ايها القراء الاعزاء.. ما زالت الكلمات هي «الرسوم» الواضحة والصور المؤطرة لحالة الانسان.. تجيء مستلة من الفكر والوجدان «لذات المعطى» لتستقر امام الآخر الذي يشتم فيها ما كان يعتمل في نفسه.. فتكون عملية الارتياح لهذا او ذاك من الكاتبين.
ولكن متى تكون الكلمات محملة بهذه المدلولات ومتى يحدث العكس؟ من الجهة الاولى: تتبلور عندما يكون الاحساس لدى الكاتب بأنه لابد من الاضافة.. ولابد من الدخول الى بواطن الاشياء دون الشطح، وفي الجهة الثانية عندما يكون الكاتب في حالة اعلان مستمر عن الحضور والتواجد ليس إلا.. وبعبارات كرتونية مسطحة.
وبين الصنفين تفغر فاهاً هوة سحيقة يصعب ردمها.. انسان يعطي بإحساس وتيقظ.. ويدرك ان مسؤولية الحرف من اخطر المسؤوليات ولهذا يحترم حرفه وعباراته كما يحترم فكرته ويجعل في حسبانه ابداً صورة المتلقي.. وآخر لا يهمه.. الا ان يعلن عن «اناه» وبأي عبارة كانت. ولا تقدير في ذهنه للقارئ.. لكونه في السابق لم يعر فكرته او حرفه ايما اهتمام.. شتان بين من يقدر.. وبين من لايضع للتقدير اي اعتبار.. و«القارئ» على كافة المستويات.. في حيرة من امره.. اين تكمن الصحة؟ بالرغم من ادراكاته حسب قدراته وخلفياته «يحكم» احياناً ولكن حكمه ولو كان صحيحاً يبقى مغموراً وحاضراً «للقارئ» ذاته مما يزيد الحيرة تضخماً.. لانعدام الجدية في اكثر الكتابات وضياع الاصوات الصادقة في خضم متلاطم بالزيف والمغالطات وفقدان الإحساس بقيمة القارئ.
* ثرمداء
|