ودع المسلمون فرد زمانه
حُق يا مقلتاي أن تبكيانه
فاستهلا على الإمام بدمع
مثل قطر السماء في جريانه
إن حبستن دمع جفني عنه
فعلى أي راحل تذرفانه
فارثياه بكل قول جميل
وانزلاه من قدره في مكانه
وامنحاه من جوهر الشعر تاجاً
وسواراً مرصعاً بجمانه
ووروداً من روضه نظرات
وازاهير من حقول جنانه
اسعفاني فلا يزال فؤادي
تركض النائبات في شريانه
كل عام رواحل الموت تمضي
بامام يضيء وجه زمانه
انما تصلح البلاد بقوم
صلحوا ثم أصلحوا من كيانه
إن رأوا منكراً يهبَّوا سراعاً
ليريحوا العباد من ادرانه
لا يكلون أو يملون حتى
يصبح الكون مضرباً في اتزانه
ورحيل الدعاة بالموت نقص
سوف يفضي به إلى نقصانه
فهم واحة الأمان وظل
يستظل الورى بفيء أمانه
أي نعش اقله فكأني
ألمح البدر شع من أكفانه
وكأن الشموس تشرق منه
والتماع النجوم من لمعانه
رحل العالم الإمام وأبقى
سيرة تنبأن الأنام بشأنه
ترك الساحة الكبيرة خلواً
ليس فيها سوى بريق سنانه
وسنا سيفه الضروب ورمح
وبقايا من حافرٍ لحصانه
شاهدات بأنه فارسُ الدين
وليثٌ يذود عن أركانه
خاض بحراً من المخاطر جماً
ومضى وحده إلى حيتانه
كلما اهتاجت الرياح عليه
زاد في عزمه وفي عنفوانه
همة تصدع الجبال وعزمٌ
مثل موج البحار في هيجانه
لهف قلبي عليه من سوف يمضي
بعده باللواء في ميدانه
ناصح مخلص صدوق أمين
ذاد بالوحي عن حمى أوطانه
لن يضيع الاله سعي مجد
كان حب الاله ملء جنانه
سوف يلقى ما شيدته يداه
مثقلا بالأجور في ميزانه
رحم الله شيخنا وحباه
حين يلقاه منزلا في جِنانه
