* حائل - احمد الغصوني:
أكثر من 800 دارس وبأعمار مختلفة استفادوا من اقامة الحملة الصيفية للتوعية ومحو الامية المقامة صيف هذا العام في الحائط «250 كلم» جنوب حائل. وقد حظيت هذه الحملة بمتابعة من وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للتعليم الموازي الدكتور صالح بن موسى الضبيبان الذي قام بزيارة لموقع الحملة برفقة المشرف العام عليها مدير عام التربية والتعليم بمنطقة حائل الدكتور رشيد بن فهد العمرو وقفا خلال الزيارة على سير العمل.
حديث عن الحملة:
تحدث مدير الحملة الصيفية للتوعية ومحو الامية بقطاع الحائط الاستاذ نايف بن معلث المقوعي مدير التعليم الموازي بالادارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة حائل عن الحملة والهدف من اقامتها والمراكز التي اقيمت بها وعن المدة التي تستغرقها وعدد من الجوانب الاخرى المتعلقة بالدارسين والصعوبات التي واجهت القائمين عليها فقال:
انطلاقا من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين حفظهما الله تقوم وزارة التربية والتعليم بجهود كبيرة وحثيثة لإيصال التعليم الى كافة مناطق المملكة مهما بلغت التكاليف والمشقة ومحو الامية والقضاء عليها وقد تم اختيار قطاع الحائط بناء على ترشيح المشرفين التربويين بتعليم الكبار بالادارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة حائل وعند رفع التقرير للوزارة اقر المشرف التربوي الاستاذ عبد الرحمن الجهيمي الموقع بعد ان زاره واطلع عليه عن كثب مؤيدا ما تقدمت به الادارة العامة وقد تقرر ان يكون المركز الرئيسي في قرية بدع ابن خلف الذي يبعد عن مدينة حائل حوالي 300 كم تقريبا الى الجنوب وهناك اربعة مراكز اخرى في كل من صفيط 35 كم، وعماير بن هديبان 40 كم، والدابية 28 كم والمجصة والمجيصة 30 كم عن المركز الرئيسي.
وقد قامت ادارة الحملة منذ الوهلة الاولى بالعمل على الاعداد والتجهيز لإنجاح الحملة وتحقيق الهدف المنشود منها فتم تجهيز المقرات بكل ما يلزم من وسائل تعليمية مختلفة وكتب ودفاتر وأقلام ومساطر وكل ما يحتاج الدارس ثم بدأ التسجيل وقد لاقينا اقبالا كبيرا من الاهالي وحرصاً شديداً على الالتحاق بالحملة ورغم التأكيد على انها مخصصة لمن لا يعرف مبادىء القراءة والكتابة الا ان هناك من يحاول التسجيل حتى ان هناك من حملة الثانوية العامة والمتوسطة بل وهناك «جامعيون» حاولوا التسجيل فيها وهو من المواقف الطريفة التي مرت علينا وقد اقنعناهم بنوعية المستهدفين فاقتنعوا كما ان هناك من كبار السن من قال هل يمكن ان توفروا لنا وظائف عندما نحصل على شهادة؟ قلنا لو كنت في وظيفة لكنت متقاعداً من سنين طويلة فكيف تريد ان تتوظف الآن؟
ويدرس في الحملة التربية الاسلامية واللغة العربية والرياضيات بالاضافة الى الانشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية والمحاضرات والندوات ومسابقات حفظ القرآن الكريم والتثقيف الصحي. وقد انطلقت الحملة في 28/4/1424هـ واستمرت لمدة شهرين على فترتين صباحية ومسائية يقوم بالتدريس فيها نخبة من المعلمين المميزين على مستوى المملكة طيلة ايام الاسبوع وهناك متابعة مستمرة من قبل الوزارة كما حدث عندما قام وكيل الوزارة المساعد للتعليم الموازي الدكتور صالح الضبيبان بزيارة الحملة في المركز الرئيسي والمراكز الفرعية وكذلك الاستاذ محمد المهنا مدير عام تعليم الكبار بالوزارة وكذلك متابعة مستمرة من قبل المشرف العام على الحملة سعادة مدير عام التربية والتعليم بمنطقة حائل الدكتور رشيد بن فهد العمرو ومشرفين تربويين.
دروس ودارسون:
وعن الدارسين قال المقوعي بلغ عدد الدارسين حوالي 800 دارس وهم من فئات سنية مختلفة ولكن الاغلبية من كبار السن وأكبر دارس لدينا يقارب عمره 100 عام «مائة عام» وأصغرهم حوالي 13 سنة وهناك عدد من الاشقاء يصل الى اربعة او خمسة تجد معهم والدهم ويأتي اقبالهم بسبب حرصهم على تعلم امور دينهم مثل قراءة القرآن الكريم ونواقض الوضوء وبعض الاحكام الاخرى .
كما ان هناك جوائز نقدية وعينية للمتميزين وقد سجل لدينا في احد المراكز حوالي 350 دارس تمت تصفيتهم بعد الفرز الى 204 دارس بعد الاستعانة بمعرف القرية والمدرسين فيها ولا يزال التسجيل مستمرا حيث ان البعض يتعذر بعدم العلم بالحمل وبعد المسافة ومراعاة لظروفهم وحرصا على الاستفادة القصوى من الحملة نقبل الدارسين، وسيمنح الدارس في نهاية الحملة شهادة مشاركة.
وعن الصعوبات قال هناك عدد من الصعوبات التي نتغلب عليها بالعزيمة والاصرار لنجاح الحملة وتحقيق الهدف المنشود منها ومن ذلك وعورة الطريق وحرارة الجو اللاهب في فصل الصيف مع قلة وسائل الاتصال وانعدامها في بعض الاماكن وبعدالأماكن التي تتوفر بها الخدمات الضرورية مما يرهقنا ولكن كل ذلك يهون من اجل ايصال الرسالة التي تحملناها ونطمح لأن تكون النتيجة بقدر الجهد وهناك تفاؤل نظرا للمؤشرات الاولية حيث اصبح كبار السن يقرؤون القرآن ويحفظون بعض السور القصيرة ويتعرفون على بعض الحروف قراءة وكتابة ولديهم اصرار عجيب على التعلم لتعويض ما فاتهم في السنوات السابقة مما ينبئ بأنهم استفادوا ونتوقع ان تكون الاستفادة اكبر مع نهاية الحملة وأن تكون النتائج مرضية لما لمسناه من خلال قربنا منهم.
وفي نهاية حديثه قدم مدير الحملة بقطاع الحائط شكره وتقديره لولاة الامر على حرصهم وبذلهم اللا محدود لمحو الامية كما قدم شكره للمسؤولين في وزارة التربية والتعليم على توفير كل المستلزمات بما يضمن نجاح الحملة وتحقيق الهدف من اقامتها.
| 
