متابعة: تركي إبراهيم الماضي - عبدالله هزاع
بر وأقارب!!
تفضل الاغلبية من السكان الذهاب إلى البر لمزاولة الترفيه في اجازة نهاية الاسبوع وذلك بنسبة 49% ويلي ذلك الذهاب إلى مساكن الاقارب بنسبة 48% ومن ثم الترويح في الاستراحات الخاصة او المستأجرة بنسبة 23% وفي الاسواق بنسبة 19% والحدائق العامة بنسبة 16% وحي السفارات 16% والمطاعم 13% والملاهي 11% ويكون كل من مركز المدينة 2% ووادي حنيفة 2% في المرتبة الاخيرة.
والحدائق خاصة في الاحياء السكنية تفتقر إلى استخدام المواطنين لها حيث إنها معزولة عنهم بطرق مرورية كثيفة وحركتها المزدحمة، وبأسوار وبوابات تشعر المستخدمين بالتكلف والرسمية.. كذلك مساحاتها الصغيرة تمنع إيجاد المسافات المطلوبة لتأمين الخصوصية.
الرياض مدينة شاسعة وتحتاج إلى اعداد أكثر واحجام أكبر من الحدائق المصممة من حيث الموقع والتصميم حسب رغبات السكان المحليين وحتى تتناسب مع عادات المجتمع السعودي وتقاليده من ناحية الخصوصية. وتشكل الصحراء «البر» بُعداً مهماً في بيئة سكان مدينة الرياض وحياتهم من الناحية الترويحية والترفيهية.
فقدان الجاذبية!!
ولكن حتى البر بدأ يضيق بالسكان ويفقد طبيعته وجاذبيته بسبب غياب الحماية والتنظيم امام زحف السكان الهائل والمصاحب لعدم التحكم في طبيعة البشر في الاستيلاء والسيطرة على مناطق معينة واحتكارها عن طريق تخصيصها واقتصارها على بعض الفئات.. ومحاولة ايجاد الخصوصية عن طريق عمل الحواجز وغياب الضوابط البيئية دمر أغلبية المعالم الطبيعية لها والذي افقدها كثيراً من الأحساس والمتعة بما في ذلك غطاؤها النباتي. لذا يضطر بعض الناس إلى الذهاب مسافات بعيدة للحصول على ذلك.
استراحات ومزارع
نظراً لازدياد اتجاه سكان المدينة إلى البر المحيط بالمدينة، وعدم وجود الخدمات الملائمة داخلها، والازدحام الناتج عن ذلك فقد تسبب ذلك في عدم توافر الخصوصية للعوائل مما أدى إلى ظهور ظاهرة الاستراحات على نطاق واسع جداً في السنوات الاخيرة.
وهي عبارة عن أحواش أو مزارع تتراوح أغلبية مساحاتها بين 5000-000،20م2 تحيط بها أسوار وبداخلها منشآت من دور واحد تقريباً وتحتوي على عدد محدود من الفرق كصالات جلوس ومطابخ واستعمالات ترفيهية كالحدائق والمسابح والمزارع.. وبجانب الاهداف الترفيهية لهذه الاستراحات فإن هناك من استزرع الخضار والفواكه والتمور وتربية الدواجن والاغنام لتأمين مواد غذائية طبيعية للاستهلاك الذاتي.
ومما ساعد في نمو نسبة الاستراحات ايضاً أنها أصبحت آخر صيحات الاستثمارات العقارية عن طريق الحصول على الاراضي وتشييد الاستراحات وتأجيرها تأجيراً يومياً وهنالك طلب كبير عليها حيث ان هنالك ظاهرة بين كثير من السكان وهي استئجار استراحات للمناسبات المختلفة بدلاً من أن تكون في مساكنهم للبحث عن الراحة والتعمير والاحساس بأنهم في الخارج للتنزه وبإطار الخصوصية.
الجانب الاخر لانتشار ظاهرة الاستراحات أنها تعبير عما سبق ذكره في تحليل النسيج الاجتماعي السعودي وكونه من شعوب الاتصال الاجتماعي الذي تمدد حتى في المناسبات الترفيهية ورغبة اغلبية العوائل في الاتصال وقابلية المشاركة في الترفيه مع الآخرين من الاقارب خاصة ولجميع الاعمار والاجناس.
متنفسات شبابية!!
تعتبر المخيمات متنفساً ترويحياً وخصوصاً للشباب لعدم توفير المدينة لبدائل جذابة ترفيهياً وبعيدة عن مساكنهم، وبالتالي إحساسهم بالحصول على كامل حريتهم وبعيداً عن أي ضغوط عائلية أو اجتماعية وبعض هذه المخيمات يهدف أيضاً إلى إيواء بعض الشباب الذين قدموا أو هاجروا حديثاً إلى الرياض وللتعارف مع الآخرين.
وهي عبارة عن منشآت مؤقته من الخيام وتستخدم غالباً من قبل الشباب وبنسبة أقل للعوائل ولفئة من الرجال المتزوجين والذين تجمعهم علاقات عائلية أو علاقات عمل، وهي تقع غالباً بعيداً عن المدينة وخلف الاستراحات.
والمخيمات كذلك لها جوانب سلبية فهي ذات تأثير على مصادر الطبيعة الصحراوية والقضاء على كثير من العناصر الطبيعية كالاشجار والنباتات.
أرصفة الترفيه!!
يرى مستخدمو الارصفة العامة والخارجية للترفيه خاصة من الشباب أنها الافضل من النواحي الامنية لإضاءتها الجيدة ومراقبتها من قبل السيارات العابرة.
وذكر البعض انها تزيل الملل من جراء مراقبة حركة المرور وأنواع السيارات والحركات المتنوعة للسيارات وكل ذلك يعطي صوراً متحركة مع الشعور بالحفاظ على خصوصية الجانبين «الجالسين والذين يمرون بداخل السيارة العابرة».
والأرصفة توفر إحدى الفرص الترفيهية المسائية النادرة التي قلما وضع لها اعتبار، حيث ان الليل ونوعية الاضاءة تساعد في ايجاد الخصوصية بالاضافة إلى عرض السيارة الخاصة بين الرصيف والسيارات العابرة.
ومن المشاكل غير الماثلة للعيان دائماً لمستخدمي الارصفة الخطورة الخاصة بوجود الاطفال وتلوث الهواء المحيط.
ملاعب الشوارع!!
نظراً لقلة ملاعب الأطفال والشباب للترفيه والرياضة في أغلب الأحياء السكنية «البلدية» وعدم ملاءمة الموجودة منها، فقد تحول كثير من الشوارع والارض البيضاء إلى ملاعب لفئات مختلفة من الأطفال والشباب، وهذه الاماكن لم تضمم لذلك حيث انها بيئة خطيرة.
فالشوارع خطيرة جداً عند السقوط على الاسفلت، بينما بسبب اللعب في الاراضي البيضاء زوابع كثيفة من الغبار الملوث الذي يؤدي للأمراض الصدرية والجيوب الانفية.
كما انها تعرض الاطفال لحوادث السيارات ولإزعاج السكان وعرقلة حركة المرور.
ومن مراقبتنا الميدانية في أغلبية الاحياء خاصة لذوي الدخل المتوسط المنخفض والمحدود لاحظنا وجود ملاعب غير رسمية للمراهقين لمزاولة كرة القدم.
وهذه تأخذ موقعاً لها في الاراضي البيضاء الكبيرة داخل او خارج الأحياء وهذه الاماكن تشكل اهمية كبرى بالنسبة لفئة من هذا العصر من ناحية الانتماء للمجموعة والترويح والاحتكاك الاجتماعي.
رياضة وترفيه!!
يقصد بجزر المشاة الاماكن القابلة والمهيأة لحركة المشاة التي غالباً لا تتقاطع مع حركة المرور والمعزولة عنها برصيف او بطرق اخرى كالتشجير، وتشمل هذه الارصفة العريضة في أماكن محدودة ونادرة وكذلك ساحات المشاة في وسط المدينة وحي السفارات.
وتعتبر رياضة المشي من أهم أنواع الرياضة والترفيه في المملكة للأعمار والاجناس المختلفة، خاصة في المساء الذي يعتبر معتدلاً في جو وسط المملكة الصحراوي على مدار السنة ويوفر الخصوصية خاصة للنساء ليلاً.
مع ذلك لا تجد اماكن مهيأة للمشي على مستوى المدينة والحي، لكن من المراقبة الميدانية تجد انه حالما يلاحظ الناس وجود أماكن لحركة المشاة فإنهم يقصدونها لممارسة المشي للرياضة والعلاج بما في ذلك النساء حتى ان بعضهم يستقل سيارته للوصول إليها من مسافات بعيدة، مثال الارصفة العريضة والمستمرة نوعاً ما حول مشروع وزارة المعارف على طريق الأمير عبدالله «شارع الحوامل» وحول مدينة الملك فهد الطبية وملعب الملز وغيرها.
وتشكل ساحات مركز المدينة والكندي في حي السفارات أماكن جذابة لمزاولة حركة المشي والترفيه المسائي حول النوافير والتشجير، لكن من معوقاتها مواقعها حيث إن الاولى بعيدة عن أغلبية السكان، والاخرى شبة خاصة بحي السفارات.
إضفاء الجمال
لا يخفى علينا أهمية الجانب الجمالي ودوره من البيئة المبنية في الاحساس النفسي الايجابي لدى السكان وانعكاس ذلك على مستواهم المعيشي والجماليات في مفهومنا هنا لانركز على أعمال فنية أو تشجير مثلاً، انما هي مفهوم أوسع ويمتد إلى اضفاء الجمال على كل ما تشهده العين في البنية المبنية من واجهات المباني والالوان والارصفة والتشجير وأثاث الفراغات واللوحات.
ومن الملاحظ أن العناصر الجمالية الموجودة كالتشجير والمجسمات لم تبن في الغالب على أسس تصورية وسلوكية ونفسية من ناحية الكمية والتوزيع والنوعية والموقع والمضمون.
حيث ان اغلب هذه العناصر الجمالية في المدينة موجهة لحركة مرور السيارات وفي كثير من هذه المواقع لايحس ولايعي بها سائق السيارة لأنه مشغول بالتوازن مع سرعة السيارات الاخرى وحركتها لذا فإن سرعة السيارات المرتفعة في أغلب هذه الشوارع لا تسمح للسائقين والركاب بالتقاط المعلومات الكافية من هذه المواقع للتمتع بها، بالاضافة إلى ذلك أن بعضها يحجب النظر ويسبب الحوادث والعناء في القيادة.
ومن المعروف في مجال التخطيط أهمية توجيه أغلب العناصر الجمالية والتشجير إلى حركة المشاة وتجمعاتهم واماكن جلوسهم، وبذلك تربط هذه العناصر بسرعة حركة المشاة البطيئة التي من خلالها يمكن التقاط أكثر درجة من المعلومات التفصيلية عنها، وهذا بدوره يعطي فرصاً أكثر تعمقاً في التفاعل معها بجميع الحواس كالنظر والسماع والشم واللمس.
كما أن لبعض هذه العناصر الجمالية جوانب وظيفية بالنسبة لحركة المشاة كالجلوس حولها والتظلل بها والاسترخاء والراحة بينها.
وبالإمكان إبقاء بعض العناصر الجمالية على مسارات حركة المرور لكن بنسبة محدودة وفي مواقع معينة وبأحجام كبيرة وكافية للاتصال البصري من مسافات بعيدة وبسرعة مرتفعة، ومن أمثال هذه المواقع تقاطعات الطرق الرئيسية خاصة الدائرية منها والمداخل المهمة للمدينة.
