Friday 19th september,2003 11313العدد الجمعة 22 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

آل الشيخ منوهاً بمضامين المسابقة الدولية في دورتها الـ25 آل الشيخ منوهاً بمضامين المسابقة الدولية في دورتها الـ25
الحملات المعادية للإسلام تستهدف حملة القرآن الكريم وجمعيات التحفيظ

  * الرياض - الجزيرة:
تشهد مدينة مكة المكرمة - بمشيئة الله تعالى - في الثالث من شهر شعبان المقبل 1424هـ انطلاقة فعاليات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية في دورتها الخامسة والعشرين لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره التي تنظمها الوزارة، وتستمر حتى الحادي عشر من الشهر نفسه.
وأوضح معالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بهذه المناسبة أن المسابقة بدورتها الحالية قد انقضى من عمرها ربع قرن من الزمان نتجت من خلالها معان جليلة من أهمها شدة التنافس والاقبال الكبير على كتاب الله الكريم بين أبناء المسلمين في شتى الأقطار، كما ساعدت على التآخي بين تلك الفئات وجمعتهم على صعيد واحد، وظهر لهم في واقع حي ومشاهد عظمة هذا الدين القويم الذي جمع الناس، وألف بينهم على الرغم من اختلاف اللون والجنس واللغة والأرض، مؤكداً معاليه ان المسابقة شهدت وستشهد- إن شاء الله تعالى - المزيد من التطوير والتجديد في برامجها وأعمالها، لتحقيق غاياتها السامية.
وقال معاليه: ان القرآن الكريم أفضل الذكر لأنه مشتمل على جميع الذكر من تهليل وتحميد وتسبيح وتمجيد وعلى الخوف والرجاء والدعاء والسؤال والأمر بالتفكر في آياته، فقد جاءت النصوص في فضل القرآن الكريم متواترة في الكتاب والسنة، قال تعالى:{(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) }، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة» الحديث، مشيرا معاليه الى ان الله - تعالى - قد أنزل القرآن الكريم كما أخبر في كتابه العزيز لغايتين لقوله تعالى: { (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) } .
وأضاف معاليه: إن حكومة خادم الحرمين الشريفين ابتداء من مؤسسها - تغمده الله برحمته - ومن بعده أبناؤه البررة جعلوا خدمة القرآن الكريم أسمى الغايات وأنبل الأهداف، وبذلوا لتحقيق تلك الغايات شتى الوسائل والسبل من مدارس ومعاهد وكليات للعناية بالقرآن الكريم وعلومه، اضافة الى مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم في المدينة المنورة الذي أمر بانشائه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بأرقى الوسائل لطباعة القرآن الكريم، ونشره وتوزيعه بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، وحفز الهمم عليه بالحفظ والعناية والتدبر.
وبين معالي الشيخ صالح آل الشيخ ان كتاب الله تعالى صان الكليات الخمس الضرورية للحياة الانسانية: الدين، والنفس، والعرض، والمال، والعقل، ورتب عليها العقوبات المنصوصة التي تعرف في الفقه الاسلامي بالجنايات والحدود، وأن القرآن دستور تشريعي كامل، يقيم الحياة الانسانية على أفضل صورة وأرقى مثال، وسيظل اعجازه التشريعي قرينا لاعجازه العلمي، واعجازه اللغوي الى الأبد، ولا يستطيع أحد ان ينكر أنه أحدث في العالم أثراً عظيما غير وجه التاريخ، وقد اختص الله تعالى هذا القرآن العظيم من بين سائر الكتب المنزلة، بأنه تولى حفظه، قال تعالى: {إنَّا نّحًنٍ نّزَّلًنّا الذٌَكًرّ وّإنَّا لّهٍ لّحّافٌظٍونّ}، حفظه الله تعالى من أن يزاد فيه باطل، أو ينقص منه حق، قال تعالى:{(لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) } ، فلا يلحقه تحريف ولا تبديل، تم صدقا وعدلا، كما قال تعالى:{(وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) } .
وأوضح معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أنه معلوم ان العمل بالقرآن الكريم، واتباع هديه متوقفان على تدبر آياته، وفهم معانيه، ولهذا جاء الأمر بتدبر القرآن الكريم، والحث على فهم معانيه، قال تعالى:{كٌتّابِ أّنزّلًنّاهٍ إلّيًكّ مٍبّارّكِ لٌَيّدَّبَّرٍوا آيّاتٌهٌ} ، وقال تعالى:{أّفّلا يّتّدّبَّرٍونّ القٍرًآنّ أّمً عّلّى" قٍلٍوبُ أّقًفّالٍهّا}، ولهذا أمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ان يبين للناس ما نزل إليهم من الوحي، كما قال تعالى:{وّأّّنزّلًنّا إلّيًكّ الذٌَكًرّ لٌتٍبّيٌَنّ لٌلنَّاسٌ مّا نٍزٌَلّ إلّيًهٌمً وّلّعّلَّهٍمً يّتّفّكَّرٍونّ}، فبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما أمر ببيانه أتم البيان، وتلقى الصحابة هذا البيان والتفسير بمفهوم ثاقب، وعقول واعية، وهم أرباب البلاغة والفصاحة، فكانوا لا يتجاوزون عشر آيات من كتاب الله تعالى الى غيرها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل، وعلى منهاج الرسول - صلى الله عليه وسلم - في التعليم، سار الصحابة - رضي الله عنه-، في تعليم تلاميذهم من التابعين، ثم تلقى تابعو التابعين هذا العلم العظيم، فكانت هذه الأجيال الثلاثة أعظم الناس بتلاوة القرآن، وأفقههم لمرادات التنزيل، وأعقلهم لمقاصد التأويل.
وأكد معاليه ان الأمة الاسلامية - في عصرنا الحاضر - لن يعود اليها عزها ومجدها إلا بالعودة الصادقة الى كتاب الله تعالى، وفهمه، والعمل به، وتحكيمه في جميع شؤون الحياة، وأقرب الطرق الى ذلك، هو تربية ناشئة الأمة على مائدة القرآن الكريم، وتشجيعهم على الاقبال عليه، وحفظه وتجويده وفهمه، وتدبر معانيه، والتخلق بأخلاقه، والعمل بأحكامه، وقد أثبتت التجربة العملية ان من أنفع وسائل التشجيع على ذلك اقامة المسابقات في حفظ القرآن الكريم، وتكريم الحفظة، ومنحهم الجوائز السنية، ويأتي في مقدمة المسابقات القرآنية: مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، التي تقام في مكة المكرمة، بجوار بيت الله العتيق، مما أكسبها تميزا فريدا، أضفى عليها رونقا وبهاء، حيث يحظى المتسابقون فيها، ومن يرافقهم بأداء مناسك العمرة، وزيارة مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصلاة فيه.
وحث معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ القائمين على الجمعيات والمؤسسات والهيئات المعنية بتعليم كتاب الله وحفظته على توخي الحذر من الحملات المغرضة التي يشنها أعداء الاسلام، وقال: إن الواجب علينا أن نعي أولا ضخامة ما يراد للاسلام ولحملته وخاصة حملة القرآن، وجمعيات تحفيظ القرآن من اضمحلال لها، فإذا وعينا ذلك عظمت المسؤولية على الجميع في أن نكون أولاً محافظين على ما تحقق من انجازات، وثانيا: أن نكون على مستوى المسؤولية لسد كل الثغرات التي قد يدخل منها الأعداء.
وأضاف معاليه قائلاً: إن هذه البلاد المباركة تأسست على القرآن والسنة، وارتفعت فيها راية الكتاب والسنة، وانتشرت فيها مدارس تحفيظ القرآن الكريم منذ عقود من الزمن بدعم من ولاة الأمر فيها؛ لأن حمل القرآن واشاعته أساس في تنشئة جيل يحمل مبادئ هذه الدولة - حرسها الله - وهذا يعظم علينا المسؤولية في معرفة الفضل لأهله، وفي ادراك ما علينا من واجبات تجاه حماية هذه الجمعيات التي لا شك أن الطموح لها أكبر من واقعها.
وشكر معاليه المولى - جل وعلا - كثيرا على نعمه وآلائه، وقال: إن كل النعم من الله - جل جلاله - ابتداء وانتهاء، قال المولى عز وجل: {وّمّا بٌكٍم مٌَن نٌَعًمّةُ فّمٌنّ اللهٌ}، ومن حفظ القرآن فالنعمة من الله عليه لم يعمل شيئا لربه من جهة حفظه، وإنما عمل لنفسه لما حفظ مخلصا لله جل وعلا والفضل لله تعالى أولاً وآخراً في كل منقلب نتقلبه، فالتيسير لحفظ القرآن أو لاقامة الجمعيات، أو لانشاء المعاهد أو لاعداد الدورات أو البرامج كل ذلك من الله - سبحانه وتعالى - ابتداء وانتهاء، فله الحمد - سبحانه وتعالى - كثيرا كما أعطى كثيرا، وله - جل وعلا - الثناء الأعظم الأجل كفاء ما جعلنا في نعمه المتواترة، وآلائه المتتابعة.
وختم معاليه تصريحه سائلا الله - جل وعلا - ان يوفق الجميع لما فيه رضاه، وأن يجزي ولاة الأمور عنا خير الجزاء، وأن يجعلنا وإياهم من المتعاونين على البر والتقوي وأن يجزيهم خيرا، ويثيبهم برا واستدامة لما نحن فيه على ما بذلوه في هذا الدين، ودعموا هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية.
ومن الجدير بالذكر ان المسابقة تتكون من خمسة فروع: الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم كاملا مع التجويد وتفسير الجزء الحادي والعشرين منه، والثاني: حفظ القرآن الكريم كاملا مع التلاوة والتجويد، والثالث: حفظ عشرين جزءاً متتالية مع التلاوة والتجويد، والرابع: حفظ عشرة أجزاء متتالية مع التلاوة والتجويد، والخامس: حفظ خمسة أجزاء متتالية مع التلاوة والتجويد، ويشترط ان يكون المتسابق حافظا للمطلوب في الفرع الذي يختاره مع التقيد بأحكام القراءة وأصولها، والالتزام بالرواية التي يختارها أثناء اجراء المسابقة، وأن يكون لدى المتسابق بالفرع الأول القدرة على التفسير باللغة العربية الفصحى.
ويتضمن البرنامج المكثف المصاحب لفعاليات المسابقة لقاء مع سمو أمير منطقة مكة المكرمة، وعدداً من الزيارات لعدد من المؤسسات الاسلامية، والتعليمية والثقافية تشمل مصنع كسوة الكعبة المشرفة، ومتحف الحرمين الشريفين، ونادي مكة الثقافي الأدبي، والجولات الاستطلاعية لمناطق المشاعر المقدسة، في مكة المكرمة، كما يتضمن البرنامج المصاحب للمسابقة القيام بزيارة للمدينة المنورة، ولقاء سمو أمير منطقة المدينة المنورة، والقيام بجولة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وزيارة مكتبة الملك عبدالعزيز، ومسجد قباء، والجامعة الاسلامية.
وتم تكوين لجنة تحكيم للمسابقة من كل من: الدكتور حسن بن محمد باجودة، والشيخ ابراهيم بن الأخضر علي القيم، والشيخ محمد مكي بن هداية الله عبدالتواب، والدكتور ابراهيم بن سليمان الهويمل، والدكتور ابراهيم بن سعيد الدوسري، والشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم، وحكام متخصصين من بعض الدول العربية والاسلامية، وهم: الشيخ عيد سيد علي شرف من جمهورية مصر العربية، والشيخ رجب محمد عبدالسلام غيث من الجماهيرية الليبية، والشيخ عثمان بن أحمد شاهين من تركيا، والشيخ حاج عبدالرشيد بن حاج محمد صالح من بروناي، والشيخ محمد نور الدين ولاية حسين من بنجلاديش، والشيخ القوني جبريل محمد بركة من تشاد.
وتتفرع عن هذه اللجنة لجان توزع على الفروع حسبما تراه لجنة التحكيم، الى جانب ذلك اعتمدت الوزارة تقديم مكافأة مالية لكل متسابق حضر، واستمعت لجنة التحكيم اليه قدرها «500» ريال مع شريحة هاتف بقيمة خمسين ريالا، الى جانب الهدايا الأخرى المتمثلة في حقيبة تحمل شعار المسابقة، وبداخلها جهاز تسجيل صغير، ومصحف جيب، ومصحف مرتل، وكتاب التفسير الميسر من انتاج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف مع مجموعة مختارة من الكتيبات والأشرطة التسجيلية المتنوعة.
كما رصدت الوزارة جوائز مالية كبرى للفائزين الخمسة الأوائل من كل فرع توزع عليهم في الحفل الختامي للمسابقة بلغت قيمتها الاجمالية «000 ،888» ريال، حيث يحصل الفائز بالمركز الأول في الفرع الأول من المسابقة على جائزها قدرها «000 ،75» ريال، ويحصل الفائز الثاني في نفس الفرع على «000 ،72»، ويحصل الفائز الثالث على «000 ،69» ريال، ويحصل الفائز الرابع على «000 ،66» ريال، ويحصل الفائز الخامس على «000 ،63» ريال.
كذلك ستعقد مع المسابقة - بإذن الله تعالى - ندوة بعنوان:«أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو»، وتناقش أربعة محاور من خلال ثلاثة وعشرين بحثا تتناول عدداً من الموضوعات ذات العلاقة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved