Sunday 21st september,2003 11315العدد الأحد 24 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
رسائل إلى وزارة التربية والتعليم «2»
الوزارة.. كيف تعامل منسوبيها؟
عبدالرحمن بن سعد السماري

دعونا نواصل حديثنا عن وزارة التربية والتعليم.. وهي إحدى الوزارات المهمة الرائدة.. التي خطت خطوات جيدة للأمام ولا يمكن لأي منصف.. إلا أن يشيد بهذه الخطوات.
** كما يجب أن نوضح مرة أخرى.. أن نقد بعض الجوانب في عمل الوزارة.. لا يعني.. أن الجوانب الأخرى خاطئة أو سلبية أو أن الوزارة كلها أخطاء ولكن نقول: إنها وزارة كبيرة ضخمة عملاقة.. تعمل ليل نهار ويعتريها الصح والخطأ مثل غيرها.
** لقد تحدثنا في زاوية الأمس عن أحد هذه الجوانب.. وهو الصرامة.. بل العنف والقسوة في نقل المعلمين والمعلمات.. وإخضاع ذلك لأحكام قاسية للغاية.. وإسناد المهمة للعمل الآلي.. الذي لا يعرف «زيد ولا عبيد» إلا إذا عُبث فيه.. وهذا صعب..
** وقد قلنا.. إن كلاً من المعلم والمعلمة.. يؤدي رسالة تربوية مهمة للغاية.. يحتاج معها إلى مناخ جيد.. وأجواء طيبة تعينه على الالتفات لأداء هذه الرسالة الجسيمة الخطيرة.. ومتى شعر أنه في ضيق أو ضنك أو كدر أو «مغصوب».. فلن ينتج إلا الفشل.
** وقلنا.. إن الوزارة تعاملت مع المعلمين والمعلمات كعمال في حقل أو عمال منجم فحم.. أو جنود في كتيبة مشاة.
** أما النقطة الثانية.. وهي بدون شك امتداد للنقطة الأولى.. وهي علاقة جهاز الوزارة «مسؤولي الوزارة الكبار» بموظفي ومنسوبي الوزارة.. من «معلمين.. ومعلمات.. وموظفين وسائر منسوبي الوزارة».
** المعلمون والمعلمات.. والموظفون والموظفات يقولون.. إنها علاقة جافة ناشفة «صحراوية» للغاية.. يسودها الجفاء والجفوة والخشونة.. بل الرعونة أحياناً.
** يسودها أسلوب القسوة والقوة.. ولذلك.. كثر غياب المدرسين والمدرسات.. وتكثر إجازاتهم.. وتكثر أعذارهم.. وتكثر أمراضهم.. وتكثر إحباطاتهم.. ومشاكلهم.. وتكثر مراجعاتهم لعيادات القلب والأعصاب والقولون وعيادات الأمراض النفسية.. ويكثر تدافعهم أمام «الرقاة» ومفسري الأحلام.. وتكثر وساوسهم وهواجيسهم وأعصابهم متوترة.. وهناك من «يْصفِّقْ» ابنه دون سبب.. وهناك من «يِنْسِفْ» شماغه على كتفه و«يْهِيْجِن» في غرفة المدرسين.. والسبب.. أن بينهم وبين الوزارة.. ستاراً حديدياً عنيفاً..
** يقول هؤلاء المدرسون والمدرسات: لقد حاول أصحاب الأعذار والظروف القاهرة القسرية مراجعة الوزارة لشرح ظروفهم ونقل معاناتهم والتماس إيجاد حل مناسب لها.. حتى لو إجازة استثنائية طويلة الأمد.. لكنهم قوبلوا بالقسوة والسخرية والاستهزاء.
** لم يجدوا من يلتفت أويصغي لهم.. لقد وجدوا من يستلم خطاباتهم وأوراقهم ثم يرميها ويقول.. ارجع لوظيفتك.. ارجع لعملك.. وإلا «سَنَّعْناك»؟!!
** وإذا كانت الحالة هكذا.. فلماذا يجلس المسؤولون هناك لمقابلة «الجمهور»؟ لماذا يستقبلون الناس؟
** هل «الهوش» هو تلمس احتياجات الناس والتفاعل مع مشاكلهم والغوص في همومهم؟
** هل هذا يتفق مع سياسة الدولة التي تحرص أشد الحرص وتشدد دوماً على ضرورة التواصل مع المواطن وتلمس احتياجاته وتحسس أوجاعه وحل مشاكله؟
** هل المسألة.. مسألة «شكل صوري» لمقابلة الناس يعقبه «هوش ومحاسبة ومعاقبة»؟
** هل الوزارة تحاول إلجاء المدرسين والمدرسات إلى الاستقالة؟
** هل الوزارة تجهل.. أن هؤلاء.. يمارسون عملاً تربوياً خطيراً؟
** هل الوزارة.. تجهل.. أن عقول وتوجهات وأفكار الأجيال القادمة في أيدي هؤلاء؟
** هل الوزارة.. عاجزة عن حبل ود مع هؤلاء؟
** هل الوزارة.. لا تملك غير قضية.. «الكمبيوتر» والتعامل الآلي مع البشر؟
** إذاً.. ليوضع حاسبٌ آليٌّ ضخمٌ.. يأتي كل مدرس ومدرسة ويدخل بياناته وينتظر رد الجهاز وكفى.. ولا يحتاج إلى فلان وعلان.. ولا إلى مقابلة «جمهور» وتضييع وقت الناس.. مع أن النتيجة «صفر».
** هل نطلب دورات لمنسوبي الوزارة.. نعلمهم أن المسألة.. مسألة تربية وتعليم.
** الوزارة اليوم.. تضم بين أحشائها أكثر من عشرة ملايين إنسان.. بين مدرس وموظف وطالب.. ومثلهم نساء.. وهم يعملون في أخطر المهن في المجتمع.. فهل يُعقل أن تتعامل معهم الوزارة هكذا؟
** كيف سيكون حالنا بعد سنوات.. في ظل هذا التعامل «الغليظ».. تعامل «العصا الغليظة» مع رجال التربية والمسؤولين عن الأجيال؟
** الحمد لله.. أن الوزارة لم تضع عند البوابة «فلكة» وتقول.. هذا مصير كل مراجع.. ولكن ما يحصل بالداخل.. قد يفوق مثل هذه الفلكة مرات ومرات..
** إنني أثق.. أن المدرسين والمدرسات.. يتمنون لو علقوا بالفلكة عشر مرات ولم يقابلوا ويعاملوا هكذا..
** إنه من المؤسف حقاً.. أن نسمع من المدرسين ومعهم المراجعون.. هذا الأسلوب الجاف..الذي تتبناه الوزارة مسلكاً للتعامل مع كل مراجع.
** نعود ونؤكد.. أن القضية ليست مجرد قضية استقبال المراجعين.. وليست قضية حدَّدنا وقتاً لاستقبالهم.. بل القضية تفهم ما لديهم وفحص أوراقهم والتعامل معهم بجدية.. والإصغاء للمطالب المشروعة وتلمس احتياجات الناس.. ونحن نلتمس من الوزارة أن تعدل من هذه المنهجية التي لا تناسب أبداً أبداً..
** كيف تمنع الوزارة.. الضرب في المدارس وتقول.. إن ذلك تطبيق للتربية الحديثة.. ثم تعامل المدرسين والمدرسات معاملة لا تتفق مع أصولها؟

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved