Sunday 21st september,2003 11315العدد الأحد 24 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لماذا نسيء لفلذات أكبادنا وبراعمنا الواعدة ؟! لماذا نسيء لفلذات أكبادنا وبراعمنا الواعدة ؟!
وسلية محمود الحبلي

براعمنا الواعدة، فلذات أكبادنا، ابتسامة حياتنا، زهرة شبابنا، حدائقنا الغناء، عصافيرنا المغردة، بلابلنا الرقيقة لماذا نسيء إليهم.. لماذا نهملهم عن قصدٍ أو عن دون قصد؟!
ما ذنب أحبائنا.. نكون السبب في جرحهم، وآلامهم ومرضهم وتكدير صفو براءتهم؟لقد تعذبت كثيراً، بل بكيت حرقة على ما أشارت إليه بعض الدراسات المسحية التي جرت في مملكتنا الغالية عن شريحة الأطفال..
بكيت حرقة حقاً وهذا ما دعاني لكتابة هذا المقال الذي أتمنى أن يمس قلوب الآباء والأمهات خاصة المسؤولين أيضاً.
ما ذنب هؤلاء العصافير المغردة أن تبكي وتصمت وتتألم وتتحسر، وتدمع، وتغص، وتذهب الابتسامة عن وجوههم الحبيبة.
بالله عليكم أيها الآباء والأمهات، بالله عليكم أيها المسؤولون.. بالله عليكم يا من تحبون الأطفال.. اقرأوا معي ما أشارت إليه تلك الدراسة:
«إن الأطفال تأثروا كثيراً بحوادث الطرق، بالإضافة إلى تعرضهم لأخطار الحوادث المنزلية وقد بلغ عدد حوادث التسمم الغذائي لدى الأطفال المبلغة للإدارة العامة للصحة الوقائية خلال السبع سنوات الأخيرة (8794) حالة أي ما يعادل (1250) حالة سنوياً وهو معدل مرتفع»
وهنا السؤال الصعب: أين الأم بالذات خلال تسمم طفلها بالغذاء.. أين أنت أيتها المسؤولة مسؤولية كاملة عن طفلك.. ماذا صنعت لغذائه حتى تسمم به أم أنك تركتيه للخادمة، أو للجارة، أو للحضانة أم لاخوته.. بالله عليك أيتها الأم المعروف عنك خوفك الشديد على أطفالك عندما تقرأين هذا العدد المهول من الاصابة بالتسمم الغذائي .. ماذا سيكون رد فعلك، أتمنى أن أراك الآن!!!؟
ولنتابع معاً ما أشارت إليه الدراسة.. «بلغت نسبة التسمم الدوائي والكيميائي خلال العام الماضي (716) حالة وذلك إثر تناول العلاجات الطبية خطأ، أو شرب مادة الكروسين».
والآن ما رأيك عزيزتي الأم.. الرؤوم.. الحانية صانعة الأجيال.. الرحيمة على أطفالها أي خطأ في تناول العلاج.. وأي شرب لمادة الكروسين بالله عليك أين كنت في أثنائها هل في حفل زواج حتى الفجر، أم في نادٍ رياضي لتعديل قوامك أم تتحدثين عبر الهاتف الثابت أو الجوال أم تتجولين في الأسواق أم عند الصديقات أم تغطين في نوم وسبات عميق، أم تتابعين مسلسلاً مدبلجاً على إحدى الفضائيات؟!
ويح قلبي من الآلام التي تعتصره.. إنهم الأطفال الأبرياء ما ذنبهم!!؟؟
ولنكمل معاً.. «وقد لوحظ اصابة الأطفال الذين يدرسون في مناطق ذات كثافة مرورية بالمدن الرئيسية ارتفاع نسبة الرصاص بالدم، كما أن الاستمالات الخاطئة لمواد تنظيف الأسنان وكحل العيون أدى إلى وقوع حالات متعددة من التسمم الحاد بالرصاص لدى الأطفال الرضع.. وتشكل أمراض الجهاز التنفسي (28%) من الحالات المرضية بين الأطفال الرضع وما دون سن الخامسة ويعتبر مرض الربو منتشراً بين الأطفال بدرجة ملحوظة ويعود بعضها لأسباب بيئية».
وأقول هنا: إلى متى سنبقى مهملين للبيئة، إلى متى لا نحافظ على بيئة نظيفة من جميع المؤثرا.. إلى متى الاهمال بالبيئة التي نحن نعيش فيها، بل داخلها وإلى متى التلوث البيئي الذي يحيط بنا من كل جانب..
«وتؤكد الدراسة أن (الربو) يعود أحياناً إلى كثرة رش المبيديات الحشرية دون حرص وخاصة في الحدائق المنزلية.
ولوحظ أن هناك أمراضاً ذات علاقة بتلوث المياه مثل الالتهاب الكبدي الوبائي (أ) بين الأطفال وأمراض الإسهال.
فلا أدري بكل أمانة وبكل صراحة على مَن تقع المسؤولية؟ على الوالدين وخاصة الأم... أم على وزارة الصحة.. أم على وزارة المياه؟ أم على البلديات أم على السائقين..؟
ولكنني اعتقد أننا جميعاً مسؤولون.. ومسؤوليتنا كبيرة جداً وليست بالبسيطة.. لذلك علينا مراجعة تصرفاتنا ومسؤولياتنا وأن نكون يداً واحدة لحماية براعمنا الواعدة من الأمراض والحوادث والأخطار التي تداهمهم في بيوتنا.. والسبب اهمالنا..
فلنعترف بالإهمال.. ولنعترف بالتقصير ولنعاهدهم على حمايتهم..
فهؤلاء عصافيرنا المغردة فتعالوا لنحول الليمون الحامض إلى شراب حلو يشربونه ولنحول أيامهم إلى سعادة واشراقة لا تخبو مع الأيام.
لحظة دفء


إنما أولادنا بيننا أكبادنا
تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم
لامتنعت عيني عن الغمض

قبس من نور
قال تعالى في محكم كتابه العزيز:
(أّفّحّسٌبًتٍمً أّنَّمّا خّلّقًنّاكٍمً عّبّثْا وّأّنَّكٍمً إلّيًنّا لا تٍرًجّعٍونّ (115)} [المؤمنون]
وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «كلم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».
إذن المسؤولية تعمنا جميعاً، وجميعنا سيسأل عما قدم لأهله ولوطنه ولدينه.. وأسأل الله العلي القدير أن ننجح في تحمل مسؤولياتنا لأن المسؤولية أمانة والأمانة يجب أن تصان.
* للتواصل: تليفاكس 2317743 ص. ب 40799 الرياض 11511

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved