كتبت الأسبوع الماضي عن أغنية «لي ثلاث أيام ما جاني خبر».. الأغنية الأجمل والأعذب.. ربما بالنسبة لي ولكثيرين.. الأغنية التي كان وما زال صداها «يتجول» في أرجاء ذهني منذ سنوات طويلة.. ولأن رؤيتي لها ليست رؤية «نقدية» ولكنها رؤية انطباعية لا أقل ولا أكثر، فإنني أشكر كل من اتصل أو أرسل معلقاً على المقال...
أعود «للغوص» في بحر هذه الأغنية «المحيط».. فهي بالمناسبة من الأغاني التي أحب دائماً التحدث عنها..
التمني والتوجد والسهر
خبرني والقلب جاهلني كفاه
هل دمعي فوق خدي انتثر
قلبي المجروح وين القى دواه
أزعم أن شاعرنا كتبها بدموع القلب فما يخرج من القلب عادة يصل إلى القلب «عنوة».. إن أصدق الشعر «أعذبه».. فكيف به وهو يصور حال التمني.. والسهر ودموع قد تناثرت فوق الخد منهمرة.. متسائلاً عن دواء لقلبه المجروح..
إن الآهات التي تصدر من الفنان وهو يغني الأغنية تكمل ايصال الوجع إلى القلب.. ومع ذلك تلوح في الأفق للشاعر والملحن والفنان بادرة أمل وأن لا أحد في الدنيا يعادل حبه..
لي حبيب غاب زوله أو حضر
ما يحب القلب محبوب سواه
من بحر جدة إلى شرقي قطر
في الحضر والبدو ما نلقى حلاه
شوفة المحبوب والروض الخضر
تنعش القلب المشقى وتغذاه
|
هنا بدأ «الأمل» يسري في جسد الشاعر لينتقل إلى الملحن ويتشربه الفنان الذي وزعه على «القلوب».. هذه البادرة يقشعر لها البدن وتسبح في فضاء النغم.. إنه عاشق.. يعشق ومبدع يبدع.. فنان العرب غناها كما يجب... وهو الذي عادة ما يغني كما يجب..!!
وبعد اكتمال الأمل تنساب للشاعر رعشة «الأماني» والوفاء لا ينظر لإنسانة سواها.. وهي لم تنس حبه..
أرتجي يرمي بلاماك القدر
ولا اختلف دامي على قيد الحياة
في جميع الناس ما ألد النظر
ما نسي حبي وقلبي ما نساه
|
قمة الوفاء.. وقمة الجمال تصل لذروتها.. لك الله يا شاعراً كتب ويا ملحناً صاغ.. ويا فناناً صدح.. التعتيم فاكتمل مثلث الكلمة.
قد يتهمني البعض بأنني أعطيت هذه الأغنية أكبر مما تستحق ولكن من يسمعها «جيداً» يعتقد بل ويجزم أنني «أبخستها» حقها وباعتقادي أن هذه الأغنية من الأغاني التي ولدت لتبقى وحتى تتجدد يوماً بعد يوم..
للجميع أهدي الأغنية.. ولمن يعشق الأصالة بكلماتها الندية وألحانها المناسبة والصوت الجميل أُهدي هذه الأغنية...
«لي ثلاث أيام..» أغنية لكل عاشق..!!
|