دعا إلى تحكيم دولي
المهدي يطالب بمظلة عربية لمفاوضات السلام في السودان

* القاهرة مكتب الجزيرة محيي الدين سعيد:
دعا رئيس الوزراء السوداني السابق الصادق المهدي إلى ايجاد مظلة عربية لمفاوضات السلام الجارية حاليا في السودان محذرا من استمرار غياب وجود الدور العربي في هذه المرحلة التي يجري فيها تشكيل جديد للسودان لكنه اكد على اهمية الا يكون هذا الدور على حساب العلاقات الافريقية او الدولية للسودان.
ووصف المهدي في ندوة نظمتها لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين حول العلاقات المصرية السودانية وصف الموقف العربي من احداث السودان بانه موقف المتفرج في الوقت الذي تسعى فيه اطراف اخرى كالولايات المتحدة وايطاليا والنرويج وغيرها إلى التأثير في هذه الاحداث وقال ان ابراز الدور العربي المغيّب حتى الان ممكن عن طريق دور مصري عربي يجمع القوى السياسية السودانية لتحقيق السلام.
واكد المهدى ان عملية التضامن الجارية حاليا بشأن تحقيق السلام تحتاج لترشيد وتوازنات معتبرا ان هذا الامر يتحقق عن طريق تحكيم سوداني او دولي مشيرا إلى ان مرحلة ما بعد توقيع اتفاق السلام ستكون الاهم من حيث التساؤل عما اذا كان ممكنا في هذه المرحلة تحقيق سودان عادل بين كافة فصائله او الاخفاق في تحقيق ذلك بما يؤدي إلى تمزيق السودان.
وبدا المهدي معوّلاً بشكل كبير على الدور الأمريكي في السودان واصفا إياه بانه دور مهم جدا وان السودان يستفيد من هذا الدور منتقدا ما وصفه بالنزعة العربية والإسلامية التي تتجه ل« شيطنة» أمريكا واعتبر ان الدور الأمريكي في يوغسلافيا السابقة كان سلميا وان هذا الدور كان أسوأ في أفغانستان لكنه كان افضل من الدور الأمريكي في العراق الذي كان بدوره افضل من الموقف تجاه فلسطين مرجعا المواقف الأمريكية تجاه المنطقة إلى وجود لوبي يهودي يستطيع التأثير على أي حاكم أمريكي.
وقال المهدي ان الولايات المتحدة لم تكن راغبة في النظام الديمقراطي في السودان حيث كان المهدي رئيسا للحكومة وانها رحبت بنظام الانقاذ الحالي لاعتقادها في ان نظم الحكم الديكتاتورية يسهل عليها بيع المصالح الوطنية مؤكداً على صعوبة اقدام أي حكومة سودانية على ذلك في ظل وجود قوى سياسية وشعبية قوية ومشددا على صعوبة أمركة السودان.
وحول مفاوضات السلام الجارية في السودان عبر المهدي عن اعتقاده بصعوبة الوصول إلى اتفاق سلام نهائي الا انه اكد انه لن يتم السماح بالعودة إلى المربع الاول في المفاوضات مشيرا إلى ان حكومته كانت تسعى لعقد مؤتمر لإبرام اتفاقية سلام سودانية بدون تدخل اطراف خارجية في عام 1989 الذي وقعت فيه ثورة الانقاذ برئاسة الرئيس الحالي عمر البشير.