديد «منكسر باعتداد» حينما يتغنى بهذا الكوكب الفضي ولا يزال ينهل من نهر رمل في الجزيرة مورقاً بالشيح حتى آخر القطرات، ويصيح في صحو الفرات وقوافل الاعراب بأن قد سالت على وادي الفضا زمراً وأدركها الشتات. ويغيب الشاعر عن الارض حيث لا تعرفه وتصك باب الريح في وجهه ويغيب فيه الصبح يسرج شمعة في الليل ويؤدي نافلة العرب وتمر من كفيه لذات الصبايا ولذائذ اخرى من ذهب ويهتف اثناء الرحيل بالنشيد.
يا راحلاً أين المفر؟
استفحمت غرر الدجى همي
وخالجني السفر
فاشرع يمينك ساعة
وانوِِ بفاتحة السحر
يا راحلاً هذا المقر
وتتوشح قصائد الشاعر في الديوان بالحزن واليأس والانكسار تارة وبالعاطفة والحب والشوق تارة أخرى ولم تحتوه القصيدة، ولا يزال يغني لنصف الطريق ويهتف ذات ليلة حجازية ويغني:
أحبك لماذا الوجد، يأكل
ما تبقى من خلايا الروح
من حبرٍ على شريانه التاجي
من حليب الصفحة البيضاء
حين أحاول الان الكتابة
من «طلحة» تأتي من الشباك
تلقي: مساء الخير
تخلعني
وتلبسني عصافير السحابة
يداوي الروح
وأنا طفل، غزاه النوم
على فخذيه، سلمه كتابه
ويهدي الشاعر قصائده إلى عينين داكنتين ويعزف في سراب الفجر ويشعر أنه مخنوق وتأخذه العيون إلى الشوارع وفي مقهى على. الكورنيش».
تأخذ مقعداً قربي
وتطلب نادل المقهى
تغمز في فضاء البحر كي يأتي
فيرتعش الشروق
يأتي نادل المقهى
تختفي العيون
يسأل نادل المقهى
فأطلب بُنَّها المحروق
تحتفي قصائد الشاعر البوق بالكلمات المختارة بعناية فائقة من القاموس ويسعى إلى توظيفها في السياق الشعري بما يتلاءم وروح النص الابداعي. ففي هذه القصيدة «ثمل» استطاع ان يوظف المفردات «الياقوت»، «الحوت»، «النخيل»، عفيف»، «الفيروز» بكل ثرائها وما تحمله من دلالات جمالية انعكست اشعتها على تلك القصيدة.
من عنب تسيل شفاهها
انعس ليلة اخرى
على كرم من الياقوت
يوقظني الصهيل
أشرب مما اصطفاها الله
فيمتزج الزمرد في رمال البحر
يأتي عنبر
في موجة كالحوت
ويخضر النخيل
فأحيا في عقيق الارض
أو امضي على سحبٍ من الفيروز
أمضى عاشقا
وأموت
والهوى يمنح الشاعر بحراً من الفيروز، وورداً معتقا وجوى ويستنشد الماضي بأن تبذر الكلمات، وتحدث ما استجد من النوى وقد أضناه طول الفراق وروحه متناقضة تارة تبقى بعيداً مثل قاع البحر، وتارة أخرى تبقى قريبة مثل شطآن الخليج وينشد محبوبته:
هل رأت عيناك قلباً
ضاحكاً وسط النشيج
قد تموت الأرض حيناً
ثم من مطر تهيج
تلك روحي يا حبيبي
انبتت زوجاً بهيج
وقصيدة «الخاتم الفضي» تختزل بعوالم القصة ولغة الحوار فيها مكثفة حيث يروي فيها قائلا:
الخاتم الفضي، يا قوته أسود
الليلة الأولى كنا نؤلف شعر
قال لي صاحبي:
الخاتم الفضي لتاجر تركي
كان يبيع سجاداً بأنحاء العراق
في مطلع القرن
اصطاده العسكر
التاجر التركي، لغة النسيان
والخاتم الفضي
لف الزمان ودار
وصار سواده يفر
بسواد الليل والناس
وصار ينعرض زينه
في زاوية دكان
الليلة الاخرى
مالي هوى اكتب
عيناي ذابلتان
وصاحبي مجهد
لمعت سماء الرياض
برقها فضي
وجه المدى مغبر
وغيمها كحلي
صاحبي يقرأ خطنا في صفحة الأبراج:
أعمارنا فضة
وحظنا يا قوت
عين الورد عطشان
اسقيه بنظر عيني
جوري وابن ديره
موقد حرام يموت
وفي الليلة الاخرى تضيق بشاعرنا الدنيا ويهتف صاحبه بالرحيل ويستنجعان الدهناء، قد يأتي بها مطر أو تصدق الانواء وتبوح حبيبته في آخر قصيدة.. إني أحبك.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved