Friday 19th september,2003 11313العدد الجمعة 22 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خواطر مع بداية عام دراسي خواطر مع بداية عام دراسي
د. عبدالرحمن بن سليمان الدايل

عام دراسي جديد يُطلُّ علينا في ظل وزارة التربية والتعليم بعد أن حملت هذا الاسم ذا المعنى الكبير بل المعاني المتعددة والغالية، وكان الله في عون رجال التربية والتعليم والمسؤولين عنها، فقد أصبح الجميع يوجّه عينه إليهم كلّما استجد أمرٌ أو طرأ طارئ وكأن التربية والتعليم ورجالها والمسؤولين عنها يمتلكون من الوسائل ما يعجز عنها غيرهم في التطور والتغيير وايجاد الحلول لكافة المشكلات.
ويجيء العام الدراسي الجديد والكل يتطلع إلى التربية والتعليم بعد أن استجدت أمور كثيرة من حولنا يشهد بها القاصي والداني، وبعد أن اشتدت الهجمات ضد مناهجنا الدراسية ظلماً وعدواناً وجهلاً، وبعد أن تضاعفت الاتهامات للتربية وأصبحت «متهمة» من غير دليل بالعديد من الاتهامات التي هي بريئة منها بقليل من الردٍ وبأدنى قدرٍ من التحليل.
وفي وسط هذه الأجواء المفعمة بالمتغيرات والحافلة بالمستجدات يبدأ العام الدراسي لتستقبل مدارس المملكة ومعاهدها وكلياتها ما يقارب ربع عدد سكان هذا الوطن، وهذا في حد ذاته يعدُّ فخراً ومصدر اعتزاز لبلادنا أن يكون هذا العدد وتلك النسبة الكبيرة من أبناء الوطن على مقاعد الدراسة وفي مختلف مراحل التعليم ومستوياتها وأنواعها.
إن هؤلاء الأبناء الأعزاء يمثلون أمل الوطن في البناء والتنمية والتطور، ويمثلون أمله في التقدم في مختلف المجالات بعد أن ظهرت ثمار التعليم في المملكة في كثير من الميادين المشرفة التي أصبح فيها المواطن مضرب المثل في العطاء وبذل الجهد بعد أن أخذ مكانه في ميادين العمل المختلفة في الصحة والتعليم، وفي الأمن والدفاع، وفي الثقافة والإعلام، وفي الزراعة والصناعة وفي المنتديات الدولية والعلوم وفي مجال الفكر والابداع.
لقد أصبحت ثمار التعليم شاهدة على ما تعيشه المملكة من نهضة وتطور في العهد السعودي الميمون منذ أسس هذا الصرح الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -.
فمن كان يتصور أن تشهد هذه الصحراء الشاسعة اجراء أعقد العمليات الجراحية في مستشفيات تقام على أرضها وعلى أحدث المواصفات؟ ومن كان يتصور أن تكتفي هذه البلاد من انتاجها في بعض المواد الغذائية وأن تصدر منه للخارج ما يفيض عن حاجتها؟
ومن كان يتخيل أن يتم ذلك بأيدٍ سعودية أصبحت مدربة على استخدام أحدث ما توصَّل إليه العلم وما أنتجته التقنية المعاصرة المتطورة؟
أقول ان الاجابة سهلة ويسيرة إذا نظرنا إلى تلك الجهود الضخمة التي تمت في ميدان التربية والتعليم على مدى السنوات الماضية منذ أن أخذت الدولة على عاتقها مسؤولية التعليم ونشره في ربوع المملكة.
ويستطيع المتابع للنهضة التعليمية أن يدرس حجم الانفاق الضخم الذي وفرته المملكة على التعليم وحجم الجهود التي تمت للاهتمام به وتطويره كماً ونوعاً.
إن هذه الحقائق تفرض نفسها وبلادنا تستقبل عاماً دراسياً تبدأ فيه مُهج القلوب التوجُّه إلى مقاعد الدراسة، فقلوبنا تحيطهم أملاً فيهم، ورغبة في أن نجدهم في المستقبل القريب رجالاً نافعين لأنفسهم ووطنهم.
ولعل هذا يفرض منذ بدايات العام الدراسي واجبات مهمة تقع على عاتق رجال التربية والتعليم لتستمر تلك المسيرة الموفقة لتسهم في إعداد المواطن ورقي الوطن.
غير أن الواجبات والمسؤوليات دائماً ما توجّه بصفة مباشرة إلى ذوي الشأن بالتربية والتعليم وكأنهم هم المسؤولون وحدهم بينما أن الأسرة وهي خط الدفاع الأول وهي الحاضنة الأولى للأبناء يجب عليها أن تقوم بمسؤوليات لا تقل جسامة عن مسؤوليات المدرسة، فالأسرة التي تجعل أبناءها همها الأول ومسؤولياتها العظيمة التي ترقى فوق كافة مسؤولياتها وهمومها، وتجعل تربيتهم وتعليمهم في الدرجة الأولى من اهتماماتها وعلى قمة مسؤولياتها هي أسرة مسؤولة تؤدي واجبها، فلا تُلقي باللوم على المدرسة أو المعلم وتنسى القيام بواجبها نحو مشاركة المدرسة، ولا تتقاعس عن توفير كل السبل لأبنائها وتتابعهم داخل مدارسهم، وتضع يدها في يد المدرسة ومعلميها.
إن هذه الأسرة التي تعرف واجبها وتؤديه هي عامل بناء ولبنة تقدم تجعل المدرسة قادرة على تحقيق أهدافها.
فتحية لرجال التربية والتعليم مع مطلع العام الدراسي وكان الله في عونهم، وتحية لأبنائنا فلذات أكبادنا رجال المستقبل المشرق بعون الله.. والله الموفق..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved