Friday 19th september,2003 11313العدد الجمعة 22 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

السبر في حديث للجزيرة بمناسبة العام الدراسي الجديد «2-2»: السبر في حديث للجزيرة بمناسبة العام الدراسي الجديد «2-2»:
وقفات مع المعلمين والطلاب
من الخطأ أن يكون المعلم سبباً للتعصب الرياضي
على الطالب تعلم الأدب مع المعلمين والزملاء من لم يتحمل ذل التعلم بقي في ذل الجهل

متابعة: أحمد الجردان
نواصل هذا الاسبوع الحديث الذي خص به «الجزيرة» إمام خطيب جامع الأميرة موضي السديري بحي العريجا بالرياض الشيخ محمد بن ابراهيم السبر حول وقفات بمناسبة العام الدراسي الجديد حيث تحدث الاسبوع الماضي عن دور الآباء وأولياء امور الطلاب والطالبات. في هذا الاسبوع يتواصل حديثه بوقفات مع المعلم ووقفات مع الطلاب فقال فضيلته:
عن المعلم، من المهم أن نقف وقفات مهمة مع بيت القصيد ومحط الركب؟! نقف مع الموجه المربي؟!
إنها مع المدرس الذي هو اكثر الناس اتصالا بأبنائنا الذي يقول فيسمع له، ويأمر فيصغى له؟! ونحن نقول لكل من اشتغل بالتدريس إن أقل ما ينظر فيك أن يكون مظهرك إسلامياً، وان يتفق القول مع الفعل وان تكون الروح إسلامية حقاً.. نحن نريد مدرساً أميناً على فلذات أكبادنا فإذا تكلم فلا يتكلم إلا بخير، حسن التعامل فلا تصدر منه إلا عبارات التربية والتوجيه، قدوة في مظهره، محافظاً على صلاته، إذا دخل على الطلاب قابلهم بالبسمة وطلاقة الوجه: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» رواه مسلم، إذا دخل حياهم بتحية الإسلام إذا بدأ حديثه وشرحه بدأ بالحمد لله والثناء على الله والصلاة على رسوله وهكذا نغرس التربية الإسلامية في نفوس أجيالنا ونربيهم على الأخلاق الحميدة، وإنه لمنظر سيء ان تجد المدرس يغذي في الطلاب التعصب الرياضي، فيحلل لهم المباريات الرياضة وأسباب خسارة الفرق الرياضية.. منظر سيىء ان ترى بعض المدرسين لا يحسن العدل مع الطلاب فيفضل هذا على هذا لا لأدبه ولا لجده بل لحاجة في نفسه وظلم في قلبه - نسأل الله العافية - وعلى العدل قامت السموات والأرض.. منظر سيىء أن ترى المدرس لا يتقن شرحه لدروسه بل ينام بقية الدرس أو يتضاحك مع الطلاب ساخراً وتساءل فضيلته قائلا:وإنني أتساءل، الطالب الذي يرى مدرسه في حال من الميوعة والتسيب كيف يتعلم الفضيلة والرجولة!!
الطالب الذي يسمع من مدرسه السب والشتم والبذاءة كيف يتعلم حلاوة المنطق! والطالبة التي ترى معلمتها تسير خلف صرخات الموضة وصيحات الأزياء، وتتبع كل ما يصدره الأعداء كيف تتعلم الفضيلة والعفاف، إنها مصيبة أن تختل الموازين حينما يتولى مهمة التربية والتعليم مدرس لا يلتزم بأحكام الإسلام، متهاون في أمر الله قد استحوذ عليه الشيطان، لأن المطلوب منه الإرشاد إلى كل خلق حسن، والتحذير من كل خلق ذميم، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه:


يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي
الضنى كيما يصح به وأنت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا
أبدا وأنت من الرشاد عديم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما وعظت ويقتدي
بالعلم منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم

ودعا فضيلته المعلمين والمعلمات قائلاً إن مهنتكم من أعز المهن، وقد قيل كاد المعلم أن يكون رسولاً.. وهي مهمة الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه قال صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت معلماً»، فجملوا هذه المهنة بالإخلاص واحموها بالجد والمتابعة، «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة» رواه مسلم.
وقال فضيلته للطلاب والطالبات: معاشر الطلبة والطالبات: هاقد عدتم إلى مقاعد الدراسة، والعود أحمد إن شاء الله فكيف بدأتم هذا العام هل جددتم النية وأخلصتموها لله جل وعلا في طلب العلم، هل تتذكرون يوم ان تسعوا كل صباح إلى أماكن الدراسة قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقا إلى الجنة»، هل تستحضرون تقوى الله في طلبكم للعلم والله يقول: {وّاتَّقٍوا اللهّ وّيٍعّلٌَمٍكٍمٍ اللَّهٍ}
لا أظن أنكم تحتاجون إلى من يذكركم بآداب طلب العلم والتزام الأخلاق الفاضلة.
لا تحسبن العلم ينفع وحده
ما لم يتوج ربه بخلاق
وتساءل السبر قائلا:ماهو مدى أدبكم مع معلميكم وأساتذتكم ومشايخكم، ماهو مبلغ الأدب فيكم مع زملائكم فالأدب مفتاح العلم، والاحترام والتقدير أساس الطلب، فيتعلم الطالب أدب الجلوس وأدب الاستماع وأدب السؤال والانصات وأدب الاعتذار والاستدراك، يقول الامام الشافعي رحمه الله: «كنت أصفح الورقة بين يدي شيخي مالك صفحاً رقيقاً لئلا يسمع وقعها»، ويقول الربيع: «والله ما اجترأت ان اشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له»، أما ابن عباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعه نسبه وعلو منزلته حين يبلغه الحديث عن رجل أن يأتي بابه وهو قائل نائم، ولندع ابن عباس يكمل ويصور حاله فيقول:
«فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح علي من التراب، فيخرج فيراني فيقول يا ابن عم رسول الله ما جاء بك هلا أرسلت إلي فآتيك، فأقول لا أنا أحق أن آتيك قال فأسأله عن الحديث»،
هذا هو الأدب حقاً قال بعض العلماء: من لم يتحمل ذل التعلم ساعة، بقي في ذل الجهل أبداً وقال بعض الشعراء مبيناً مغبة ازدراء المعلم:


إن المعلم والطبيب كليهما
لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه
واصبر لجهلك إن جفوت معلما

وقال الشاعر:


قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا

وأكد السبر بقوله إنها فرصة لأقف مع الطلاب وقفة مهمة فأقول: أخي الطالب ما نوع الزملاء والأصدقاء الذين تختارهم وتصطفيهم لرفقتك وصحبتك أثناء الدراسة وخارج المدرسة وفي الشارع والحارة هل هم من النوع المرضي في دينه الذي يعينك على الخير ويدلك عليه أم هو من النوع المسخوط في دينه الذي يدعوك إلى الرذائل ويسوغ لك فعل الباطل.ألا ففر من المجذوم فرارك الأسد، وتذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «المرء على دين خليله»، ويقول: «المرء مع من أحب»، وقوله: «لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي».
إذا ما صحبت القوم فصاحب خيارهم
ولا تصاحب الأردى فتردى مع الردى
نسأل الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علماً يارب العالمين..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved