لقد قامت حكومة جلالة مولاي الملك المعظم بكثير من المشاريع العديدة التي تكفل للموطن العيش الهنيء والراحة والاستقرار في هذا العهد الزاهر.
فليس من أحد ينكر ما تقوم به الدولة من العمران والإصلاحات في المدينة والقرية والقصد من ذلك إسعاد الشعب ورفاهيته ومجاراة الدول التي سبقتنا في نهضتها وتطورها.
وإنني كأي مواطن له مسؤولية ودافع وغيرة لهذا الوطن العزيز في ان ينال القسط الأوفر من عناية المسؤولين والمواطنين على حد سواء.
وإنني أرى من الواجب المشاركة في إسداء الرأي أمام المسؤولين والمواطنين على حد سواء، فعسى أن أوفق، وهذا ما يرجوه كل مواطن مخلص لوطنه ومجتمعه لإظهار وطنه وبلاده بالمظهر اللائق.
انه لا أحد يشك فيما قامت به أمانة مدينة الرياض من أعمال جليلة ومن بينها تحسين الشوارع وكل مواطن يتطلع إلى الأعمال الكثيرة الهامة.
لقد رصدت الأمانة المبالغ الكبيرة لأعمال التنظيفات واستجلبت أحدث الوسائل للقضاء على هذه المشكلة وقامت بمسؤوليتها خير قيام.
ولكن هناك أشياء يجب التنبيه إليها فكثيراً ما نجد كل شارع مملوء بعمال التنظيفات ولكن مع الأسف ان هؤلاء العمال ينتهي اليوم دون ان تنتهي مهمتهم نظراً لامتلاء الشوارع بالأتربة والفضلات التي لا مأوى لها سوى الشوارع ولا يمر وقت قصير الا وقد تساوى الجزء المنظف مع الآخر فكأن لم يكن هناك تنظيفات.
لقد فقد الكثير من المواطنين مسؤوليتهم وطلبوا من الأمانة ان تقوم بكل شيء، فهناك أصحاب البقالات والمعارض يرمي أحدهم في الشارع جميع ما يستغني عنه دون أي مبالاة أو اعتبار وكذلك أصحاب السيارات يضعون سياراتهم فوق الأرصفة ضماناً لها من أي حادث.
ولكنهم في نفس الوقت معذورون في عملهم هذا فليس لديهم من الوعي والإدراك ما يؤهلهم للنظر في هذه المسؤولية بل هذه الجريمة، وما دام أن هؤلاء هذه عادتهم ودأبهم فإنه لا يسع الأمانة الا ان تقوم بأمانتها ولو عن طريق القوة بفرض أي جزاء على من يخالف الأنظمة واللوائح..
ويجب على المواطن ان يتعاون مع الأمانة كل حسب استطاعته لإظهار العاصمة بالمظهر اللائق.
ان المواطنين وبالأخص المسؤولين يدركون هذه الظاهرة المشوّهة للمدينة، فالكل يمر بشوارع العاصمة يومياً لشراء جميع حاجياته وقضاء لوازمه من الأسواق العامة ولكن من سوء حظ هذه المدينة ان المسؤولية لا قيمة لها لدى بعض الأشخاص والذي أود ان تقوم به الأمانة بالإضافة إلى ما قامت به وتقوم به وضع نظام واحد لهؤلاء.
ولقد علمت أن أمانة العاصمة في مكة المكرمة قد قامت بأعمال جليلة تشكر عليها فقد فرضت على جميع أصحاب المحلات التجارية بأنواعها ان يقوم هؤلاء بوضع صناديق بجوار محلاتهم لوضع جميع الفضلات والأوساخ حتى صباح الغد ليأتي عامل الأمانة لانتزاع ما تم جمعه بالصندوق يومياً بانتظام ونظافة.
وهناك أمور أخرى منها ان كثيراً من المواطنين كانوا قد تركوا أعمالهم وسدوا أبواب مصلحة مياه الرياض للاستغاثة بطلب الماء وعندما تيسر لهم ذلك وأصبح الماء متوفراً لديهم أنكروا هذه النعمة وتركوا الماء يسيل من بيوتهم حيث يشاء حتى امتلأت الشوارع وأصبحت كالبحيرة عاملاً مهماً في انتشار الأمراض والقضاء على صحة المواطنين.
والذي نأمله ان تقوم الجهة المسؤولة بلفت نظر كل من يتسرب من عتبة داره ماء وأن يهددوا بقطع الماء عنهم ان عادوا لمثل هذه الأعمال.
|