من جديد توجّه الولايات المتحدة الأمريكية رسالة خاطئة للإسرائيليين، بعد إشهار «الفيتو» لإسقاط القرار العربي الذي قُدم لمجلس الأمن الدولي يطالب إسرائيل بعدم إبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
فاللطمة الأمريكية الموجهة للشرعية الدولية باستعمال «الفيتو» لحماية الكيان الإسرائيلي ومنع الأسرة الدولية من إثناء جنرالات الإرهاب فيها من تنفيذ جريمة تعارضها وتنبذها القوانين والمواثيق الدولية، وإعلان الكيان الإسرائيلي لما اسمته حكومته بـ«القرار المبدئي» لرئيس منتخب وقع العديد من رؤساء حكوماته اتفاقيات ضمنتها الأمم المتحدة نفسها وأكبر قوة مهيمنة دولياً الولايات المتحدة الأمريكية، يفرض واجباً أدبياً وأخلاقياً وسياسياً على الأمم المتحدة وأمريكا معاً، إلا أنه وبدلاً من أن تكبح جنوح وخروج إسرائيل على القوانين والمواثيق الدولية كدولة احتلال تلزمها اتفاقيات جنيف تصدم واشنطن الأسرة الدولية وتهين الأمم المتحدة نفسها باستعمالها «الفيتو» لحماية البلطجة الإسرائيلية المتمثلة بالدعوة علناً لقتل الرئيس عرفات، ولهذا فإن المجتمع الدولي والعربي بالذات يتخوفان من ان استعمال أمريكا للفيتو يمثّل رخصة تمنحها أمريكا لإسرائيل للسير قدماً في تنفيذ خطة قتل ياسر عرفات، وهذا أخطر ما يمكن أن يمثّله استعمال الولايات المتحدة الأمريكية للفيتو في هذا الوقت بالذات، فضلاً عن أن استمرار واشنطن في تجنيد «الفيتو» لحماية إسرائيل من العقاب الدولي رغم فداحة تجاوزاتها وجرائمها يجعل الكيان الإسرائيلي .. كياناً فوق القانون الدولي وفوق المعاهدات والمواثيق الدولية، وهذا ما يجعل الإسرائيليين يتمادون في ارتكاب الخروقات والجرائم ضد الإنسانية، والتمرد على كل القرارات الدولية التي تتخذها المنظمات والهيئات الدولية ومنها الأمم المتحدة التي لم تنفذ إسرائيل أي قرار من قراراتها.
|