كم هو جميل أن ترى إشراقة طفل بريء مع شروق الشمس، وأي طفل تلقاه بغض النظر عن ملابسه التي يرتديها، أو شكله، وهيئته، إنك تشعر بسعادة غامرة لأنك تدرك أن هؤلاء البراعم سيكونون يوماً ما عماد الأمة، ومصدر قوتها، وأمل مستقبلها،، والأمة الواعية هي التي تهتم بشبابها، وتربيتهم تربية تكاملية، ولا يمكن ذلك إلا بعد ايجاد صيغ عملية للتعاون بين البيت والمدرسة، بل وسائر المؤسسات الاجتماعية، والإعلامية في المجتمع بصورة تنسق فيها الجهود، وتكثف لتوجيه الطفل وتربيته، هكذا يخالجك ذلك الشعور وتلك الخواطر عندما ترى هؤلاء البراعم في شروق الشمس تعلو جباههم إشراقة البراءة والطهر، والتطلع إلى المستقبل.. لكنك سرعان ما تعود متكدراً، وخاطرك امتزجت فيه مشاعر الرحمة، والشفقة مع القلق والضيق عندما ترى حجم الحقيبة التي يحملها هذا الطفل في بداية تكوينه الجسماني، والعقلي، بل والدراسي حيث إنه في الصف الأول، أو الثاني الابتدائي تكاد تخفي ملامحه، ومعالمه فتارة تراها على ظهره وقد أحدوب وآلمته عظامه الصغيرة الهشة حقيبة يصل وزنها إلى 20 كيلو غراماً!!
ومع العودة إلى الدراسة حذر الباحثون في الولايات المتحدة الأمريكية من الحقائب المدرسية الثقيلة لما تسببه من أذى لمناطق الظهر والرقبة عند الأطفال مما قد يؤدي إلى عجز وإعاقة قد تكون دائمة، وأشار الخبراء إلى أن نسبة عالية من الأطفال يعانون من آلام في الظهر، وأن الإصابات التي تنتج عن زيادة الأحمال على الظهر ارتفعت لأكثر من الضعف في السنوات الأخيرة.
السؤال هو: من المسؤول؟ المدرسة، أو المدرس، أو الأم، أو الأسرة، أو إدارة المدرسة أو وزارة التربية والتعليم.
قد يتصور البعض أن الأمر هين في حين يؤكد أطباء العظام خطورة ذلك، ويقول أحدهم: إن رفع الأشياء الثقيلة يرتبط نسبياً بوزن الجسم، وقدرة العضلات، والأربطة لعظام العمود الفقري على رفع هذه الأوزان، هل نلقي اللوم على الأمهات بحكم أنهن يضعن كل الكتب، والدفاتر، والأدوات المكتبية الأخرى الخاصة بالتلميذ، أو التلميذة طوال الأسبوع، ولم يتقيدن بالجدول المدرسي اليومي.. ناهيك عن اختيارهن للحقائب السمكية لمجرد كون شكلها الخارجي الجميل، وصناعتها الراقية دون النظر إلى وزنها، إن هذه الحقائب لا شك تصيب الأطفال بانحناء العمود الفقري، وآلام في الظهر، هذا أمر صحي مهم إنه يضايق الطفل بالتأكيد، وقد يؤثر على استيعابه المعلومات، وعلى نفسيته.
فهل تعي الأمهات، ويعي الآباء الغافلون ذلك، وهناك أمر لا يقل أهمية يتعلق بالموضوع وهو وضع المصحف خلف الظهر، وهذا أمر لا يستساغ ولا ينبغي، فهلا وضعت مصاحف التلاميذ في رف في الفصل ولن يعدم في البيت مصحفاً يراجع فيه، وبهذا يخف الحمل، والوزن، وعام دراسي جديد على الأسرة، وأبنائها.
|