Friday 19th september,2003 11313العدد الجمعة 22 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مقدم البرامج الدينية في التلفزيون.. عادل العبدالجبار لـ « الجزيرة »: مقدم البرامج الدينية في التلفزيون.. عادل العبدالجبار لـ « الجزيرة »:
برامج التلفزيون السعودي الدينية تترجم في الغرب

* الرياض خاص ب«الجزيرة»:
يوضح فضيلة الشيخ عادل العبدالجبار «أحد المعدين والمقدمين للبرامج الدينية بالتلفزيون السعودي» بأن الإعلام الغربي قد استغل التفجيرات الأخيرة لتشويه صورة الإسلام وتنفير الناس عنه، وانه أصل العنف والتطرف، إلى غير ذلك من الاتهامات.ويرى الشيخ العبدالجبار ل«الجزيرة» ان دور البرامج الدينية يأتي من هنا للذين يطلبون الرأي الصحيح من منبعه، وهو الإعلام السعودي، خاصة وان العالم بحاجة إلى الحكم الشرعي في مثل هذه الأعمال التخريبية.كما يتطرق فضيلته إلى تأثير البرامج الدينية على المشاهدين، وتصحيح التصورات المغلوطة، وكيفية التعامل مع الشباب.
البرامج الدينية في الفضائية السعودية تحملت حملاً عظيماً في إيضاح الصورة الصحيحة للمجتمع بعد أحداث 11 سبتمبر
الشيخ عادل العبدالجبار
* لا يخفى على فضيلتكم الأحداث الأخيرة من التفجيرات المؤسفة والأعمال التخريبية في هذه البلاد المباركة، ما الدور المناط بالبرامج الدينية في معالجة هذا الحدث؟
في الحقيقة بعد أحداث 11 سبتمبر تحملت البرامج الدينية في الفضائية السعودية الأولى حملاً عظيماً وأمانة كبرى في إيضاح الحدث بصورة صحيحة للمجتمع المحلي والعالمي فالكل ينظر لهذه البلاد المقدسة فينصت المشاهدون لمشايخها ويقفون عند فتاوى علمائها الذين كان لهم القبول عند فئات كبيرة وشريحة بل شرائح كبرى من العالم الإسلامي والغربي ومن ذلك مواكبة برنامج الإسلام والحياة في 3 حلقات أسبوعياً لترتفع بتوجيهات المسؤولين إلى 5 حلقات أسبوعياً تبث على الهواء مباشرة لمتابعة الأحداث وتأصيلها تأصيلاً شرعياً.
التفجيرات الأخيرة.. لا تسر صديقاً ولا تفرح أخاً بل استغل الإعلام الغربي هذا الحدث بتشويه صورة الإسلام وتنفير الناس عنه وانه أصل العنف والتطرف وأثرها المقيت إلى غير ذلك من الاتهامات والأفكار المتطرفة فكان واجباً علينا كرمز للإسلام ان نوضح الصورة جلية للعالم بأكمله وان ديننا يرفض هذه الأعمال التي راح ضحيتها عدد من المستأمنين والمعاهدين وكذلك المسلمين فضلاً عن تدمير المباني وتفحم السيارات وإحراق البيوت ممن لا يرضاه الله جل وعلا.
من هنا جاء دور البرامج الدينية كسفينة نجاة للحيارى الذين يطلبون الرأي الصحيح من منبعه وهو الإعلام السعودي المتمثل في برامجه الدينية المباشرة لا سيما ان المسؤولين رأوا ان يكون المعد والمقدم من يحمل التخصص الشرعي من الإخوة المشايخ والدعاة لتقريب وجهة النظر للمشاهدين خارج المملكة وإيضاح الحكم الشرعي للمجتمع المسلم فكانت أهمية البرامج الدينية في هذه الأحداث نابعة من عظم الحدث وان العام بحاجة إلى الحكم الشرعي في هذه الأعمال التخريبية وبأسرع وقت قبل أن يستغل الحدث غيرنا في تشويه الصورة للإسلام والمسلمين وهذا ما حصل ولله الحمد في منع الأعداء والمصطادين في الماء العكر في الوصول إلى النيل من قدسية هذه البلاد المباركة.
* لا بد أنكم تحفظون في الذاكرة شيئاً من تأثير البرامج الدينية في هذه الأحداث هلا تحدثتم عن ذلك ؟
حقيقة ربما لا تسعفني الذاكرة فالسؤال كان مفاجئاً لي لكن مما أتذكره جيدا هو عرض بعض المراكز الإسلامية لبعض حلقات دين ودنيا والإسلام والحياة للمقيمين في هذه البلاد الغربية بل قرأت في أحد المواقع على شبكة الإنترنت انها تترجم وتعرض لمواطني هذه البلاد لإيضاح الإسلام على حقيقته وهنا نعرف أهمية التلفزيون السعودي ببرامجه الدينية التي يتابعها ويحرص عليها من يسكن في الخارج بل أتذكر من المواقف التي أثرت في نفسي كثيراً نقل حلقات لا بأس بها عبر «البالتوك» نظام المحادثات الصوتية الكبير على شبكة الإنترنت ويحضر ذلك عدد لا يستهان به من كافة العالم الذين كانوا على شبكة الإنترنت في نقلها من التلفزيون السعودي وهذه نعمة ان تنقل هذه الحلقات وفي هذا الوقت بالذات وهنا وقفة أشكر فيها المسؤولين في التلفزيون ممثلا في مدير القناة الأولى الذي اعتمد إعادة الحلقة من برنامجي دين ودنيا والإسلام والحياة بعد صلاة الفجر من اليوم نفسه لكي تتناسب مع التوقيت للمواطنين والمقيمين بالتحديد في الولايات الأمريكية إذ يكون الوقت بعد صلاة المغرب تقريباً والإعادة رسالة للمقيمين هناك أولاً لكي يصل إليهم الحكم صافياً من ينبوعه خالياً من الشوائب والأكاذيب التي سعى فيها الإعلام هناك بقنواته المختلفة وقد لمس المسؤولون أهمية إعادة بعض الحلقات المتميزة بناء على طلب من المشاهدين لحاجتهم إلى مثل هذه البرامج النافعة.
* ألا تلاحظ أن المشاهدين ربما يسمعون من المشايخ ما يصحح ما في أذهانهم من أخطاء وتصورات مغلوطة بمعنى هل ترى أن البرامج غيرت بعض هذه الأفكار المنحرفة؟
أشكرك جدا على هذا السؤال الهام وقد لمست ذلك بنفسي ومن ذلك بعد الانتهاء من إحدى حلقات الإسلام والحياة اتصل بي سنترال التلفزيون على الجوال الخاص بي لاستقبال مكالمة من خارج المملكة وأظنها من إحدى الدول الخليجية، ربط بين المكالمتين بطريقة تقنية موجودة في السنترال، ذكر لي المتصل شكره وتقديره لتصحيح المعلومات الخاطئة في عقله وانه كان يعتقد بأفكار منحرفة كانت هذه الحلقة سبباً للتصحيح حين ذكر لي كلام الشيخ في حواره مع المشاهدين في قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في هذه الفئة التي أحرقت وفجرت وقتلت أنفساً معصومة وسفكت دماء محترمة وذلك حين ضرب مثالاً رائعاً جدا في أن الرسول وأصحابه لم يفعلوا ذلك مع قدرتهم فبلال بن أبي رباح لم يحرق بيت معذبه في الجاهلية أمية بن خلف، ولم يقتلوا أبا طالب ولا أبا جهل غيلة، ولم يحرقوا عليهم بيوتهم، وهم رؤوس الكفر والفساد في زمانهم، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، وان هذا المثال من هذا الشيخ غير شيئاً من تصور خاطئ في ذهن الشاب المتابع للبرنامج واستئذنك في ذكر تفاصيل إحدى الحلقات من برنامج الإسلام والحياة عرض فيها المخرج المتألق عبدالحميد مصطفى صوراً ضوئية لفتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، في حادثة العليا عام 1416ه بمدينة الرياض، وتم أخذها من موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، وكذلك فتاوى سماحة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في حادثة الخبر بالمنطقة الشرقية عام 1420ه هذه الفتاوى كان لها أثر إيجابي جدا، وذلك للقبول الذي كان لهما عند المسلمين في العالم الإسلامي فقد بين الشيخان حرمة التفجيرات وإزهاق الأرواح المعصومة من الدول الكافرة وان من فعل ذلك فقد اقترف إثماً مبيناً وانه مفسد يجب على ولاة الأمر القبض على هؤلاء وإقامة حد الله فيهم وإراحة المجتمع من شرهم وخطرهم كما حذرا من الفتنة وأثرها السيء ووجوب طاعة ولي الأمر كما عرض البرنامج صوراً ضوئية لما تناقلته الصحف المحلية من بيان هيئة كبار العلماء في تحريم هذا العمل صورة لفتوى سماحة الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى صورة لبيان فضيلة الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، وكذلك عرضاً لبيان فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين.
كل هذه البيانات والفتاوى قصدنا منها نشرها على أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع في العالم بأكمله وذلك ان صحفنا محلية محدودة الانتشار لكن الفضائية السعودية أوسع انتشاراً ومتابعة فكان الصدى الطيب لهذه الحلقة وتغيير كثير من التصورات الخاطئة الى غير ذلك من التفاعل المباشر مع بث اللقاء على الهواء.
* البرامج المباشرة لها طابع المفاجأة بمعنى كيف تقيمون ردود فعل المشاهدين في الأحداث وخاصة أن الأمن هو المستهدف في هذه الأعمال التخريبية؟
لمست ولمس غيري من إخواني المشايخ في التقديم ان الإخوة المشاهدين هم على قدر من المسؤولية وكم نلاحظ ذلك في الأدب الجم حين عرض السؤال على الضيف بل كانوا يعبرون عن حبهم لأصحاب الفضيلة ويطالبون بالمزيد من الاستضافات لهم فطابع المفاجأة كما قلت يمكن التغلب عليه بالإعداد الجيد للحلقة ومدى جاهزية الشيخ لما سيطرحه ومن هنا قد يشاع ان الاتصالات الهاتفية تبرمج ذاتياً وهذا غير صحيح مطلقاً بل يترك للمتصل كامل الحرية في عرض سؤاله ومداخلته دون مقاطعة لكن ربما يكون هناك إعادة صياغة للسؤال والسبب حساسية الحدث واللقاء ومن ذلك ان متصلا كان متحمساً جدا وعاطفياً من الأحداث وكان يطرح موضوع التكفير بقوة وشدة وكأن الغضب قد نال منه هنا لم يتم قطع الاتصال بل تم مناقشته بطريقة لبقة وهدي نبوي كان نتاج ذلك الإجابة الشافية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لما دار بينه وبين الضيف في اللقاء لتنتهي المكالمة بالدعاء ان يحفظ بلادنا من المكروه وهنا يأتي أهمية دور المقدم للبرنامج من حيث طرح ما يلائم الحلقة وتحديد الأفكار والمحاور المطروحة وتوجيه الاتصالات مهما كانت حدتها وصراحتها وربما قسوتها أحياناً أخرى في محيط النفع العام للمشاهد فمن المؤسف جدا ان يطرح المشاهد سؤالاً ربما يكون مثيراً فيأخذ مجمل الحلقة وحينئذ يدخل الضيف في دوامة الحديث عن مواضيع لم يعد لها إعداداً مناسباً لكن في الجملة كان المتصلون من المشاهدين على قدر من الأحداث وتحريم التفجيرات وانه مشين وإفساد في الأرض والكل يرفضه مهما كانت أسبابه ودواعيه.
* في خضم أحداث التفجيرات الأخيرة كان الحديث موجهاً لفئة غالية على قلوبنا يرى الجميع بأن البرامج تقصد الحديث إليها وهي فئة الشباب فما تعليقكم على ذلك؟
الشباب صمام الأمان لكل مجتمع ودولة وليس بمستغرب ان نتحدث إليهم وبكثرة ومن ذلك حرص المسؤولين في التلفزيون السعودي على إعادة حلقات معينة في الأحداث في برنامج نبض الشباب الذي يبث إعادة في القناة الأولى وكان له الأثر البالغ جدا في الحديث لهذه من فضيلة الدكتور سعد البريك وكان موفقاً في طرحه وكانت بعد أحداث مكة بحي الخالدية.
«الشباب» مستهدفون من الإهداء ونحوهم صوبت السهام المسمومة والأفكار الهابطة والفتاوى المضللة لنجاح مخططاتهم التخريبية ونواياهم السيئة ويأتي دور هذه البرامج في تقوية اللحمة بين الشباب والعلماء فمن المؤسف جدا ضياع أو فقدان المرجعية الدينية في المجتمع وكم سنخسر كثيرا لو ان الشباب سقطوا فريسة سهلة للواقعية بينهم وبين العلماء وحينئذ ماذا ترجو من عقل مشوش وتفكير منحرف وأنا أقول وبشفافية تامة أعظم مشروع للبرامج الدينية تقوية ثقة الشباب بعلمائهم ودعاتهم وولاة أمرهم بأي وسيلة ممكنة وتكثيف ذلك بلقاء الشباب عبر أثير الإعلام المباشر ويجب علينا ان نوضح للشباب خطر الخوارج على الأمة وحقوق ولي الأمر ووجوب طاعته كيف لا نوضح لهم ذلك وهم أصحاب التحصيل العلمي المتواضع والفهم السطحي قد لاحظنا ظهور ما يقال انهم مشايخ صغار السن في الثلاثينات من أعمارهم يفتون في مصير الامة ويعارضون كبار العلماء الذين أمضوا حياتهم ومنهم من تجاوز 80 سنة بذلوها في نصح الأمة والخوف عليها من الفتن..الشباب وقعوا فريسة سهلة لمقالات الإنترنت الشيطانية التي قامت على أكاذيب وأباطيل وقد طرحت البرامج الدينية موضوعاً مماثلاً عن خطر تلك المواقع السيئة التي وصفت الانتحار وتفجير النفس شهادة يرجو بها الجنة وعدوا تلك الأعمال التخريبية عمليات استشهادية كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً حفظ الله شبابنا من كل سوء وفتنة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved