* نيروبي - (د ب أ):
بعد عام من محاولة الانقلاب في دولة كوت ديفوار (ساحل العاج) الواقعة في غرب أفريقيا وبالرغم من تنفيذ اتفاقية للسلام مازالت الصعاب والتوتر وعدم الثقة تخيم على البلاد.
وفي 19 أيلول «سبتمبر» الماضي بددت الانفجارات وإطلاق النار هدوء الصباح حيث قامت القوات المنشقة في الجيش الايفوري بما وصفته الحكومة في الاساس بأنه تمرد.لكن عندما تبددت سحب الدخان، كان هناك مئات الاشخاص القتلى في العاصمة التجارية أبيدجان، وسيطر المتمردون على النصف الشمالي من البلاد، وكان من الواضح أن حكومة الرئيس لوران جباجو قد اهتزت من أساسها. وغاصت كوت ديفوار التي كانت لفترة طويلة أكثر الدول استقرارا في غرب أفريقيا في حرب أهلية ترجع جذورها إلى انتخابات عام 2000 التي كانت محل خلاف وإلى الانقسامات العميقة بين الشمال والجنوب.وقامت فرنسا بالتوسط للتوصل إلى اتفاق سلام أسفر عن مشاركة المتمردين والخصوم السياسيين في حكومة جباجبو.
من ناحية أخرى، يقول المراقبون إن عدم الثقة بين مختلف الاطراف في الحكومة الانتقالية مازال عميقا، ويقول اليكس فاينس. رئيس برنامج أفريقيا في المعهد الملكي للشئون الافريقية في لندن إن الاطراف المشاركة في السلطة تمر بحالة «تعايش متوتر غير مرض»، وفي الوقت نفسه لم تمارس الحكومة بعد نفوذها في الاراضي التي يحتلها المتمردون، وبذلك أصبحت الخدمات العامة غير متوفرة في حقيقة الامر، وتقول الامم المتحدة إن مئات الالاف مازالوا محرومين من الرعاية الصحية الاساسية ويواجه آلاف الاطفال عاما ثانيا على التوالي بدون التوجه إلى المدارس بصورة رسمية.
وترجع الامم المتحدة استمرار عرقلة وصول المساعدات الانسانية إلى «الزيادة في التوترات العرقية الداخلية واستمرار عدم الامان» في غرب كوت ديفوار، ويقول العاملون في مجال المساعدات الانسانية إن زعماء القبائل في المنطقة الغربية يأمرون بطرد أولئك الذين لا ينتمون إلى المنطقة، بينما تقوم جماعات من الشباب بترويع المهاجرين من الدول الاخرى في غرب أفريقيا.وتواصل الاطراف المختلفة في الحكومة الانتقالية تبادل الاتهامات رغم التزامها بالمشاركة في السلطة.وفي الشهر الماضي، تم اعتقال 10 أشخاص في فرنسا و 18 آخرين في ساحل العاج للزعم بتدبيرهم مؤامرة للقيام بانقلاب، واتهم أعضاء في حزب جباجبو رئيس الوزراء سيدو دايارا الذي تم تعيينه كحل وسط، بأن له يدا في المؤامرة، لكنهم لم يقدموا أي دليل على ذلك.وانتقد زعماء الحركة الوطنية لساحل العاج المتمردة في نهاية الاسبوع الماضي الطريقة التي اختار بها جباجبو وزير الدفاع ووزير الامن الداخلي الجديدين، بينما انتقد الرئيس المتمردين. وحث أتباعه قائلاً «نظفوا أسلحتكم». ولكن مع استمرار حرب الكلمات توقفت نيران الاسلحة على الاقل، وقد تم الالتزام باتفاقية السلام إلى حد كبير منذ توسطت فرنسا في التوصل إليه في كانون الثاني«يناير» الماضي، وتم الاتفاق على حكومة المشاركة في السلطة في آذار «مارس» الماضي وتحققت النهاية الرسمية للحرب خلال احتفال للتوقيع على الاتفاق في تموز «يوليو» الماضي.
|