Sunday 21st september,2003 11315العدد الأحد 24 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

البدع حضارة وتاريخ البدع حضارة وتاريخ

*كتب: عبدالرحمن العطوي
تقع البدع في الطرف الشمالي الغربي من المملكة وتبعد عن مدينة تبوك بأكثر من 225 كم غرباً على الطريق المؤدي من حقل إلى مكة المكرمة مروراً بضباء والوجه وأملج وتبعد عن أقرب نقطة من البحر 28 كم ويرجع سبب تسمية البدع بهذا الاسم إلى البئر الذي أبدع في عمله ويروى أن هذا الاسم الحقيقي للبدع هو (مدين) حيث ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة القصص قال تعالى:( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل) الآية 22 من سورة القصص وقال تعالى: (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير).
ويوجد بالبدع مدائن شعيب عليه السلام وهي عبارة عن كهوف منحوتة داخل الجبال بطريقة هندسية رائعة التنظيم تنم عن حضارة قديمة والبدع منطقة سياحية وأثرية وزراعية وتجارية حيث يوجد بها جمال الطبيعة والجبال العالية ذات الألوان الزاهية تكسوها الخضرة والثلوج في الربيع ويمر وسطها وادي عفال وهو من أكبر الأودية في المنطقة.
وما يجعل الإنسان يتأمل كثيراً في قدرة الله سبحانه وتعالى وكيف كانت القدرة البشرية في العصور الماضية خصوصاً أن مدائن شعيب عليه السلام بالبدع من أهم المدن التاريخية والتي تلقى الاهتمام الكبير من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك لكونها بيوت منحوتة في الجبال وداخل هذه البيوت غرف عدة، كما شيدوا لها المقابر منفصلة عن بيوت السكن ورسمت بعض النقوش الزخرفية الإسلامية بطريقة هندسية جميلة وطريقة نحت هذه البيوت تأتي من ناحية سفح الجبل ؟؟ وينحتون الجبال بطريقة عكسية لتفادي دخول الأمطار لمنازلهم.
وتم اختيار هذه البيوت في مواقع مرتفعة عن خطر السيول لوقوع البدع في عفال وهو أكبر الأودية طولاً واتساعاً وكثرة روافده وما يتبعه من أودية وشعاب وتم اختيار هذه البيوت بالجبال وليس السهول للأهمية الاستراتيجية بالنسبة للحروب.
ويبدو أن هذه الآثار رغم تقلبات عوامل الجو كالرياح والأمطار والشمس عليها آلاف السنين قد قاومتها وجعلتها عاجزة عن محو فن المعمار النبطي المتعلقة بالحياة الأخرى محواً تاماً.
البدع في كتب الرحلات
في كتاب نزهة المشتاق في اختلاف الآفاق للإدريسي المتوفى 560 هـ جاء الحديث عن منطقة تبوك حيث تحدث عن ذلك الدكتور مسعد عيد العطوي عضو مجلس الشورى في كتاب (تبوك قديماً وحديثاً) وقال عن البدع (وعلى ساحل القلزم مدينة مدين وهي أكبر من تبوك وبها البئر التي استقى منها موسى عليه السلام لسائحة شعيب ويحكى أنها بئر معطلة وقد عمل عليها بيت وماء أهلها من عين تجري إليهم وسميت مدين بالقبيلة التي كان منها شعيب وبها معايش ضيقة وتجارات كاسدة ومنها مدينة مدين إلى أيلة خمس مراحل ومن أيلة إلى الجار نحو من عشرين مرحلة ومن مدين إلى تبوك في البرية شرقاً ست مراحل ومدينة تبوك بين الحجر وبين أول الشام وأول الشام منها على أربع مراحل في نحو نصف طريق الشام ولها حصن يطيف بها وشرب أهلها من عين ماء خرارة وبها نخيل كثير ويقال أن أصحاب الايكة الذين بعث الله إليهم شعيباً كانوا بها وكان شعيب من مدين.
والحجر من وادي القرى على مرحلة وهو حصن نظيف بين الجبال وبها كانت ديار ثمود وبها بيوت منقورة في الصخر وأهـل الحجر وتلك النواحي يسمونها الأثالب وهي جبال ذاتها متصلة في العيان حتى إذا توسط المار بها كانت قطعة منها قائمة بذاتها يطاف بكل واحدة منها من غير أن يمازج بعضها أو يختلط بعضها ببعض وبها الآن بئر ثمود ويحيط بالحجر من كل ناحية جبال ورماد لا يكاد أحد يرتقي إلى ذراها إلا بعد جهد ومشقة.
وقيل في كتب المؤرخين عن البدع أن ماءها طيب جداً وحلو خفيف نابع وبها عنب أسود في غاية الحلاوة وتسمى مغاير شعيب عليه السلام وقيل أنها بلدة على ساحل البحر الأحمر كثيرة الفواكه والمياه الغزيرة وسكانها أعراب أهل بادية وكانت قبل ذلك مدينة ، وأن أثر البناء باقٍ فيها حتى الآن ويقال أن فيها كان شعيب يأوي بغنمه وبازائه بئر كبير معطلة وبجانبها بركة ويقال أن هناك كانت البئر التي سقى منها موسى عليه السلام غنم شعيب عليه السلام وفي ذلك الوادي دوم طويل كأنه نخل صنوان وغير صنوان.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved