يا صاحبي للعشق «إشارات وأسرار»!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت يوم الثلاثاء 19 من رجب 1424هـ كلمة الكاتب الدكتور فارس الغزي في زاويته «شدو» وكان يتكلم بخصوص زميليه الكاتبين (حمّاد بن حامد السالمي، وعبدالله بن بخيت)، وفي هذه الحروف المحلقة من الدكتور الغزي، إيماءات - أو هكذا فهمت - تشير إلى معاناة ما من جهة الصديق الكاتب حمّاد السالمي، خاصة وانه توقف عن الكتابة شهراً، ثم راح يجسد بعض معاناته من هذا التوقف، وقد فهمت منه هو الآخر، انه كان يعاني قبل التوقف الاختياري، وانه لم يجد الراحة في التوقف الذي أراده لبعض هواياته الممتعة سواء في السفر، أو في المطالعة، أو في زيارة الاماكن القديمة، فكان حلمه هذا صرحاً من هشيم فهوى..! أو هو حلم من خيال فهوى، كما سماه.
* أحيي الدكتور الغزي في حرصه على زميليه الكاتبين (السالمي وبخيت)، وتمسكه بهما في كل الاحوال، ومشاركته لهما في هموم الحرف، حتى لو أراد واحد منهما السفر والسياحة مثلما يفعل عبدالله بخيت هذه الأيام، فإن الغزي لا يطيق البقاء وحده..! وأقول له هنا بهذه المناسبة: حتى أنا لا أحتمل بعد الاخوان، وخاصة من الاصدقاء مثل أخي السالمي، فلا تدعوني وحدي يا دكتور فارس، أقاسي الهموم التي أفرج بعضها مع ما تقدمون لي صباح كل يوم من وجبات شهية، في كلمات ورؤى جميلة على صفحات جريدتنا الجزيرة.
* أما وقد قالها الغزي في هذا المقال شعراً:
خذني معك لا صرت رايح بمشوار
خذني معك لا صرت رايح سياحة
* فهذا هو رأيي في ردي بالشعر كذلك:
يا صاحبي للعشق إشارات وأسرار
وأنا عشقت التضحية والصراحة
وإن كان عشقك للسياحة والأسفار
شد الرحال وسجة البال راحة
* وختاماً.. إليك يا دكتور فارس تقديري على صراحتك وحبك لاخوانك وزملائك.. فلا تنس شاعر المصيف من رحلة قادمة مع عبدالله بخيت، أو مع هذا الثقفي (حمّاد)، القابع خلف أسوار عنب ورمان الطائف المأنوس.
محمد بن سعيد الذويبي
شاعر المصيف - مكة المكرمة
***
في ظل دلال الطالب
«شخصية» المعلم ذابت!!
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت كغيري من عشاق جريدة الجزيرة ومحبيها على ما رسمه الفنان الكاريكاتوري (الماضي) في العدد (11308) وقد تطرق باهتمام لا أساس له من الصحة في حق شريحة من مجتمعنا قال عنها أحمد شوقي:
قم للمعلم وفّه التبجيلا ..... كاد المعلم أن يكون رسولا.
وإني أتسائل كغيري ممن يحملون لمعلميهم ومربيهم ديناً لا يمكنهم سداده البته لماذا تشوه سمعة المعلم؟.
لست أدري من أين أتى بهذه الصورة على رجالات التربية والتعليم في بلدنا لاسيما أن توجه الوزارة حالياً ترفيه الطالب لأقصى الحدود وتدليله.
حتى ذابت شخصية المعلم وسلب من أبسط حقوقه! حتى أنه ليخيل إليك أن المعلم في حاجة الطالب وليس الطالب في حاجته نعم لست أقول ذلك جزافاً أو رجماً بالغيب.. ففي مجالس الطلاب بل في مجالسنا العامة صاروا يتباهون بما يفعله الطالب الفلاني بالمعلم الفلاني! زد على ذلك تطاول بعض أولياء الأمور على المعلمين وتحريض أبنائهم (لا يهمك ما بيدينه حاجه... ما يقدر يسوي فيك شي) حتى أتيح له التطاول والشكوى على أدنى فعل هو من صلاحيات المعلم.
يا فناننا.. الفن رسالة وأمانَة فلِمَ سخرتها في حرب من أوصلوك وأوصلوا كل أمة تنشد الرقي والحضارة إلى ما تصبو إليه.. هل انتهت مشاكل التعليم فلم يبق منها إلا تحريض الطلاب على معلميهم؟! أليس الأجدى والأجدر أن تثقف النشء كيف يذعن لمعلمه ويحمل له الحب والاحترام والتقدير حتى يكون ذلك متبادلاً بين الطرفين ويخلو مجتمعنا التعليمي من تلك المهاترات والانتقاص من قدر المعلم؟
يجب على الجميع أن يعي أن المعلم بشر من لحم ودم.. فإذا كان بعض الآباء يعاني من تربية طفلين من أبنائه له حق أبوتهم وتربيا بين جوانب بيته وتحت ناظريه فكيف بالمعلم الذي يتعامل مع نفسيات مختلفة وطبائع متفرقة؟؟
إن كل مهنة شريفة، وكل صنعة مكتسبة وراءها المعلم، فمزيداً من الاحترام لمعلمينا وكفى تندراً بهم، ثم أين هو ذاك المعلم الذي تندر به رسامنا؟ إذا كان هنالك ثمة معلم بتلك المواصفات فهو شاذ والشاذ لا حكم له، ولا يعمم الشر على الكل.
الأستاذ والمربي الكبير والذي أتمنى له الشفاء العاجل الأستاذ/ عثمان الصالح ربى وخرج كثيراً من رجالات البلد لم يمنعه ذلك من حمل العصا للتقويم لا للتشفي وها هو جيله من أفضل الأجيال وهو رمزٌ من خير الرموز، لست أدعو لحمل العصا على الاطلاق ولست مع من يريد التخلي عنه البته، ولكن وفق ضوابط وشروط، فالدلال الزائد لم ينجب لنا إلا جيلاً متميعا لا يقوى على هبات النسيم، ولا يقاوم أشعة القمر الحارقة.
أنا والعياذ بالله من الأنا لست معلما في وزارة التربية والتعليم، ولكني موظف يضيق صدره بما يقال عن رجالاتنا ومربينا الأفاضل والحق أحق أن يتبع.
وليس هنالك ثمة مصلحة من تلك الإساءات والله في عون الجميع.