Sunday 21st september,2003 11315العدد الأحد 24 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قصور الأفراح.. وأتراح الجائعين!! قصور الأفراح.. وأتراح الجائعين!!

عزيزتي الجزيرة:
تعليقاً على ما نشر في الجزيرة من صور للافراح والمناسبات التي تمت في هذا الصيف اقول من منا لا يريد الافراح ورضا الرب قبل كل شيء، نحن بعصر حضاري بهيج مؤنس ولله الحمد، ربما اقول ان الغالبية العظمى يمرون بأفراح وطيب معيشة سعيدة، فتجد من لديه مناسبة يطمع أن تكون على اعلى مستوى في ساعات تلك الليلة من تقديم كل شهي ومذاق طيب، ولكن من لديه افراح ينقصه امور ربما اذا سددها بوقتها زاده الله من التوفيق والاطمئنان وعدم الخسارة والندم. وهي ظاهرة سادت وطغت وهيمنت على كثير من ارباب الاحتفالات والمناسبات، انها ظاهرة وربما تصير مشكلة «الفائض من الولائم» - رأيت بأم عينيّ - سيارة - دينا - حوالي الساعة الثانية عشرة من ليلة الجمعة وهي مليئة بالرز ووضعت القدور الكبيرة على الطعام وليس بوسط القدور - وتلقيت من احد القضاة بالمحكمة الكبرى بحائل - نداء ومعه متطوعون وباحث بكلية المعلمين مجتهدين بعدم اهانة نعمة الله التي كما يقول احد القضاة برسالته - رأيت اكوام الطعام يرميها العمال بمواقع متسخة قذرة، تركوا الارض الطاهرة وراحوا الى الارض المتسخة. ويواصل القاضي قوله - اخاف ان ينطبق علينا قول الله سبحانه {(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) } فالذي يحصل في بعض قصور الافراح في الآونة الاخيرة كفر - وعدم تقيد بالنعمة - لان الله سبحانه امتحننا بوفرة النعم - وامتحننا بفقراء ينامون جائعين وليس لهم ذنب بفسوق الفاعلين. فالجمعيات الخيرية كحائل مثلا - لديها اثنان من السعوديين دوامهما من التاسعة وحتى الثانية عشرة ليلا. ومعهما ثمانية عمال لتوزيع الفائض من طعام القصور والحفلات العامة. عمل يبارك فيه ان شاء الله، لكن قليل جدا لمنطقة شاسعة كبيرة كثيرة الاحتفالات والموائد، العاملون بمثل جمعية خيرية حائل، جدا قليلون وبحاجة الى ضعفهم خمس مرات، ولابد من سيارات جوالة على كافة الاحياء للتعرف على عشش ومنازل ومواقع الفقراء، هذا من ناحية واجب الجمعيات الخيرية بالمملكة عامة.
نعود للقصور والولائم التي في نهاية الحفل تضيق على من لديه حفل زفاف او تكريم او ما شابه ذلك، ولابد من أئمة المساجد ان ينوهوا بخطب الجمعة الى ظاهرة التبذير بالنعمة الحاصل حاليا بالقصور وما شابهها، وتقاعس ملاك الولائم من الاجتهاد بتوزيعها او تفويض الجمعية الخيرية بتوزيعها، فكما ان مالك الوليمة مسئول عن ترتيب حفله تلك الليلة يكون مسئولا وملزما امام الله والفقراء الجائعين ان يسدد مجاعة الجائعين من طعامه الذي خسر عليه الكثير، حتى يكون حفله موفقا وموثقا بالحسنة ان شاء الله، اما أن يهتم بعملية التقليط والاستقبال، وعلمهم بالطعام إدبار المعازيم، فعليه ذنب ومسئولية ولابد ان نخاف الله من غضبه الذي اذا نزل بقوم لا يبقى ولايذر، حتى الانعام الطازجة حلوة المذاق المتعوب عليها من اجل كبار الضيوف، بالنهاية ترمى رميا واين؟ على القاذورات النجسة، اين المصلون، الذين يخافون المصيبة تعقب حفلاتهم وانسهم؟ كذلك امر لا يمكن أن نتغاضى عنه او نجامل من اجل بقائه وهو - البذخ - الزائد، المدعوون كثر يسلخ كثير من الخراف تزيد من المألوف!! التكريم ليس بالاسراف انما بصون النعمة، بالقدر الذي يكفل الجميع من في القصر قد اكلوا وشبعوا، ويبقى القليل الى الفقراء المنتظرين الذين تأخروا بنومهم يرجون من يطعمهم من تلك الموائد الشهية الطيبة المذاق، وانه واجب على الجمعيات الخيرية المسئولة عن توزيع الطعام، طباعة الاعلانات التوجيهية ولصقها على لوحات اعلانات الجوامع، ومواقع المطابخ، والاماكن التي يكثر فيها تجمع الناس، من رجال ونساء، وحتى تلفزيوننا، واذاعتنا وصحافتنا عليهما مسئولية التبليغ، لابد ان نتواصل بالحق، الذي يرضى الله به علينا باتباعه، فلا نقول مشغولين ليلة العرس، فالطعام اهم من القهقهة وعذوبة السواليف {(رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) } .

علي الساير - حائل

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved