إن الناقل لثقافة الآخر والذوبان في طروحاته والدعوة لاتباع أفكاره يؤكد على عدم وعيه بل وجهله بمخاطر ما ينقله من نظريات ومفاهيم وأفكار، والأخطر من ذلك عندما يعلم بأهداف ومقاصد ما ينوي نشره وإذاعته بترسيخ الثقافة الأخرى بكل ما تحويه من غث وسمين.
وربما نسي أو تناسى هذا الناقل أيا كان وصفه أستاذا أم كاتباً أم خطيباً أم ما سواه وأيا كان أسلوبه ترجمة أم تعريبا أم اقتباسا أن ثقافتنا المحلية لها مواصفاتها وظروفها وتاريخها وقبل ذلك دينها وعقيدتها التي تختلف تماما عن المجتمع المنقول عنه في كافة مجالات الحياة وجوانبها المختلفة.
إذاً، فإن هذا النقل وبهذا الأسلوب هو صورة من صور التبعية الثقافية والاضمحلال الفكري والجهل المركب، والخطورة في هذا المنحى أن ذلك يؤدي إلى إيجاد جيل بل أجيال لا تعرف الإبداع ولا تعرف طريق الفكر ولا تعلم حقيقة وكنه الرؤى ومدى التصور الواسع للحياة.
وبالتالي فإن ذلك يخلق فجوة وانقطاعا بين الواقع الملموس للمتلقي طالبا أو قارئاً أو مستمعا في مجتمعه وبين ما يطرحه هذا الناقل من رؤى أو أفكار أو نظريات أو أحاديث أو روايات الأمر الذي ينتهي إلى وأد الحلول المبتكرة وكبت الإبداع وتعميق ثقافة التبعية ولا نبعد عن الحقيقة إذا قلنا ان ضعف الثقافة المحلية هو نتيجة متوقعة لهذا النقل.
|