** دخلت المدرسة.. كل شيء رتيب عدا وضعي المادي.. أن مؤشره لا يستقر بل هو يتجه دائماً نحو الأسفل..
مات أبي ولحقته أمي.. ولم يتركا لنا سوى بيت ملك نشكر الله عليه صباحاً ومساءً!
أخي يعمل في «كابينة هاتف» براتب 1700 ريال.. وهو خريج ثانوية.. وأنا حصلت منذ ثلاثة أعوام على شهادتي الجامعية التربوية فوجدت هذه المدرسة فرصة ممتازة أحاول أن أرمم فيها شروخ الفقر التي تعاني منها أسرتي بأفرادها اليتامى..
اخوة وأخوات.. يدرسون..ولهم متطلبات كثيرة.. راتبي ألفا ريال.. ونتساند أنا وشقيقي ونحاول أن ندفع بالحياة إلى حيث ننجو من الجوع والحاجة..
ليلة البارحة.. كانت ليلة صعبة فكنا في المكتبات نأخذ احتياجات المدارس.. وكان المصروف المحدد لذلك زهيداً جداً وظل سؤال ممض وحارق يلاحقني أنا وشقيقي.. كل الأشياء ترتفع فلِمَ لا ترتفع رواتبنا هي الأخرى؟!
كيف لنا أن نلاحق هذا الفك الشره الذي لا يشبع؟!
لِمَ لا يزيد صاحب الكابنية راتب أخي.. وهو يعلم أنه شاب سعودي وابن البلد ويتيم ويرعى اخوته الأيتام ولماذا لا تزيد صاحبة المدرسة التي أعمل فيها راتبي ألا تعلم انني معلمة سعودية.. بنت البلد.. ويتيمة وأرعى اخواني الأيتام.. عدنا من السوق وكثير من الأحلام تبعثرت في الطريق.. وماتت عند فم حافظة النقود الزهيدة.
جئت هذا الصباح ضائقة الصدر.. اتأخر قليلاً.. فأخي دوامه مبكر جداً.. يفتح المحل.. ثم يستأذن ويأخذني للمدرسة.. إذاً لا إمكانية لاستئجار سيارة لإيصالي.. وستزداد الأمور صعوبة حين تبدأ الدراسة.. لكن الله المستعان..
نستكمل بعد غدٍ!!
|