توفي يوم الجمعة الموافق 15/7/1424هـ أحد اعلام هذه البلاد في دعم الخير واعمال البر إنه الشيخ محمد بن صالح بن سلطان.. فقد كان رحمه الله سباقاً في اعمال الخير ودعمها خصوصاً ما يتعلق بتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه.
لقد كان صاحب تجربة فريدة في مدارسه «مدارس الصالحية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم» التي انشأها في مسقط رأسه محافظة حريملاء هذه المدارس التي تعتبر بحق نموذجاً فريداً بين جمعيات تحفيظ القرآن الكريم حيث إنه رحمه الله هو الذي اسس هذه المدارس وقام بإنشاء وإعمال مبانيها، وهو الذي يقوم بالانفاق عليها من رواتب المدرسين والمدرسات ونقل الطلبة من وإلى هذه المدارس وجعل لها إدارة مستقلة أسس لها نظاماً خاصاً تسير عليه كما جعل رحمه الله لكل طالب وطالبة ملتحق بهذه المدارس مكافأة شهرية مجزية وهذا ما لايوجد له مثيل في جميع جمعيات تحفيظ القرآن الاخرى هذه المدارس والتي اصبحت بحق أحد معالم محافظة حريملاء وتتميز به على باقي المدن والمحافظات الاخرى والتي أصبح يلتحق بها مئات الطلاب والطالبات ولقد كان رحمه الله يقيم سنوياً حفلاً كبيراً لتكريم الحفظة والحافظات من هذه المدارس يحضره شخصياً ويقوم بتوزيع المكافآت المجزية عليهم تشجيعاً لهم على حفظ كتاب الله.
قبل عدة سنوات وكما هي عادة الجمعيات الخيرية في الكتابة لاهل الخير والاحسان لدعمها كان من ضمن من كتبت إليه الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة ثادق الشيخ محمد بن صالح بن سلطان فما كان منه رحمه الله إلا ان رد على خطابنا بخطاب يطلب فيه عقد اجتماع معه لمناقشة دعم الجمعية وكيفيته، وفعلاً تم اللقاء معه في منزله بمدينة الرياض وهي المرة الاولى التي التقي به وكنت قد سمعت عنه كثيراً في دعم اعمال الخير والمسارعة في ذلك خصوصاً ما سمعته من احد المقربين إليه وهو الشيخ إبراهيم بن محمد اليحيى كاتب عدل حريملاء ومدير مدارس الصالحية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ولقد كان اللقاء معه رحمه الله لقاءً فريداً وجميلاً حيث كان رحمه الله ذا منطق رائع وعبارات دقيقة يجبر المتحدث معه على احترامه والسماع منه ثم لما دار الموضوع حيال دعم الجمعية رأى ان يكون ذلك بشيء دائم له أثر ملموس وطلب ان يكون عبارة عن تأمين مقر ومبنى مناسب لدار الهداية النسائية لتحفيظ القرآن الكريم بثادق وفعلاً قام رحمه الله بشراء مبنى مناسب لهذه الدار ولما احتاجت هذه الدار لبعض التوسعة واضافه بعض المباني بادر رحمه بالتبرع بذلك ايضاً ولقد اصبحت هذه الدار ولله الحمد تضم مئات الطالبات ممن يتعلمون كتاب الله ويحفظونه. في اواخر عام 1422هـ ولما قامت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة ثادق بإقامة حفل لتكريم حفظة كتاب الله في حلقها والذي كان على شرف سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وبحضور بعض الاعيان كان من ضمن الاعيان الحاضرين الشيخ محمد بن سلطان رحمه الله فقد لبى الدعوة في الحضور رغم مرضه وصعوبة تنقله رحمه الله، وقام بإلقاء كلمة رائعة في ذلك الحفل ولم ينس كعادته دائماً أن يكرم الحفظة في ذلك الحفل حيث تبرع لكل حافظ وحافظة بمبلغ مالي مجزٍ. هذه بعض اعمال الشيخ وبعض المواقف التي شاهدتها وعاصرتها بنفسي معه رحمه الله وغيرها كثير.
واخيراً كم اتمنى من اولاده- وفقهم الله- ان يقوموا بإنشاء جمعية خيرية تحمل اسمه يكون هدفها دعم المشاريع الخيرية التي انشأها الشيخ أو كان يدعمها لكي تستمر هذه المشاريع في عطائها ونشاطها، سائلاً المولى عز وجل ان يتغمد الشيخ برحمته وان يسكنه فسيح جنته وان يضاعف له الاجر والثواب على ما قدم في اعمال الخير وان يبارك في ذريته وان يجعلهم يسيرون على طريقته في دعم اعمال الخير انه سميع مجيب.
* قاضي محكمة محافظة ثادق - ورئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بثادق
|