الحرفيون من كبار السن لـ « الجزيرة »:
المهرجان فرصة لاطلاع الزوّار على ما يتم صناعته باليد من شجرة النخيل

* بريدة/ عبدالرحمن التويجري
يضم مهرجان التمور والمقام حالياً بمركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة عدداً من الحرفيين من كبار السن الذين تربطهم علاقة وطيدة بشجرة النخيل حيث كانت صناعاتهم القديمة كلها تستخدم من هذه الشجرة العظيمة إضافة إلى الاستفادة من ثمرها وغذائها الطيب وفي هذه العجالة كان ل «الجزيرة» لقاءات مع بعض هؤلاء الحرفيين ليتحدثوا للقارئ الكريم عن ماهية حرفتهم وكيفية نمط عملهم واستخدامهم لها:
تراث قديم محبب إلينا
ففي البداية نلتقي مع الشيخ/ إبراهيم بن محمد صالح القعير البالغ من العمر 70 سنة حيث حدثنا عن ماهية عمله فأفاد بأنه تراث قديم فنقوم بعمل السجاد القديم وهو (المصلى) و (المحفر) و (المطحن) و (القفّْة) ومنه (الزبيل) و (المهفّه) وكذلك الكرّ الذي يستخدم في صعود النخلة الطويلة لأجل جني التمور وكل هذه نشتغل بها ونمتهن عملها المحبب إلينا من خلال الاستفادة من النخلة ونقوم أيضاً ببيع ما تصنعه النساء لمثل هذه الأصناف والأعمال اليدوية التي ذكرت وخصوصاً التي (يسغنها) أو (يجدلنها) النساء من خوص النخل.
وتلك الأعمال تأخذ وقتاًَ إذ يتم تربيص الخوص بالماء حتى يلين للعمل ولا يتكسر بعد ذلك نقوم ببيعها.
عندي أقفاص وكراسي من جريد النخل
كما تحدث لنا سليمان بن عبدالله الطاهر والذي يبلغ من العمر قرابة ستين عاماً وشرح لنا طبيعة عمله التي يقوم بها وهو تصنيع أقفاص للطيور وغيرها وكذلك عمل الكراسي والطاولات المختلفة الأحجام ويتراوح زمن تصنيعها وحبكها من (3-5) أيام تقريباً وهذه الصنعة تدوم فترة طويلة دون خرابها أو تكسرها وضعفها وكل هذه الأعمال من جريد النخل وهي (العسبان) ويتم عملها وهي مخضرة قبل أن تكون عضلة ويابسة فهي أي العسبان لا يمكن أن نصنع منها شيئاً إلا وهي ليّنة حتى نستطيع أن نحركها على أي حال ونربطها ببعضها.
ويمتهن الطاهر هذه الحرفة لأكثر من عشرين سنة وهو مسرور بتواجده في مهرجان التمور لكي يطلع الزوّار على حرفة ومهنة آبائهم وأجدادهم وأوضح بأن أسعار تلك الأقفاص تتراوح حسب حجمها وأغلبها بثلاثين ريالاً أما الكراسي بمائتي ريال والحمد لله كما قال هناك من يشتري لأجل التراث فقط والاحتفاظ به.