ويفضل استخدام التشجير الصحراوي ليتلاءم مع هذه البيئة ولتكون درجة انتشاره أعلى بكثير.. ويفي بالشروط المطلوبة عادة من التشجير وهو سهولة الرؤية من خلاله.
ولابد من وضع معايير للجماليات بشكل عام من ناحية الطابع العمراني والمعماري وأثاث الفراغات ليتلاءم مع الاحساس والسلوك الانساني للمشاة والسيارات.
جاليات وجاليات
بناء على الدراسات السكانية للمدينة التي قامت بها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تشكل الجالية الاجنبية «2,1» مليون 40% من سكان العاصمة وتشكل النسبة العربية من هذه الجالية 60% تقريباً، وأغلب الجاليات الاجنبية من العزاب والشباب، ونظراً لحجم الجالية الكبيرة فإن من المهم شموليتها في هذه الدراسة لمعرفة التأثير المتبادل بينها وبين البيئة العمرانية.
وتتراوح درجة التداخل بين الجالية الاجنبية ومجتمع المدينة وبيئتها بناء على درجة التقارب في اللغة والدين والعادات والتقاليد والمستوى الاجتماعي الاقتصادي والحالة الاجتماعية، فمثلاً هنالك شريحة من العائلات العربية التي ولدت وعاشت وتداخلت مع المجتمع السعودي وتشترك معه بأعلى نسبة من العادات والتقاليد بينما هناك شريحة اخرى مختلفة عنه من ناحية الدين واللغة وغالبيتها من العمال العزاب، وبناء على ذلك فإن هنالك شريحة من العائلات الاجنبية متداخلة ببعض الاحياء مع الاسر السعودية وبعضها الاخر معزول في بيئات اجتماعية اقتصادية محدودة في المدينة.
ومن اهم الدوافع التي عملت على تركيز انواع من العمالة في مواقع معينة من المدينة هو انخفاض الاجور فيها وامكانية ايجاد البيئة الاجتماعية وقربها أو سهولة اتصالها بمواقع اعمالهم وخصوصية المجتمع السعودي وانخفاض المستوى المعيشي لهم. ومن أسبابها إيجاد بيئات تربطهم بموطنهم الأصلي وتربط بينهم لتبادل المنافع والمعلومات
وللحصول على احتياجاتهم المختلفة واستقبال المسافرين وتوديعهم والتواصل عن طريقهم مع اهاليهم.وتشكل منطقة البطحاء المكان الرئيسي لتجمع هذه الجاليات الاجنبية من العزاب لأن معظمهم يسكنون فيها او ضمن مسافة مشي معقولة إليها، وهي أيضاً تسهل اتصال بعض الجاليات الاجنبية للوصول إليها عن طريق النقل العام.ومما ساعد في نمو نسبة الاستراحات ايضا أنها أصبحت آخر صيحات الاستثمارات العقارية عن طريق الحصول على الأراضي وتشييد الاستراحات وتأجيرها تأجيراً يومياً وهنالك طلب كبير علهيا حيث إن هنالك ظاهرة بين كثير من السكان وهو استئجار استراحات للمناسبات المختلفة بدلاً من أن تكون في مساكنهم للبحث عن الراحة والتغيير والاحساس بأنهم في الخارج للتنزه وبإطار الخصوصية الجانب الآخر لانتشار ظاهرة الاستراحات أنها تعبير عما سبق ذكره في تحليل النسيج الاجتماعي السعودي وكونه من شعوب الاتصال الاجتماعي الذي تمدد حتى في المناسبات الترفيهية ورغبة أغلبية العوائل في الاتصال وقابلية المشاركة في الترفيه مع الآخرين من الأقارب خاصة ولجميع الأعمار والاجناس.
|