تعد صناعة التمور في المملكة العربية السعودية من أبرز الصناعات الغذائية الحديثة نظراً لتوافر الفائدة الغذائية والصحية في هذا المنتج المبارك يضاف إلى ذلك الفائدة الاقتصادية الناتجة من وراء هذا المنتج في هذا البلد الكريم.
ولعل ما يميز هذا المنتج عن غيره الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على فضله وعلو شأنه.
قال الله تعالى (وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً)، وقوله تعالى (والنخل باسقات له طلعٌ نضيد)، وقوله عز وجل (ومن ثمرات النخيل والأعناب تأخذون منه سكراً ورزقاً حسناً) وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (بيت ليس فيه تمر جياع أهله) وقوله صلى الله وسلم: (إن التمر يذهب الداء ولا داء فيه وإنها من الجنة وفيه شفاء)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ومن تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر). رواه البخاري.
وبناءً على ذلك فقد أثبتت الدراسات والتجارب العلمية والطبية بأن التمر غذاء مثالي للإنسان لاحتوائه على المواد الغذائية الرئيسية مثل السكريات والأحماض والمعادن والدهون والبروتينات وغيرها.
ويحتوي التمر على مضادات السرطان لإحتوائه على الماغنيسيوم، كذلك فإن تناول التمر مع الحليب يزيد في الباءة ويخصب البدن لاحتوائه على المنشطات الجنسية كمعدن الفسفور المغذي للحجيرات النبيلية التناسلية مما يعطي قوة جنسية، كما يدخل الفسفور والكالسيوم الموجودان في التمر في تركيب العظام والأسنان ويوجد في التمر الهرمونات الهامة كهرمون البيتوسين الذي له خاصية تنظيم الطلق عند النساء ويمنع النزيف أثناء وعقب الولادة ويخفض ضغط الدم عند الحوامل.
وقد أثبتت الدراسات الغذائية بأن كيلوجرام واحداً من التمر يعطي طاقة حرارية مقدارها ثلاثة آلاف (3000) كيلو كالوري - أي ما يعادل الطاقة الحرارية لرجل متوسط النشاط في اليوم الواحد.
كذلك يحتوي التمر على فيتامين (أ) الذي يساعد على زيادة وزن الأطفال كما يحفظ رطوبة العين وبريقها ويمنع الغشاوة الليلية.
كما يحتوي التمر على فيتامينات (ب1) و(ب2) المقوية للأعصاب والأوعية الدموية، والتمر غني بعدد من السكريات سريعة الامتصاص سهلة التمثيل الغذائي كالجلكوز والايكوز والسكروز وتمثل ما نسبته (70%).
اهتمت الكثير من المصانع الموجودة حالياً في المملكة العربية السعودية بتطوير صناعة التمور لإيصالها للمستهلك بطرق حديثة ذات ذوق رفيع، كذلك أولت وزارة الزراعة إنتاج التمور اهتماماً بالغاً لإنتاج محصول عالي الجودة، وقد أثبتت الدراسات والإحصائيات بأن الناتج المحلي يفوق الاستهلاك العالمي، حيث يبلغ الناتج المحلي من التمور حالياً ثمانمائة وخمسين ألف (850000) طن مقابل استهلاك عالمي يقدربسبعمائة ألف (700000) طن سنوياً، ويرجع ذلك لعدم معرفة العالم الخارجي بخصائص التمر وفوائده مما يتطلب مضاعفة الجهود من الجانبين العلمي والإعلامي لإيصال هذه المعلومات لتلك الدول، ومن المتوقع خلال الأربع سنوات القادمة أن يبلغ الناتج المحلي من التمور مليوني (2000000) طن سنوياً، حيث تم زراعة ما يقارب من اثنتين وعشرين مليون (22000000) نخلة في المملكة العربية السعودية.
لذلك فزيادة الإنتاج تتطلب الاهتمام الواسع من قبل الدولة والمستثمرين والمنتجين بدعم هذه الصناعة الوطنيةوتطويرها لإيصالها إلى دول العالم بشكل يميزها عن باقي المنتجات الغذائية العالمية. وهذا يعتبر عاملاً مساعداً في دعم اقتصاد الدولة حيث يعد من مقومات الاقتصاد الوطني.
حيث من المتوقع بإذن الله تعالى أن تبلغ مبيعات تلك الكميات بحد أدنى اثني عشر مليار ريال سنوياً.
ومما يثلج الصدر ما نراه حالياً من توجيهات مجلس الغرف التجارية ومركز الصادرات السعودية مدعومة من ولاة الأمر حفظهم الله الذي يسير نحو الاهتمام البالغ بدعم صناعة وتصدير التمور، حيث سبق زيارة دولتي اليابان والصين من قبل وفد رسمي انضم إليه مجموعة من شركات التمور، وكذلك إقامة معرض للتمور في جمهورية روسيا الاتحادية. وقد لوحظ من تلك الزيارات الإقبال الشديد من قبل مواطني ومستثمري تلك الدول على طلب التمور والتعرف عليها بشكل أوسع مما يعطي دافعاً قوياً لمصنعي ومنتجي التمور. ويجري حالياً عمل برنامج (CD) تحت إشراف مجلس الغرف التجارية عن صناعة وإنتاج التمور للتعرف بها ونشره محلياً وعالمياً، كذلك تم عمل اجتماع أولي لمنتجي ومصنعي التمور في مجلس الغرف التجارية لبحث جدول أعمال تطوير صناعة وتسويق التمور وانبثق عن هذا الاجتماع تكوين لجنة تقوم بعقد الاجتماعات الدورية لبحث سبل وإمكانيات تطوير وتسويق التمور.
وتفضلوا بقبول فائق التحية والتقدير ،،،
بندر بن محمد عبدالرحمن الصقري
مدير عام مصنع ومزارع تمور المملكة
|