حينما تتهيأ لكَ الفرص الغالية وتمنحكَ الحظوظ خاصية الترحال والسياحة في الفضاءات الرحيبة والسماء الممتدة والأفق البعيد، وحينما يُهيئ لكَ الرحمن أيضاً ركوباً سهلاً وخيلاً مُسرجة وعادياتٍ لا يتسرب إلى أجسادها الملل والوهن والضعف والفتور فأنت إذاً في غاية السعادة حيث تجد نفسك مسترخياً على كرسيك الوثير وتداعب ببنانكَ الرقيق هدايا العصر المجانية وفتوحات العلم الحديث وطفرة المعلومات المذهلة وتحادث إن أردت ذلك أهل الأرض من على علو عشرات الآلاف من الأقدام في فضاء الكون الفسيح ومد أفقه الذي يضعك على كفٍ من أيادي الرحمن ولطفه بعباده وقد خلق لهم الخيل والبغال والحمير ليركبوها ويخلق لهم ما لا يعلمون في وقت نزل فيه كتاب الله وشرعته السمحة على أهل الجاهلية الذين قالوا لمنقذ البشرية قلوبنا غُلف وفي شكٍ مما تدعوننا إليه، لكن المعجزات الإلهية تواترت {وّيّخًلٍقٍ مّا لا تّعًلّمٍونّ} حتى جاءنا عالم الطيران الذي شق عباب السماء وانسرب وسط السحاب الركام وتحت الودق وما بين الوابل والصلد لتأتينا هدية السماء وماؤه المدرار الذي ينهمر كما حبنا للحياة والتشبث بها والتعلق بمباهجها والانغماس في حلال ملذاتها والركض خلف وهجها الأخاذ وبريقها اللماع والتياعات النفس المجبولة على حب الجمال وسحر الخيال ومداواة لجراحات عميقة ونتوءات وبثور تخلفها في أحايين كثيرة طباع بشرية في الهيئة والملبس ومنطق الحديث الزائف، لكنها في حقيقة الأمر مطوية في حشاً غريزية بهيمية لم تخرج من دائرة الإنسانية إلا بجلباب ومعطف وجوى خال من منهجية الحياة والتعامل الإنساني الطبيعي.
هذه النقلة بين الاندهاش وضُمور التفكير والسرحان الطويل المثقل بالهموم الاستثنائية ودقيق التفاصيل داهمتني كل هذه الأشياء بُعيد إقلاعي من أرض المطار وإمساكي بتلابيب الأحزمة وتنفيذ قوانين الملاحة الجوية وما إن خرجت الطائرة من الشد والجاذبية واستقرت في نهرها العميق حتى أمطرتني بنات أفكاري بهذه الخواطر والطلاسم التي لا تنفك رموزها إلا إيماء وإشارة، ودعوني أسرد حكاية الاندهاش والغبطة والسرور والفرح اللدني والسعادة الغامرة والتغزل البريء في بنت البلد الخطوط الجوية العربية السعودية التي تمتعك وتمسح عنك آلام الحروب الأرضية ومتاعب الحياة الجمة ومصاعب الوصول إلى المبتغى وتنقلك بسهولة ويسر إلى عوالم الثروة والنهضة وشمولية العطاء غير القليل الذي سخّرته قيادة هذه البلاد لهذا الأسطول الجوي الراقي الذي أصبح رقماً لا يمكن تجاوزه في منظومة شركات الطيران العالمية بفضل ما توافر له من دعم منقطع النظير وإدارة خبيرة بشؤون المهنة ومتطلبات السوق وأحوال الناس ونفسيات العملاء وتلبية الرغبات وإشباع الذات، نعم طفرة هائلة حدثت لهذا الطيران السعودي، فبين هنيهة وأخرى تجد نفسك في بحر من العلم والإمداد المعرفي وتقلّب صفحات التاريخ القريب لتعطيك نموذجاً مذهلاً من الإخلاص أبداه القائمون على أمر الخطوط السعودية التي يكفيها شرفاً أن يرأس مجلس إدارتها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي رأى بنظرته الثاقبة واستشرافه لآفاق المستقبل حاجة الوطن الناهض إلى وسيلة نقل سريعة وآمنة لتلعب دوراً أساسياً في حركة البناء والتشييد ولتساهم في دعم مسيرة التنمية الشاملة التي تعيشها المملكة، لذا فقد وضع سموه نصب عينيه تطوير صناعة النقل الجوي وجنّد للخطوط السعودية كل الامكانات لتحقق منجزات ضخمة في فترة وجيزة من الزمن تتوافق ومتطلبات العصر الحديث، وتصبح «السعودية» بفضل دعمه ناقلاً جوياً عالمي المستوى، سعودي السمات، فائق العناية بعملائه حريصاً على رعاية موظفيه، وها هي «السعودية» تعيش نقلة نوعية وتطويرية هائلة جعلتها تزهو بأكبر وأحدث أسطول من الطائرات الأمر الذي أهّلها لتكون أكبر مؤسسة للنقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط، كما واكب ذلك اهتمام سمو الأمير سلطان بإنشاء المطارات الحديثة التي تخدم الوطن وأبنائه وتؤازر جهود التنمية والتطور مما جعل المملكة في مصاف الدول الحديثة الراقية بما ترتبط به مدنها بعضها ببعض إضافة لما يربطها بالعالم الخارجي الأمر الذي يقوي علاقاتها مع شقيقاتها من الدول العربية والإسلامية وباقي دول العالم، وكلنا نعلم ما يحرص عليه سيدي سلطان الخير من تأكيده للخطوط السعودية بضرورة تحسين كافة الخدمات التي تقدمها للعملاء في مختلف المجالات عبر وضع خطط وبرامج مرحلية لكافة أشكال الرقي، إضافة لتأكيد سموه على أن تضع «السعودية» على قمة أولوياتها خدمة أبناء المملكة وزوارها من الحجاج والمعتمرين الذين يفدون إليها من كل بقاع العالم وذلك ضمن إطار تعليمات وتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين بضرورة بذل أقصى الجهود لراحة الحجيج وتسهيل أداء مناسكهم لتكمل المملكة واجباتها نحو ضيوف الرحمن.
ومؤخراً تفضل سيدي الأمير سلطان بتوقيع العقود مع بيوت الخبرة العالمية والمستشارين الماليين والقانونيين الذين تم اختيارهم لبرنامج خصخصة «السعودية» ليقدم للمواطنين أفراداً ومؤسسات مرفقاً ضخماً وناجحاً يدار كمؤسسة خدمية ربحية تقدم الخدمة المتميزة وتحقق الربح للمساهمين، فعيننا باردة على عرائس السماء وحبنا لها بطول وعرض جناحيها المفردتين وسلاماً للجميع بقدر ما تمنحه «السعودية» من ثقة لعملائها الذين ارتضوا بأن لا يكون لسواها بديلاً حب يملأ ما بين السموات والأرض وعلى طول مسارات السعودية المنسربة وسط مطاوي السحاب.
وإليك سيدي سلطان بن عبدالعزيز نورس المكارم أبعث أعذب التهاني ونحن نعانق الفخر بما وصلت إليه الخطوط السعودية من تفوق عبر دعمك المهطال، فها هو القلم قد ارتكز بين أناملي ليخلد ما في القلب من مشاعر أهديها إليك فها هي سجاياك الرائقة تهدهدني كما تأخذ بتلابيبي بحور أصالة تطل من بين كلماتك الدافئة التي تأسرني فاتبعها وأتمنى أن تبقى في شراييني، فأي اسم يحمل حروف اسمك هو لنا نتظلل تحت سره ونهوى فيه الشموخ فها أنت قد امتشقت من كحل اصالتك فيصلاً رهيفاً تنثر عبير أفضالك للأرض وللكون وللناس.
الرياض - فاكس: 014803452
|