المصداقية التي كانت وسائل الإعلام الغربية تفاخر دائماً بها وبمتابعة المتلقي واهتمامه بتلك الوسائل، أصبحت الآن من مخلفات الماضي، وذهب ذلك اليوم الذي يبحث فيه المستمع عن إذاعة أو محطة تلفزيونية محددة ليعرف ما يجري في بلده فبعد تطور وسائل الاتصالات وسرعة نقل الأخبار واتساع مساحة الشفافية لدى مصادر الأخبار في العالم انكشف أسلوب وسائل الإعلام الغربية التي تدس السُمَّ في العسل بين ثنايا السطور في خبر يظهر للوهلة الأولي أنه صحيح.
نعم تدس هذه الوسيلة، أو تلك وخزة سُمٍّ تزداد جرعاته مع تكرار بث الأخبار لتترسخ في النهاية أكذوبة كبيرة من الصعب مسحها من الذاكرة، لأن زرعها جاء تدريجياً عن طريق الترويج لمعلومة غير متداولة كما تزعم هذه الوسيلة الإعلامية أو تلك التي أُوجدت أصلاً لخدمة مصالح سياسية واقتصادية معينة.
صحيفة «الجارديان» البريطانية مثلاً ليست استثناءً عن وسائل الإعلام الغربية التي تلجأ الى تحرير المعلومات المغلوطة خدمة لمصالح استراتيجية لا تخطئ العين في تحديد أهدافها وخصوصاً فيما زعمته عن نية المملكة العربية السعودية امتلاك أسلحة نووية كخيار أمني.
مزاعم الجارديان البريطانية تضمنت معلومات عن احتواء المنطقة على أماكن تمتلك أسلحة نووية، وأن دولاً أخرى في طريقها لامتلاك هذه الأسلحة، وكل هذه المعلومات ليست خافية على أحد، إلا ان الجارديان بنت عليها استنتاجات خاطئة واعتبرت ذلك وحده مبرراً لتسعى المملكة العربية السعودية الى امتلاك أسلحة نووية، ومع أن الأمانة الصحفية، والمهنية تفرض على الجارديان ان تستقصي المعلومة من مصادرها الأساسية، كالوكالة الدولية للطاقة أو حتى من المصادر البريطانية الرسمية وكان ممكناً لها أن تسأل المسؤولين في المملكة عن هذا الأمر، إلا أنها استعاضت عن كل ذلك باللجوء الى مصادرها الخاصة، وهو أسلوب تلجأ إليه عادة وسائل الإعلام عندما لا يكون عندها مصدر حقيقي.. أو مصدر يحظى بثقة المتلقين.
|