في عدد أمس الخميس من هذه الجريدة جاء ما يلي:
* فاتورة هاتف بمبلغ «312» ألفاً تطالب بها شركة الاتصالات بينما صاحبها المواطن ينفي ويطالب بإنصافه...
* بلدية وادي الدواسر تصادر كميات كبيرة من المواد الغذائية الفاسدة.
* سرقات «بالجملة» لمنازل وسيارات بأم الحمام.
* أكبر حي في الرياض «يستصرخ»: مخلفات.. مستنقعات.. حفر تهدد السكان.
* جامعة الملك خالد تستبعد عدداً من الطلاب دون إبداء الأسباب.
* شركة تبغ تروِّج لمنتج عبر مسابقة سريَّة داخل الرياض...
* 1980م طالباً خليجياً حصلوا على شهادات ثانوية مزورة من الأردن.
* القبض على فَرّاش مسجد يُقيم علاقات غير شرعية مع الخادمات.
ثمانية أخبار «غير منعشة» لصباح خميس باكر، فيه نستروح نسائم نديَّة ذات لمسات شمسيَّة دافئة تنبئ بيوم صيفي قائظ، ولكنَّه يومٌ مفتوحٌ لعملٍ ما، وتنظيمٍ ما، وشحذٌ لمهام أيامٍ قادمة... تحتاج من كلِّ امرئ ما يقابل «عمله»، «دوره»، «مهامَّه»، «مسؤولياته»، على ما هي عليه في النمط والمجال والكيفيَّة والكميَّة.
والسؤال الذي ينبثق عن قراءة مثل هذه «الأخبار» هو لماذا؟
* لماذا تُرصد فاتورة لفرد واحد بأكثر من نصف مليون؟ هل الخطأ في آلة الرصد؟
أم الخلل فيمن استخدم الرقم؟ وإن كان الأول فلماذا؟ وإلى متى تستنزف الخدمات حاجة الإنسان؟!... وإن كان الثاني فكيف ثمَّ لماذا؟...
* ولماذا يغيب ضمير التاجر فيقدم موادَّ غذائيةً فاسدة ما يحقق من ورائها من الأرباح هي خسارة مضاعفة تلحق به وبمن يستخدمها؟
* ولماذا انتشرت بل زادت «حِدَّة» السرقات ليس في الأحياء المكتظة كأم الحمام التي أشار إليها الخبر فقط، بل على مستوى أحياء الشرق والغرب والشمال والجنوب؟
وجارنا بالأمس وجار جارنا البارحة قد تعرضت «عرباتهم» الفارهة للاعتداء المماثل؟...
* ولماذا تكتظ أحياء ليس الدار البيضاء، بل الجهات المختلفة بالمخلفات ولا نكاد نرى شارعاً صقيلاً يتحدث عن نظافته وجهه الجميل تنسيقاً وعمارة؟
* ولماذا تواجه جامعة الملك خالد وسواها مثل هذا المأزق الذي يضعها في حَرَج الموقف أمام من يتجاسر فوق ظروفه فيقدم رسومه للدراسة ولا يُقبل؟
* ولماذا تتمكن شركة تبغ من الترويج لمنتجها «المحذَّر منه» داخل الرياض وفي أحد أكبر فنادقها؟ ولماذا يتصاعد عدد المدخنين من المواطنين بينما الناس في العالم كلِّه وصلهم أمر الوعي: بالصحة والمال بينما هدرهما لدى المواطن لا يزال قائماً؟
* ولماذا يلجأ الناس بأبنائهم للحصول على وثائق ثانوية غير رسميَّة خارج البلاد؟
* ولماذا ينام إمامُ المسجد عن حارسه، ورعاةُ البيوت عن خادماتها وتعيث الرذيلة هكذا؟
ثَمَّة ما جعلني أضع الصحيفة... وقد خدشت هذه الأخبار فرحتي بالمنجزات العلميّة والاجتماعيّة الأخرى ...
فلماذا؟!
|