** استوقفني خبر صغير نشرته صحيفة «الجزيرة» على صفحتها الأخيرة مؤخراً حول صدور الموافقة السامية على منح الأمير سلمان بن عبدالعزيز ميدالية الاستحقاق نظراً لتبرعه بالدم عشر مرات.
استوقفني هذا الخبر لعدة أسباب:
* أولها: ان الأمير لو نال ميدالية الاستحقاق لتبرعه بشيء من ماله، أو ببذل جاهه لما كان ذلك لافتنا للنظر، فسموه كثيراً ما يفعل ذلك، وكثيراً من أبناء هذا الوطن يقدمون مثل ذلك.
* ثانيها: كون الأمير سلمان يتبرع عشر مرات بدمه، أي بأغلى ما يملكه الإنسان «دمه»، وليس مرة واحدة، ولم يتبرع لقريب أو صديق، بل تبرع بدمه لبنك الدم ليستفيد منه كل مواطن، فإنني لأتساءل مَن منا فعل ذلك، إنهم نادرون جداً، ولهذا فالمقام السامي من أجل الحفز على التبرع بالدم الذي يتم به إنقاذ آلاف الأرواح منح ميداليات الاستحقاق لمن يقوم بمثل هذا العمل النبيل.
* وثالثها: ان التبرع بالدم - في تقديري - رمز بل فعل حقيقي على أن المتبرع مستعد لفداء وطنه بدمه عطاء لا كلاماً، ومن هنا فكم أكبرت الأمير الإنسان «سلمان» وأنا أقرأ هذا الخبر، «خبر نيله ميدالية الاستحقاق» لتبرعه بدمه أجل بدمه وليس بماله أو بذله جاهه.. ولعل مثل هذه الأعمال النبيلة عادة في «آل سلمان» فأذكر أن أحد أبنائه وأظنه سمو الأمير سلطان بن سلمان تبرع «بقرنيتيه» بعد عمر مديد، ولا أنسى «فهد بن سلمان» تغمده الله بواسع رحمته، وقد وقفت على أعمال نبيلة له جعلها الله طريقه الميسر للتنعم في جنات ربه.
معذرة يا أبا فهد.. فأنا أعرف أنك تكره الثناء.. وكثيراً ما رأيت لك ما يستحق الثناء ولكني أغالب عاطفتي وأغمد قلمي فلا أكتب، ولكن هذه «كلمة حق» أمام هذا العمل النبيل لم أشأ كتمها لكيلا «أكون.... أخرس».
أستشرف أن يكون صنيعك هذا قدوة لنا جميعاً وحافزاً للتبرع بشيء من دمائنا لننقذ حياة إخوتنا وأخواتنا المحتاجين إلى قطرة دم تبعث الحياة في أجسادهم، وبخاصة أن بنوك «الدم» تشكو من نقص «الدم» وهو العنصر الأهم عند إجراء أغلب العمليات الجراحية، إذ عندما لا يكون متوفراً فإنه يتعذر إجراء عملية تكون سبباً بإرادة الله لبقاء الإنسان على ظهر هذه الحياة.كتب الله لك - يا سمو الأمير - هذا الصنيع يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وعمل صالح رشيد.
***
جامعة في سدير..!
** أكثر من صديق عزيز طلب مني الكتابة عن إنشاء جامعة في «سدير» لتخدم محافظات وقرى ومراكز هذه المنطقة العزيزة، التي أنجبت رجالاً ونساءً من خيرة أبناء هذا الوطن علماً وعطاءً وإسهاماً في نمائه.
إن من حق هذه المنطقة العزيزة إنشاء جامعة فيها لتخدم أبناءها الكُثر، وأبناء الأقاليم والمحافظات والقرى التي تحيط بها.
ومن جانب آخر فإن إنشاء جامعة في مثل هذه المنطقة الغالية من شأنه أن يزيد من فرص العمل وتسارع التنمية فيها وبالتالي يحد من الهجرة عنها إلى الرياض وجدة والدمام وغيرها من المدن الكبرى.كم يتطلع أبناء هذه المنطقة وما حولها أن يتبنى أميرنا العزيز سلمان بن عبدالعزيز أمير نجد الذي تجسد كل مدينة ومحافظة وقرية في نجد قرة عينه...!
إن التعليم هو أعظم استثمار للوطن وإن نشره يثمر قوة اقتصادية وتقدماً علمياً وسعادة لكل مواطن، فهل يسعد أبناء هذه المنطقة الغالية بقيام جامعة على أرضهم، وبين جنباتهم ليسعدوا ويوفروا على أبنائهم مشقة السفر والاغتراب وبعدهم عن أهلهم وعن مساقط رؤوسهم.
***
حكمة بالغة..!
*، ((كيف يشقى من كان له أب؟! فكيف بمن له رب؟!))
ف: 014766464
|