* بغداد - الوكالات :
سلم وزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم احمد، احد المطلوبين العراقيين الـ55، نفسه للقوات الاميركية في مدينة الموصل شمال العراق أمس الجمعة. طبقا لما صرح به وسيط في عملية الاستسلام.
وقال داود باغستاني المسؤول في اللجنة العراقية لحقوق الانسان في مؤتمر صحافي في مدينة الموصل شمال العراق أن الوزير السابق سلم نفسه في منزله بالموصل بعد وعود اميركية بأن القوات الاميركية ستحسن معاملته.
وأضاف باغستاني أنه «ليس هناك اي ثمن سياسي او مادي» للاستسلام مؤكدا أن «اسم «الوزير السابق» سيشطب عن قائمة الـ55» الاميركية للمطلوبين.
وأوضح باغستاني ان العملية تمت بالتنسيق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
وباستسلام وزير الدفاع العراقي السابق يصل إلى 40 عدد من قتلوا او اعتقلوا من المطلوبين الـ55.
وقال باغستاني إن القادة الاميركيين وعدوا بمعاملة احمد باحترام لانه «لم يرتكب أية جرائم».
وأوضح باغستاني أن الوزير السابق اكد أنه سلم نفسه طوعا «ونأمل في أن تفتح صفحة جديدة «...» وننسى الماضي».
واكد باغستاني لقد اخبرنا «القادة الاميركيين» اننا لسنا مخبرين واننا لا نبيع «...» سلطان هاشم الذي يستحق التقدير والاحترام.
وصرح باغستاني للصحافيين «سلطان هاشم ليس مسؤولا عن سقوط بغداد «في ايدي القوات التي قادتها الولايات المتحدة في 9 نيسان/ابريل» او عن ما حدث «...» لم يكن «احمد» صانع قرار رغم انه كان وزيرا للدفاع».
وقال حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وغيره من الاحزاب الكردية العراقية الرئيسية انها القت القبض على نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في الموصل الشهر الماضي وسلمته للقوات الاميركية.
كما كانت الموصل مسرحا لعملية مداهمة اميركية ضخمة قتل خلالها عدي وقصي نجلي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في 22 تموز/يوليو بعد تلقي معلومات عن مكان وجودهما.
ولم تتمكن القوات الاميركية حتى الآن من القاء القبض على صدام حسين رغم عمليات المداهمة التي تشنها في كافة انحاء البلاد لالقاء القبض عليه.
وأكد باغستاني نقلا عن المسئولين الامريكيين انه سيكون لوزير الدفاع العراقى السابق وضع مميز ومعاملة خاصة.
وأضاف انه تم استقباله وعائلته من قبل الجنرال الامريكى باتريوس باحترام كبير.
واستطرد قائلا ان هاشم وأسرته وبعض وجهاء عشيرته وجهوا الشكر لمسعود البارزانى زعيم الحزب الديمقراطى الكردستانى والى جميع الذين ساهموا في التوصل إلى هذه التسوية مشيرا إلى ان الامريكيين لا يعتبرون هاشم من العناصر السيئة لانه لم يرتكب جرائم ضد الشعب العراقي.
وتابع باغستاني أن الجنرال الامريكى باتريوس قابله بحفاوة بالغة وتقدير كبير وخاطبه بسيادة الوزير وضرب له التحية العسكرية عندما سلم نفسه فيما كان هاشم بلباسه المدنى ويحمل مسبحة في يده وكانت صحته جيدة ومعنوياته عالية ويتكلم بكل شجاعة مع المسئولين الامريكيين مدافعا عن موقفه خلال الحرب على العراق باعتباره كان يؤدي واجبه.
ونفى داود باغستاني أن يكون هاشم قد خان بلده خلال وجوده في منصبه وانه ليس سبب سقوط بغداد.. وقال .. إن الذين يتحملون ذلك هم من كان في ايديهم القرار وهاشم لم يكن في يده أي قرار رغم انه كان وزيرا للدفاع.
من جانبهم قلل محللون سياسيون عرب من أهمية عملية تسليم وزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم نفسه للقوات الامريكية واستبعدوا أي تأثير سلبي لها على المقاومة العراقية التي تتصاعد يوما بعد يوم ضد القوات الغازية.
وقال المحلل السياسى الدكتور ظافر العاني أن هاشم كان نزيلا في احد المنازل منذ سقوط بغداد في التاسع من أبريل الماضي وانه اجرى مفاوضات مع عدد من الوسطاء الاكراد منذ فترة معينة لتسليم نفسه شرط ان يحذف اسمه من قائمة الـ55 الامريكية وعدم معاملته بطريقة مهينة كما حدث لطه ياسين رمضان النائب السابق للرئيس العراقي صدام حسين.
واستبعد العاني أي تأثير لعملية تسليم هاشم على المقاومة العراقية او على صعيد التنظيم الحزبى ولا العسكري للحكومة العراقية السابقة مشيرا إلى ان القوات الامريكية التي وعدت باستفادة اهالي الموصل من خدمات هاشم في وقت لاحق ليست في وضع تستطيع من خلاله تقديم اية خدمات للشعب العراقي او لاهالي الموصل الذين يقدمون ضربات موجعة لهذه القوات في كل وقت.
وقال العاني ان القوات الامريكية تترنح في العراق ازاء ضربات المقاومة المستمرة مدللا على ذلك بتصريحات المسئولين الامريكيين الاخيرة بالخروج من بعض المدن العراقية.
من جانبه رأى المحلل السياسي عزام التميمى ان استسلام هاشم لن يفيد الامريكان في الحصول على اية معلومات لان كل المعلومات لديهم بالفعل ، معتبرا ان اتفاق التسليم يأتي في سياق الورطة التي تشعر بها القوات الامريكية في العراق.
وقال التميمي في تصريحات ان المسئولين الامريكيين في حاجة إلى الخروج من هذه الورطة ولعلهم يسعون من خلال هذه العملية إلى ايجاد شخصية تساعدهم على التخفيف من وطأة الوضع الداخلى وحالة الفوضى المزرية في العراق.
وتابع على ان الاحتلال هو سبب هذه الفوضى التى تنتهى بخروجه من العراق لان القوات الامريكية ليست عاملا من عوامل تحقيق الاستقرار فيه.
وحول المغزى من وراء اهتمام القوات الامريكية بهاشم وعما اذا كان مقربا منهم في السابق قال التميمى: ليست لديه معلومات دقيقة حول علاقات سلطان هاشم السابقة او الحالية مع الامريكان الذين يعتبرون قوة غازية محتلة غاشمة لا تريد خيرا بالعراق واهله الا انه أرجع هذا الاهتمام إلى حاجة القوات الامريكية إلى شخصيات عراقية كان لها وزن في النظام السابق تساعدهم على الخروج من المأزق الذى يعانونه في العراق في ظل تزايد عدد القتلى الامريكيين وهجمات المقاومة العراقية بصفة يومية فضلا عن تصاعد حدة الغضب في الولايات المتحدة الأمريكية ازاء ما يجرى في العراق.
|