قوات التحالف تدرس الانسحاب من بعض المدن الآمنة وتسليمها للشرطة العراقية
مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في كمين..واعتقال ثمانية يحضرون لهجوم إرهابي

  * بغداد - الوكالات:
أعلن متحدث عسكري اميركي أمس الجمعة أن ثلاثة جنود اميركيين قتلوا وجرح اثنان آخران في وقت متأخر من مساء الخميس في كمين نصب لهم بالقرب من تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وقال الكابورال فيرنون اودونيل أن الجنود التابعين لكتيبة المشاة الرابعة تعرضوا لهجوم على بعد ثمانية كيلومترات إلى غرب مدينة تكريت بوسط العراق.
واضاف أن «الجنود كانوا يفتشون موقعا يشتبه بأنه يضم مدافع هاون عندما تعرضوا للكمين» مضيفا أن الحادث اسفر عن مقتل ثلاثة جنود وجرح اثنين آخرين.
وقد وقع الاشتباك مساء الخميس بعد انقضاء يوم تعرضت خلاله القوات الاميركية لهجوم على احدى قوافلها في غرب بغداد واشتعال حريق في انبوب نفط في شمال العراق، غداة رسالة منسوبة إلى الرئيس السابق صدام حسين دعا فيها إلى تكثيف المقاومة.
وكان ثمانية جنود اميركيين قتلوا في هجوم على قافلة في مدينة الخالدية غرب بغداد، وجرت بعدها تظاهرة فرح في موقع الهجوم تخللتها شعارات تأييد لصدام حسين.
واوضح شاهد عيان. محمود علي «45 عاما»، من سكان الخالدية أنه رأى ثمانية جنود ينقلون خارج الآلية وهم مصابون بحروق بالغة، في حين افاد شاهد آخر يدعى يوسف علي انه شاهد اربعة.
واصيب مدنيان عراقيان بجروح من جراء اطلاق نار عقب الهجوم، بحسب الشهود.
وأعلن الجيش الاميركي في بغداد عدم علمه بهذا الحادث، مشيرا إلى اصابة جنديين اثنين بجروح في هجوم بالمتفجرات والاسلحة الرشاشة على قافلة في منطقة تقع إلى شرق المنطقة المذكورة.
وأعلن الجنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الاميركية والبريطانية في العراق أن حريقا اندلع في انبوب نفط شمال بيجي على بعد 200 كلم شمال غرب بغداد، مضيفا انه لم يعرف بعد ما اذا كان نتيجة عمل تخريبي.
والانبوب الذي يربط كركوك شمالا بمصفاة بيجي ينقل القسم الاساسي من النفط الذي يصدر إلى ميناء جيهان التركي انطلاقا من هذه المدينة.
وفي الموصل على مسافة 396 كلم شمال غرب بغداد، اصيب جنديان اميركيان بجروح في هجومين استهدفا القوات الاميركية منذ مساء الأربعاء.
وأعلن ناطق باسم الفرقة الـ82 المجوقلة في بغداد اأن خمسة قذائف استهدفت مركز العمليات المدنية والعسكرية في الموصل، مشيرا إلى ان شخصين اصيبا بجروح طفيفة ولحقت اضرار بعدة سيارات.
واطلقت في الوقت نفسه قنابل يدوية وقذائف آر بي جي على فندق تشغله القوات الاميركية، ما ادى إلى تدمير احدى الغرف، بحسب ما افاد بعض العاملين في الفندق.
كذلك تعرضت قافلة اميركية من تسع آليات لهجوم مساء الخميس بالقنابل اليدوية والقذائف عند المدخل الجنوبي للموصل، والقى مجهولون قنبلة يدوية على سيارة عسكرية اميركية امام مطعم. بحسب شهود.
وفي كركوك، هاجم عشرات الاكراد بالحجارة مجموعة من الجنود الاميركيين والشرطيين العراقيين لمنعهم من ازالة اعلام كردية من هذه المدينة التي تضم اقليتين كبيرتين عربية وتركمانية.
من جهة اخرى ذكرت شبكة سي ان ان الاخبارية الامريكية أن قوات التحالف في العراق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تدرس مسألة الانسحاب من بعض المدن العراقية المستقرة وتسليمها للقوات العراقية للاشراف الامني عليها وادارتها.
ذكرت الشبكة نقلا عن الليفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات البرية العاملة في العراق.
وأوضح سانشيز أن المسألة الرئيسية هي قدرة التحالف الذي تقوده واشنطن على بناء قوات أمن عراقية قادرة على الاهتمام بالمشاكل الأمنية داخل أي منطقة يقوم التحالف بإخلائها.
وأكد سانشيز أنه مستعد للانسحاب الفوري من أي مدينة عراقية اذا ما توفرت أوضاع مستقرة في أركانها.. مشيرا إلى أنه يبحث في الوقت الحالي في ماهية المدن التي تسمح اوضاعها الامنية بالانسحاب منها.
وقال: إن قوات التحالف ستواصل التنسيق الشامل مع القوات العراقية التي ستشرف على المدن التي تنسحب منها قوات التحالف.
من ناحية اخرى كشفت مصادر أمنية في مدينة البصرة جنوب العراق النقاب عن اعتقال ثمانية أشخاص في بلدة الفاو التي تقع أقصى جنوب العراق بينما كانوا يحاولون تفجير مقر أحد الأحزاب الاسلامية في البلدة.
ونقل راديو لندن عن هذه المصادر قولها إن المعتقلين كانوا يحملون أسلحة وقنابل يدوية وإن المعتقلين اعترفوا خلال التحقيقات الأولى بأنهم ينتمون إلى تنظيم ارهابي وانهم تلقوا تعليمات بالقيام بهذه العملية.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن الشرطة العراقية مازالت تحقق مع الأشخاص الثمانية الذين لم يكشف النقاب عن جنسياتهم.